-->

الحكومة الصحراوية تشرع في تعميم برنامجها السنوي في ظل تحديات تواجه الجبهة الداخلية


ولاية بوجدور 14 مارس 2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) - شرعت اليوم الأربعاء بولاية بوجدور الحكومة الصحراوية برئاسة الوزير الأول ، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد الولي اعكيك في تعميم برنامجها السنوي ، على مستوى امتداداتها جهويا .
الوزير الأول عضو الأمانة الوطنية محمد الولي اعكيك أكد أن اللقاء يأتي في إطار تعميم برنامج الحكومة لسنة 2018 ،داعيا الجميع الى تكاثف الجهود من اجل إنجاحه ، معرجا على ملتقى الأمناء والمحافظين الموسع الذي أكد على ضرورة الارتقاء وتفعيل التنظيم السياسي .
ومع ما تعلقه شرائح واسعة من الصحراويين على اهمية الارتقاء بالبرامج والخدمات الموجهة للمواطن في مختلف المجالات الصحية والتربوية والرعاية الاجتماعية …، وحتى لا تتكرر التجاوزات التي طبعت برامج الحكومة في السنوات السابقة وما له من تأثيرات سلبية ادت الى تفاقم الاعباء التي يواجهها اللاجئون في المخيمات والانشغالات التي طرحتها القاعدة الشعبية وبحدة في اكثر من مناسبة وتتمثل في موضوع الامن ومظاهر التسيب التي طفحت على السطح خلال الفترة الاخيرة، اضافة الى ازمة العطش التي تعيشها بعض الولايات خاصة السمارة وبوجدور، ومشكل الكهرباء الى جانب الهوة بين القمة التي تعيش خارج المخيمات والقاعدة التي تواجه مضاعفات اللجوء وقساوته مع مشاكل التي يواجهها المواطن في الميدان الاجتماعي من تدني مستوى التعليم والصحة في ظل فراغ المستشفيات من الاطباء والدواء واضطرار المرضى للتنقل يوميا طلبا للاستشفاء الى ولاية تندوف الجزائرية.
في ظل نزيف هجرة الشباب الى الخارج، ما يهدد مستقبل القضية الوطنية التي تتركز بالاساس على القوى الشبانية بما تحمله من إمكانات متنوعة فكرية وعلمية وحتى جسدية، ويقع على كاهلها بناء المجتمع وتطوره استناداً إلى متطلبات المرحلة التي يمر بها الشعب الصحراوي في خضم حربه التحريرية ضد الاحتلال المغربي الذي يشرد الصحراويين ويعبث  بمقدراته ويحاول القضاء على العنصر الصحراوي بكل الوسائل والاساليب.
ما يتطلب ربط الشباب بمبادئ الثورة  التي تعزز انتماء الشباب إلى وطنهم وقضيتهم  التي تحتاجهم جميها من خلال إتاحة الفرص أمامهم لإبراز طاقاتهم كافة.
غير أن الواقع المعاش للأسف معاكس لطموحات الشباب، وبالتالي هو واقع مُزرٍ يغتال أحلامهم مثلما يغتال طاقاتهم التي تذروها رياح الخيبة وانعدام العدالة والمساواة، إضافة إلى انعدام الثقة ما بين السياسات الرسمية للقيادة السياسية والشباب، لانتفاء الشعار الذي رفعته الثورة الصحراوية بوضع الشباب في عمق الاشياء ليعيشها ويكون فاعلا فيها ولم تضعه على الهامش يحدوه التفاؤل والأمل في بناء غد أفضل في وطن حر.
ومع الاخفاق الرسمي في وضع سياسة ناجعة لادماج الشباب في النهوض بالمؤسسات الوطنية خاصة التعليم والصحة وتفعيل دور المنظمات الجماهيرية بما يحقق حاجة المجتمع، وهو ما ادى إلى بطالة قاتلة تطول حتى خريجي الجامعات بقدر لا يُستهان به، ما يجعلهم فئات مهمّشة، أو كما فائضاً لا حاجة إليه وهو واقع مئات الشباب الذين هاجر اغلبهم الى اسبانيا وفرنسا وطلب بعضهم اللجوء السياسي هناك.
وحين يجد الشباب أنه أمام أفق مسدود نتيجة تلك الأوضاع المأساوية، وحين يتلاشى من نفسه تقدير الذات، يُصبح فاقداً لحس الانتماء، ويتملكه هاجس الهجرة بعيداً لأنه لا يملك ما يخسره، فلِمَ لا يحاول في بلدٍ قد يعطيه ما افتقده في وطنه..؟ وبذا يكون الوطن الذي استهترت حكوماته بطاقات الشباب، قد وقع في فخ استنزاف كل إمكانات نهوضه وتقدمه، وبالتالي يعيش نزيفاً متعدد الوجوه والاتجاهات بخسارته لشبابه عماد مستقبله.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *