ذكرى لؤلؤة المغرب العربي
بقلم: لحسن بولسان.
من الصعوبة بمكان عند الكتابة عن الأحداث الكبرى أو المناسبات الإحاطة بتداعيات الحدث من مختلف جوانبه، وخاصة حدث اليوم ذكرى الدولة الصحراوية في طبعتها الثانية والاربعين .فالحديث بالاكيد يطول و يتشعب وفيه من منابر الفخر والاعتزاز، ومن منصّات الإشراق ما يجعلنا نفتخر بشعب هذه الارض التي رويت بدماء الشهداء .سابع وعشرون فبراير من سنة الف وتسعمائة وستة وسبعين ،هو مدعاة فخر وإعتزاز للشعب الصحراوي، تاريخ الاعلان عن وحدة المصير والحال وتماسك الوجدان وترابط المصير،ولم يكن ممكنا لولا إرادة أبناء الوطن التي قدمت نموذجا جديدا في الكفاح و في مواجهة الإستعمار ،حيث اعلن مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد مع نخبة من ابناء الوطن وبالصوت المسموع والفم الملآن، عن اعلان قيام الدولة الصحراوية ، ليشكل ذلك الحدث الجسر الذي نعبر عليه اليوم صوب فجر صحراوي جديد عنوانه الكفاح والتحرير تحت لواء الجبهة الشعبية ،بعدما كان البعض يصفنا برعاة الغنم ، ليقدم شعبنا كل اشكال التضحيات التي صانت وجوده، و سمت به وحدته .
لقد شكل اعلان بئر لحلو أين يوجد ضريح الشهيد محمد عبد العزيز الذي ساهم بشكل كبير في تأسيس مؤسسات الدولة الصحراوية ،منعطفا تاريخيا في التاريخ الصحراوي المعاصر.تاريخ هو بحر من دماء وتضحيات وبطولات لا تحدها حدود،و شعب هذه خصائصه، وهذه سماته باليقين لا يخشى المحن ولا يفقد الإرادة وهو ما جسدته مآثرُوجهود جميع أبناء هذا الوطن على قرابة نصف قرن من المقاومة والكفاح .
اثنان واربعون سنة اليوم والدولة الصحراوية الحقيقة التي لا رجعة فيها ، شامخة ،منتصرة على رياح مؤامرات الإحتلال وأعوانه،وفي الذكرى بالأكيد،يتجدد ربيع الوطـن ويصان الوعد حتي تحقيق الإستقـلال التام والكامل ،وبالذكرى يقول أبناء شعبنا كل من موقعه للغزاة أنهم واهمون إن ظنوا أن المعانات ستضعف أو تنال من عزيمة روح شعب مؤمن بالحرية ، وهم لا يعلمون أن قتل الشهداء وتعذيب المعتقلين هو حياة وبعث جديد للكفاح واستنهاض للهمم لمواصلة طريق المقاومة والشهادة،كما نقول للعالم أن المحن والظروف القاسية لشعبنا نجعل منها مدرسة تصنع الأجيال على مبادئ الكرامة والعزة والشموخ التي من أجلها سقط شهداءنا . ورغم كيد الأعداء ستبقى الدولة الصحراوية القائمة اليوم بجميع مؤسساتها الأساسية ، هي لؤلؤة المغرب العربي وطن يمضي على طريق الحياة، وكما في الأمـس كذلك اليوم، أبناءها يسيرون على طريـق الشرف والتضحية والوفاء بخطىً ثابتـة وهامـات شامخة، أوفياء لتضحيات دمـاء شهدائهـم الأبـرار، حراساً لأمانـة شعبهم، واعـين لمسؤولياتهـم الجسـام، مدركين حجـم ما ينتظرهـم من تحديـات وصعاب، لكنهـم على قدر ذلـك واثقـون أن بإيمانهــم الراسـخ يصنعون قوة الإستمرار ، ليبقى الأمل في الحرية والاستقلال في نفس كل أبناء الصحراء الغربية يمتد ويكبر ويثمرحتى إستكمال بسط السيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وكل عام ودولتنا بألف خير.