-->

صناعة الآجور الاسمنتي في المخيمات


كانت الأمطار الكبيرة الطوفانية التي ضربت مخيماتنا في سنة 2016م ضربة قوية تلقتها ممتلكات ومكاسب مواطنينا البسيطة في مخيمات العزة والكرامة. ورغم قوة الضربة إلا أنها لم تنل من عزيمة ولا من معنويات أولئك السكان الذين ندر مثلهم في المقاومة والتحمل والصمود. ومع ذلك يجب أن نعترف بجد ان تلك الأمطار وما صاحبها من دمار مادي ألقت بظلالها على حياة المواطن الصحراوي في المخيمات. فتلك الفياضانات ودمارها الهائل في المباني الهشة جاءت في ظرف سياسي صعب تمثل في فشل المفاوضات، وفشل الأمم المتحدة، واستغلال العدو المغربي لذلك الفشل كي يَصعد إلى قمة الجبل في التعنت والهروب إلى الأمام. ذلك الفشل الاممي المعتمد في مخرج سياسي للقضية الصحراوية جعل الصحراويون ينكفئون على ذواتهم، لكن ليسل للحس جروهم، لكن ليدخلون، من جديد، معركة مع اللجوء الصعب، ويبدؤون يبنون بيوتهم من الصفر ومن الأساس. فعلى مدى السنوات الطويلة الماضية كان الصحراويون يبنون بيوتهم من الطين، لكن تلك البيوت كانت تسقط مع هطول أول قطرات من المطر، ثم يبنون من جديد مسلحين بعبارة التمني الشهيرة "لعل وعسى"- يحدث حل للقضية. لكن تلك " لعل وعسى" طالت، وجاءت الفياضانات الأخيرة لتؤرخ لما قبلها وما بعدها، ولتكون درسا يُعتبر به. فالكثيرون ممن سقطت بيوتهم بعد الفياضانات الأخيرة دخلوا معركة نزعوا فيها جلودهم حتى العظم كي يشترون الاجور الاسمنتي كي يبنون بيوتا قوية تقاوم الأمطار في المرة القادمة بعد خيبة تجربة البيوت الطينية. فالتسابق الآن إلى بناء البيوت الاسمنتية ليس بسبب الأبهة، لكن مرده الأكثر ترجيحا هو أن حل القضية، بسب التعقيدات الحاصلة، يمكن أن يتأخر كثيرا، وأن البناء بالاسمنت هو معادل فني للصمود. 
لكن البناء بالاسمنت في ظروفنا التي نعرف جميعا يتطلب أموالا طائلة؛ فالأجور الاسمنتي لا يُصنع في المخيم، ويتطلب الأمر شراءه من المدينة المجاورة، وتكاليفه باهضة جدا ولا يمكن لجيب اللاجئ الصحراوي، مهما انتفخ، ان يتحملها. 
إذن، بما أن البناء بالاسمنت أصبح أمرا واقعا، وفرضته ظروف قاهرة خارج عن إرادة الاجئين- الأمطار وفشل تجربة البناء بالطوب-، وبما أن تكاليف هذا البناء باهضة، افلا يمكن ان نفكر في طريقة بسيطة نخفف بها من هذا العبء، ونساهم مع اللجئين في تخفيف متاعبهم وفي إطالة صمودهم. الفكرة في تقديري بسيطة، لكن قبل تنفيذها يجب الأقتناع بها وتصورها بواقعية دون تهويل أمرها. 
وحتى يتم تنفيذها يجب الاقتناع بها وبفائدتها في المستقبل. الفكرة هي إقناع منظمة غوث اللاجئين والتعاون معها لبناء مصنع لصناعة الآجور في المخيمات. فكلمة "بناء مصنع" قد تبدو مرعبة وقد تثير، عند الوهلة الأولى، الاستهزاء أكثر مما تثير التمعن فيها. لكن في الحقيقة صناعة الأجور الاسمنتية وولو في العراء وبثمن مخفف لا يتطلب أكثر من جلب آلات كبيرة – 3 أو 4-لصناعة الاجور وجلب محول كهرابائي وتوفير الماء والاسمنت. الأمر، مثلما قد يبدو للبعض، لا يتطلب لا بناء مصنع ولا أي شيء، وكل مافي الأمر هو جلب الآلات والماء والمحول الكهربائي. 
فبكل تأكيد- أعاند في هذا- إذا تم وضع مشروع أو إثنين لصناعة الأجور في المخيمات في نقاط محددة فسينجح نجاحا كبير، بسبب أن كل ما سينتج من الآجور سيتم بيعه قل أن يجف، وبهذا نكون قد وفرنا على مواطنينا جهد شراءه من المدينة المجاورة ونوفر العبء الذي يتحملون منه الأطنان على أكتافهم. 
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه   

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *