-->

في زيارة مفاجئة لاحدى مدارس ولاية السمارة ... واقع مزري للتعليم يهدد مستقبل الاجيال


مخيمات اللاجئين الصحراويين 22 اكتوبر 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ أكد الوزير الأول ، السيد عبد القادر الطالب عمر يوم 06 سبتمبر 2017 من ولاية أوسرد جاهزية كافة المرافق والإمكانيات لضمان دخول مدرسي ناجح .
واضاف خلال إشرافه على اختتام أشغال الندوة الوطنية للتعليم ، أن كل المشاكل التي تظهر مع بداية كل دخول مدرسي تم التكفل بها وحلها ، مضيفا أن الأطقم التعليمية التي ستشرف على عملية التدريس بكل المدارس والمؤسسات الوطنية جاهزة مع الدخول المدرسي المقرر يوم 10 سبتمبر الجاري . 
هذه التأكيدات تظهر غياب الحكومة على المعاينة الميدانية والوقوف عن كثب على واقع المنظومة التربوية ومتابعة الدخول المدرسي الجديد حيث ان الوضعية المزرية التي تعيشها المنظومة التربية تعكس عدم ارتباط القيادة بالقواعد الشعبية وتكشف تناقضات الخطاب ووقائع الميدان إذن انه وبعد قرابة شهرين من بداية الدخول المدرسي هناك تلاميذ لم يحصلوا بعد على مقاعد دراسية مع تسجيل حالات شغور عديدة في بعض المواد الاساسية مثل اللغة العربية والرياضيات والعلوم الطبيعية، مع تسجيل تاخر في استلام الكتاب المدرسي لبعض المواد هذه الانشغالات وغيرها وقفت عليها لاماب المستقلة خلال مرافقة عضو المجلس الوطني الاخ الديه النوشة يوم الاحد 22 اكتوبر الجاري في زيارة مفاجئة لاحدى مدارس ولاية السمارة والتي تعتبر نموذج لما تعيشه المنظومة التربوية في بقية المدارس والولايات .
حيث استمعنا لطاقم المسير للمدرسة وتجولنا على بعض الاقسام فسجلنا الانشغالات التالية:
لايزال الموسم الدراسي الجديد يعيش معضلات الدخول العسير، حيث طفحت على السطح ظاهرة الاكتظاظ في الحجرات الدراسية لتضاف الى الخصاص في الاساتذة بعد عجز الجهات الوصية عن توفير اقسام تليق بالتلاميذ وتتجلى هذه الظاهرة بشكل جلي بولاية السمارة.
هذه الظاهرة التي استفحلت خلال الموسم الدراسي الحالي عزاها بعض اطر المؤسسة الى التخبط في عملية التحكم في العدد الذي يمكن ان تستوعبه اي مؤسسة تربوية وعملية التحويل التي يقوم بها اولياء التلاميذ لابنائهم من مؤسسة لاخرى، حيث اصبحت بعض المؤسسات فارغة في حين تشهد اخرى اكتظاظ وصل الى جلوس اربعة تلاميذ في الطاولة في حين يفترش بعض التلاميذ الارض بسبب عدم توفر كراسي وطاولات.
كما يرجع تزايد الاكتظاظ ايضا إلى النقص الحاصل في الأساتذة الناجم عن فرض شرط الخدمة العسكرية والذي حرم الكثير من الخريجين من الالتحاق بالمؤسسات التربوية ما دفع ببعض المدارس الى دمج تلاميذ اقسام في حجرة واحدة وتكثيف ساعات التدريس للاساتذة العاملين وهو ما يؤثر على اداء الاساتذة ويحرم التلاميذ من فهم ومتابعة الدروس بشكل ملائم وهو ما يؤثر على التحصيل الدراسي ويحول المدارس التربوية الى مراكز لايواء التلاميذ عن اسرهم لفترات زمنية دون نتيجة تذكر في ظل الاكتظاظ حيث أنّ المعايير الدولية لجودة التعليم تضع معدل 18 تلميذا في القسم الواحد.
نقص في الكراسي والطاولات : بسبب النقص الحاصل في الكراسي والطاولات اضطر بعض التلاميذ الى افتراش الارض وجلوس ثلاثة تلاميذ في طاولة واحدة عمال المدرسة وبمبادرة ذاتية حاولوا التغلب على المشكل بالعمل على اصلاح ما يمكن اصلاحه من الكراسي وجلبها من اماكن متعددة لتغطية العجز والاستعانة بورشة داخل الولاية على نفقة المدرسة مع مساعدة التلاميذ ايضا في العملية، هذا النقص يعكس غياب التحضير الرسمي لتجهيز الحجرات الدراسية والوقوف على جاهزية المدارس قبل اعلان انطلاق الموسم الدراسي لتفادي هذه المشاكل التي تعيق عملية التدريس. 
الاكتظاظ داخل الحجرات الدراسية : خلال تجولنا على بعض الاقسام لاحظنا اكتظاظ غير طبيعي داخل الحجرات الدراسية حيث يتجاوز عدد التلاميذ 42 في القسم الواحد 
ويعزو القائمون على المدرسة الامر الى جملة من النقاط من بينها تكرار السنة الدراسية لبعض التلاميذ ورغبة العائلات في تدريس ابنائها بالمخيمات بدلا من ارسالهم الى الجزائر، وعمليات التحويل من مدارس اخرى ليكونوا اقرب .
فيما توجد بعض الحجرات الدراسية المنهارة خارج مجال الاستعمال وتحتاج الى ترميم لتساهم في تخفيف الضغط الحاصل والذي يمنع التلاميذ من استيعاب الدروس وقدرة الاساتذة على توصيل المعلومة واشراك كل التلاميذ في حل التمارينات وممارسة بقية فنون التعليم.
تذبذب في الحصول على الكتب المدرسية: يسجل نقص في بعض الكتب المدرسية حيث لم تحصل على المنهج الجديد المقرر في بعض المواد وبقي العمل بالمنهج القديم ساري المفعول في بعض المواد الدراسية فيما استفاد بعض التلاميذ من المنهج الجديد، الفرق بين المنهجين قد يؤثر على نتائج الامتحانات .
غياب التحفيز والاهتمام بعمال المنظومة يسبب العزوف عن التعليم: بسبب الاستفادة المتدنية للاطقم العاملة بالتعليم وعدم الاهتمام بهم من قبل الدولة ادى الى هجرة الكثير من الكفاءات بحثا عن واقع افضل في ظل تزائد الاحتياجات الاجتماعية والاعباء الاقتصادية وانشغال الكثير منهم بهمومه الخاصة، وبالرغم من توفر الدولة على امكانيات ضخمة وتمويل سخي في مجال التعليم إلا ان عمال المنظومة يعيشون واقعا يحتاج الى تشجيع الجميع ودعمهم بكل الوسائل التي من شانها توفير بيئة مناسبة لتعليم الاجيال وبناء منظومة قادرة على خلق جيل متعلم قادر على تحقيق طموحات الشعب الصحراوي.
ضغط الحجم الساعي يؤرق الاساتذة: بسبب النقص الحاصل في الاساتذة تضطر المدرسة الى زيادة الحجم الساعي لبعض الاساتذة ليصل الى 30 ساعة في الاسبوع وهو ما يضع الاستاذ في حالة لايحسد عليها وتسبب له الارهاق الذي يعجز معه عن تأدية مهمته النبيلة في ظروف حسنة وهو ما ينعكس سلبا على تركيز الاساتذة والتحصيل الدراسي للتلاميذ
حالات الشغور في بعض المواد الاساسية: خلال تجولنا داخل الحجرات الدراسية وجدنا بعض الاقسام بدون اساتذة وحين سالنا التلاميذ اجابوا بانها حصة اللغة العربية والتي لم يجدوا حتى الساعة استاذ لتدريسها، الامر لا يتوقف على هذه المادة الاساسية بل يشمل ايضا مواد مثل الفيزياء والرياضايات
التقاعس في علاج هذه المعضلات التي تواجه الدخول المدرسي يعكس استخفاف الحكومة بمستقبل الاجيال حيث ان معظم الوزراء لا يعيش هذا الواقع بعد ان وفر لابنائه فرص الدراسة خارج المخيمات وهو ما يجعله جاهل لواقع المنظومة التربوية التي باتت تصدر المتسكعين والفاشلين دراسيا وبوابة مفتوحة للتسرب الدراسي بعدما حولتها السياسة العرجاء للحكومة الى حقل للتجارب في غياب رؤية استراتيجية تراعي الجودة في التعليم وتطوير المناهج واساليب التدريس بما يضمن مستقبل زاهر لاجيال ثورة لا تزال تخوض معركة التحرير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *