-->

الصحراء الغربية: المغرب دفع حوالي 1 مليون دولار من أجل اقتناء خدمات مجموعة تفكير أمريكية


واشنطن 22 اكتوبر 2017 (وكالة المغرب العرب العربي للانباء المستقلة)- دفعت مؤسسة مجمع الشريف للفوسفاط عام 2016 ما يتراوح بين 250.000 و 1.000.000 دولار أمريكي لـ"مجموعة التفكير أتلنتيك كاونسيل"، مقابل خدمات دبلوماسية لصالح ملف الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب بدعم من فرنسا.
وقد تم الإعلان عن المبلغ الذي ضخته الرباط على موقع "أتلنتيك كاونسيل"، بالإضافة إلى تبرع آخر تراوحت قيمته بين 25.000 و 50.000 دولار قدمه المركز الثقافي المغربي الأمريكي، الذي هو على اتصال دائم بمجمع الشريف للفوسفاط الذي يعد اللوبي الرئيسي للمغرب.
وقد نشرت مجموعة التفكير التي تعمل كلوبي قائمة تضم المتبرعين لسنة 2016 ، حيث ضمت أكبر الشركات البترولية في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت المغرب تأمل نتيجة لذلك أن يحدث تغيير بشأن الموقف الأمريكي من الملف، مراهنة على أحد أبرز شخصيات مجموعة التفكير، بيتر فام الذي كان مرشحا آنذاك أن يشغل منصب نائب كاتب الدولة مكلف بالشؤون الأفريقية في إدارة ترامب الجديدة، لكن السيد فام يدير حاليا مركز تفكير حول أفريقيا تابع لمجموعة التفكير هذه.
وكان فام المعروف بقربه من المغرب احد المترشحين لشغل هذا المنصب المهم لأفريقيا قبل أن يتم إسقاطه من القائمة بعد أن عارض ترشحه سيناتور أوكلاهوما "جايمس إينهوف".
واعتبر السيناتور النافذ الصديق للصحراء الغربية انه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تتخذ موقفا أكثر حزما حول وضع الإقليم الصحراوي المحتل، مبرزا أن موقف السيد فام من القضية لا يتماشى مع صفة مسؤول بكتابة الدولة، حسبما نشرته مجلة "فوراين بوليسي".
وبعد عدة أشهر من المد والجزر عينت إدارة ترامب سبتمبر الماضي دونالد ياماموتو لشغل هذا المنصب، حيث يؤكد العديد من الملاحظين بواشنطن أن هذا الأخير ملاحظ ممتاز لأفريقيا.
وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها مجمع الشريف للفوسفاط باستقطاب اللوبيهات في الولايات المتحدة الأمريكية، فحسب يومية "دايلي كالر" الأمريكية، فإن المبالغ التي دفعتها هذه المؤسسة للمترشحة السابقة هيلاري كلينتون تترجم التمويلات المهمة التي جندتها الرباط من اجل تغيير الموقف الأمريكي بشأن هذا الملف.
وكانت مؤسسة كلينتون قد تلقت مبلغ 15 مليون دولار من قبل ملك المغرب محمد السادس من أجل التخفيف من حدة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الاستثمارات الأمريكية في الصحراء الغربية بسبب الاحتلال غير شرعي لهذه الأراضي.
وسمحت هذه الأموال المهداة للمؤسسة لما كانت هيلاري كلينتون كاتبة للدولة، لمجمع الشريف البترولي بزيادة استغلاله المثير للجدل للثروات المنجمية للصحراء الغربية المحتلة.
وتضاف هذه المعلومات إلى تلك التي نشرها موقع "ويكيليكس" عام 2016 المتعلقة بتبرع قيمته 12 مليون دولار من قبل المغرب لمؤسسة هيلاري كلينتون ليتمكن من احتضان الندوة السنوية للمؤسسة بمراكش طبعة 2015، كما تم ضخ مليون دولار زيادة من طرف مجمع الشريف للفوسفاط لتغطية تكاليف الندوة.
في الوقت الذي ينفق فيه المغرب ملايين الدولارات كل سنة من أجل الضغط على الكونجرس ليتراجع عن موقفه حيال النزاع في الصحراء الغربية، يظهر مشروع القانون المتعلق بتمويل العمليات الخارجية لكتابة الدولة، المعتمد من قبل مجلس الشيوخ، أن "مجهودات اللوبي الصحراوي، و حتى لو أنها أقل من حيث التمويلي قد أعطت ثمارها"، حسب ما كتبه الموقع الأمريكي "المنيتور" المتخصص في مسائل الشرق الأوسط و شمال إفريقيا.
و صادقت لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ مؤخرا على مشروع ميزانية تتعلق بتمويل كتابة الدولة و نشاطاتها في الخارج، حيث تم التأكيد مجددا على إمكانية استعمال الدعم الأمريكي الممنوح إلى المغرب في الأقاليم الصحراوية المحتلة بعدما تتم الاستشارة بين الكونغرس و المينورسو.
و أقصى مجلس الشيوخ الرباط من تسيير هذه التمويلات في الأقاليم المحتلة، حيث يرى أن إيكال هذه المهمة إلى المغرب سيكون بمثابة الاعتراف بها بطريقة غير مباشرة كقوة مديرة.
و أكدت قائمة التبعيات و الأقاليم ذات السيادة الخاصة، المعدة من قبل كتابة الدولة، مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية لا تعترف بالسيادة المزعومة للمغرب على إقليم الصحراء الغربية.
و لم تغير كتابة الدولة التي أدخلت في نهاية 2016 بعض التغييرات في اللائحة من موقفها بشأن الإقليم الصحراوي مؤكدة أن سيادتها "لم تحدد بعد".
و يتوافق الموقف الأمريكي مع موقف الأمم المتحدة التي تعتبر أن الصحراء الغربية إقليم غير مستقل ينتظر تصفية الاستعمار، كما أن واشنطن ابتعدت في مناسبات عن مخطط الحكم الذاتي المقدم من قبل المغرب بترك الأمم المتحدة تعمل لوحدها دون أن تحدد لها الطريق الواجب إتباعه.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *