مشاركة الجمهورية الصحراوية في اشغال اجتماع الشراكة الافريقية اليابانية يعيد بريق الامل في العمل الخارجي الذي توارى خلف المكاسب الشخصية
الصحراء الغربية 25 اغسطس 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ كشف الاختراق المغربي الاخير للاتحاد الافريقي غياب دبلوماسية صحراوية قادرة على مواجهة مخططات الخصوم، إذ ان قبول عضوية الاحتلال المغربي في الاتحاد الافريقي بالرغم من استمرار واقع الاحتلال في الصحراء الغربية امر لا يبشر بالخير ولايسر سوى من اعتاد تسويق الانكسارات والفشل على انه انتصارات ومكاسب حتى بات حضور الجمهورية الصحراوية في عمقها الافريقي مهددا بسبب سياسة الفشل التي ينتهجها ثنائي الاقطاب الذي يسير الملف ويخضعه للوبيات تعمل على تحصيل مكاسب شخصية على حساب معاناة وتضحيات الشعب الصحراوي في مختلف ساحات الفعل النضال.
مشاركة الجمهورية الصحراوية في اجتماع الشراكة الافريقية اليابانية، المعروفة اختصارا بالتيكاد ، بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو مابين 23 ـ 25 اوت 2017 ، تعيد بريق الامل في تعافي الخارجية الصحراوية من امراض التواري عن الانظار وترك الساحة خاوية امام تحرك دبلوماسية الاحتلال.
حيث كان من المقرر انعقاد الاجتماع على مستويين ، كبار المسؤولين ووزراء الخارجية ، غير انه تم الغاء اجتماع كبار المسؤولين بعد مفاوضات عسيرة بين الاتحاد الافريقي والجمهورية الصحراوية والطرف المغربي .
و اصر الاتحاد الافريقي على الغاء الاجتماع لتعنت الطرف المغربي واصراره على استبعاد الجمهورية الصحراوية من اجتماع كبار المسؤولين الامر الذي قوبل بالرفض من الاتحاد الافريقي الذي اكد على ضرورة احترام قراراته المتعلقة بالشراكات التي توجب حضور ومشاركة جميع الدول الاعضاء بدون استثناء في جميع الاجتماعات الخاصة بالشراكات التي يكون الاتحاد الافريقي طرفا فيها ، وقد اجمع الافارقة على ان لاشراكة بدون حضور الطرف الصحراوي بعضويته الكاملة ككل الدول الاعضاء .
التعنت المغربي له ما يبرره حيث ظلت الجمهورية الصحراوية غائبة عن مثل هكذا اجتماعات ونتذكر مشاركة ملك الاحتلال سنة 2015 ضمن زعماء الاتحاد الافريقي في قمة الشراكة الافريقية مع الهند في غياب للجمهورية الصحراوية التي لم تتحرك ضد هذا الانتهاك الواضح لقواعد الاتحاد الافريقي الذي عزل المغرب في ثمنينات القرن الماضي سبب احتلاله لاخر مستعمرة في افريقيا، وطالما ندد الافارقة وقمم القارة السمراء على مختلف المستويات باستمرار الاحتلال المغربي والتجاوزات المغربية في حق المدنيين مؤكدين تشبثهم بدعم كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال، وبالرغم من ذلك توارت الدبلوماسية الصحراوية وبعثتها الدائمة لدى الاتحاد الافريقي عن هذا الاختراق؟ وسمح هذا الصمت ايضا فيما بعد عن مشاركة المغرب الذي لم يكن عضو في الاتحاد الافريقي في قمم مماثلة على غرار قمة الشراكة الافريقية الصينية، والشراكة الافريقية التركية، والشراكة الافريقية اليابانية؟
وامام انشغالات السادة الدبلوماسيين بهمومهم الخاصة وغيابهم المستمر عن اماكن عملهم حال دون التصدي للمخططات المغربية التي نجحت في الاخير في الانضمام الى احضان الافارقة مستغلة حالة الغياب هذه؟وقد يرجع السبب ايضا الى غياب المتابعة والاطلاع على انشطة القارة الافريقية وتبليغ الاتحاد بكل ما يتعارض والاهداف المرسومة من قبل الساسة الافارقة ومواثيق الاتحاد.
غياب الفاعلين في العمل الخارجي وانصرافهم لرعاية شؤونهم الخاصة وشؤون عائلاتهم واعتماد سياسة الترهل والارتجال التي تطبع العمل الدبلوماسي في اكبر الساحات تأييدا للقضية الصحراوية، وفي وقت يخوض الافارقة المعركة لوحدهم من اجل المرافعة عن القضية الصحراوية العادلة والانتصار للصحراويين يتفرغ بعض الدبلوماسيين لقضاياهم الشخصية.
وهنا من حق كل صحراوي ان يتساءل هل وفقت الدولة الصحراوية في اختيار الشخص المناسب على راس العمل الخارجي في الحكومة والامانة وهل اختارت الشخص المناسب على راس بعثتها الدائمة والمفوض فوق العادة لدى الاتحاد الافريقي اكبر محفل افريقي يشكل الدعامة الاساسية لكفاح الصحراويين في القارة السمراء ؟
وما مستوى حضور الجمهورية الصحراوية وبعثتها الدائمة لدى الاتحاد الافريقي على الساحة الافريقية في تمثيل قضية يناضل اهلها من اجل تحقيق استقلالهم الوطني، وإقناع الافارقة بالانخراط معهم في معركة التحرير؟
ولو ان هذا الحضور كان في المستوى المأمول لما اخترق المغرب الاتحاد الافريقي على حين غرة من الدبلوماسية الصحراوية بحضوره الدائم في مثل هذه القمم والترويج لاطروحته الاستعمارية؟
كما يلاحظ غياب الدبلوماسية الصحراوية عن المشاركة في الكثير من الفعاليات الرسمية الافريقية والقمم الافريقية المشتركة مع الدول والقوى الاخرى في اوروبا واسيا، كما ان انشغال بعض المسؤولين بتفقد الثروة الحيوانية في الاراضي المحررة لفترات ليست بالقصيرة مع استمرار غضب اخرين ومكوثهم في الديار الاسبانية الى حين ارضائهم من قبل النظام وتعيينهم في اماكن اكثر اريحية سمة طبعت عمل بعض الدبلوماسيين المفوضين فوق العادة في دول صديقة وشقيقة.
كما ان التمثيل الدبلوماسي في الساحة الاسبانية تراجع بشكل مخيف بات يعكسه الواقع الميداني وتراجع الكثير من المتضامنين والداعمين في ظل تراجع مشاريع الدعم الانساني التي اثرت على بعضها ضعف المصداقية في التعامل وغياب الشفافية في تسييرها.
حالة الجمود هذه يحاول البعض تغطيتها بالغربال بالنفخ في انتصارات، لا توجد الا في اذهانهم ، وتعاني الخارجية الصحراوية منذ سنوات من واقع الضعف الذي تغذيه بعض التصرفات الغريبة لبعض الدبلوماسيين الذين يغيب نشاطهم منذ الاعلان عن انضمامهم للعمل الخارجي حيث تشهد بعض المناطق التي تتواجد بها سفارات او تمثيليات للدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو غيابا مريبا للدبلوماسيين فضلا عن نشاط سياسي او ثقافي للتعريف بالقضية الصحراوية في ظل تحرك نظام الاحتلال المغربي لترويج اطروحاته الاستعمارية وتشويه نضال الصحراويين.
حالة الجمود هذه يحاول البعض تغطيتها بالغربال بالنفخ في انتصارات، لا توجد الا في اذهانهم ، وتعاني الخارجية الصحراوية منذ سنوات من واقع الضعف الذي تغذيه بعض التصرفات الغريبة لبعض الدبلوماسيين الذين يغيب نشاطهم منذ الاعلان عن انضمامهم للعمل الخارجي حيث تشهد بعض المناطق التي تتواجد بها سفارات او تمثيليات للدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو غيابا مريبا للدبلوماسيين فضلا عن نشاط سياسي او ثقافي للتعريف بالقضية الصحراوية في ظل تحرك نظام الاحتلال المغربي لترويج اطروحاته الاستعمارية وتشويه نضال الصحراويين.
وفي ظل غياب الرقابة على العمل الدبلوماسي الذي لايخضع للرقابة ولا يزوره اي وفد برلماني للاطلاع على سير العمل والوقوف على مكامن القوة والضعف، يعتمد النظام الصحراوي في العادة في تقييم دبلوماسيته على الصورة التي يرسمها السفير او الدبلوماسي عن ادائه والساحة التي ينشط بها والتي تكون في العديد من الحالات مبنية على النظرة الذاتية و بعيدة عن الموضوعية والواقع الحقيقي ويتم تسويقها الى التنظيم في غياب للصورة الحقيقية الموجودة على ارض الواقع، وفي وقت يكون الدبلوماسي خارج مكان عمله في غالب الاحيان.
وعلى الدبلوماسية الصحراوية ان تحتاط في قمم مشابهة للاتحاد الافريقي على غرار منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يعتبرمنبر جديد للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، كما أنه آلية فعالة لدفع تعاون الجنوب- الجنوب.
وقمة إفريقيا-تركيا التي تعزز التعاون الافريقي مع بعض البلدان الاسيوية حتى لا يتكرر الاختراق المغربي الذي يبحث عن ثغرة للعودة الى الاتحاد الافريقي.