الرئيس بوتين من عميل لجهاز المخابرات الى ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء بالسلطة
بوتن زعيم سياسي روسي، اشتغل عميلا لجهاز المخابرات الروسية. تولى رئاسة بلاده ولايتين متتاليتين، ثم منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس ديميتري مدفيديف، قبل أن يعود مرة ثالثة لسدة الرئاسة، ويفوز بولاية رابعة عام 2018. أعاد لبلاده الكثير من قوتها الدولية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
المولد والنشأة
ولد فلاديمير فلادميروفيتش بوتين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ لاحقا) التي شارك والده في الحرب العالمية الثانية دفاعاً عنها.
الدراسة والتكوين
تخرج بوتين من كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. كما حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، ويجيد كلا من اللغتين الألمانية والإنجليزية.
وعلى المستوى الرياضي اهتم بوتين في شبابه كثيرا بفنون الدفاع عن النفس، ففي عام 1973 أصبح أستاذا في لعبة السامبو التي تعد من فنون الدفاع عن النفس الروسية، وتحول بعدها إلى لعبة الجودو التي حصل فيها على الحزام الأسود.
الوظائف والمسؤوليات
عمل بوتين عضوا في الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) سابقا في ألمانيا الشرقية خلال 1985-1990، ثم عاد إلى بلاده وشغل منصب مساعد رئيس جامعة سانت بطرسبورغ للشؤون الخارجية.
التجربة السياسية
في بداية عام 1991 ترأس بوتين لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورغ، وأصبح فيما بعد نائب مدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية عام 1996.
واصل التدرج في المناصب الإدارية في أجهزة الدولة الروسية، حيث عين نائب مدير ديوان الرئيس عام 1997، ثم مدير جهاز الأمن الفدرالي، فأمين مجلس الأمن في روسياعام 1999 وهو العام الذي تقلد فيه أيضا منصب رئيس وزراء.
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 1999، تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة بعد تنحي الرئيس وقتها بوريس يلتسن، ثم فاز بانتخابات الرئاسة عام 2000، وأعيد انتخابه 2004 لولاية رئاسية جديدة.
أمر في 2001 بانسحاب الجيش الروسي جزئيا من الشيشان -التي دخلها الجيش عام 1991 بأمر من الرئيس بوريس يلتسين- مقابل منح صلاحيات واسعة لأجهزة الاستخبارات السرية التي كلفت بتصفية المعارضين، بعد أن شكلت موسكو إدارة تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف.
وعرفت الحرب في الشيشان نهاية رسمية لها عام 2009، بتصفية جل المعارضين وتنصيب موسكو حاكما لها ذا صلاحيات واسعة على الشيشان وإنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان.
انقضت فترة الولاية الرئاسية الثانية، وهي الحد الأقصى لتولي الرئاسة على التوالي دستوريا، وتبادل بوتين الأدوار مع ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة، وعلى الفور عُين بوتين في منصب رئيس للوزراء، ومن ثم استمر قابضا على السلطة إلى أن عاد إليها مرة أخرى.
فاز بوتين في 4 مايو/أيار 2012 بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 63.6% من أصوات الناخبين، وسط احتجاج من المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية التي رأت أن الانتخابات شابتها خروق.
وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 مارس/آذار 2018 فاز بوتين بولاية رابعة مدتها ست سنوات، حيث حصل على أكثر من 70% من الأصوات، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها في انتخابات 2012.
وبفوزه في الانتخابات الرئاسية، يكون بوتين -بحسب وكالة رويترز- ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في السلطة بعد جوزيف ستالين.
عمل بوتين داخليا على تعزيز السلطة المركزية وإحداث التوازن في العلاقات يبن أجهزة الدولة، وركز على إصلاح الاقتصاد وتحقيق نمو اقتصادي مستقر, وقد حقق نتائج إيجابية على هذا الصعيد حيث زاد إجمالي الناتج المحلى لروسيا بحوالي 30%، واستمر انخفاض التضخم والبطالة، وارتفع دخل الفردي مستفيدا من ارتفاع مداخيل البلاد من المحروقات.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، انتقد الرئيس بوتين سياسة الولايات المتحدة الأميركية في محطات عديدة، وقد كان ضد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 بدون موافقة مجلس الأمن. كما أنه عبر عن معارضته لاستقلال كوسوفو عن صربيا واعتبره غير شرعي.
وأعلن موقفه الرافض لقيام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتمدد شرقا وضم دول مثل أوكرانيا وجورجيا واعتبر ذلك تهديدا لروسيا. بالإضافة إلى موقفه الرافض كذلك لنظام الدرع الصاروخية الأميركية الذي اعتبره تهديدا قريبا من حدود روسيا.
مع بداية هبوب رياح الربيع العربي، عارض بوتين التدخل الغربي في ليبيا، وساند بقوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية ضد نظام حكمه، واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) مرات اعتراضا على صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري.
وبعد اندلاع الأزمة السياسية في أوكرانيا عام 2013، ازدادت حدة الخلافات السياسية بين بوتين وزعماء الدول الغربية، مما قاد هذه الدول لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا شملت عشرات الشخصيات الرسمية والشركات الروسية الأمر الذي أثر سلبا على أداء اقتصاد بلاده.
كما حدثت خلافات بين بوتين والزعماء الغربيين على خلفية التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015.
المصدر : الجزيرة