-->

مدينة غينت البلجيكية تحتضن أمسية سياسية حول واقع الاحتلال بالصحراء الغربية

بروكسيل 02 مارس: احتضنت مساء الخميس دار المعارض بمدينة غينت البلجيكية محاضرة حول "واقع الاحتلال في الصحراء الغربية". المحاضرة التي أشرفت على تنظيمها منظمة فيردا بالمدينة، شاركت فيها كل من البرلمانية الأوروبية، السيدة بالوما لوبيث، وعضو تمثيلية الجبهة لدى الاتحاد الأوروبي، الأخ الصالح سيد المصطفى، بالإضافة الى الامينة العامة للجنة البلجيكية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيدة هيلت تيوفن.
وتطرقت السيدة بالوما لوبيث الى الحكم القضائي الأخير، الصادر عن محكمة العدل الأوروبية يوم 27 فبراير الماضي، والذي بين استحالة ضم الصحراء الغربية او مياهها الإقليمية للنطاق الجغرافي المغربي، بسبب الوضع المنفصل والمتميز للإقليم. مؤكدة ان ذلك الحكم يعد خطوة فاصلة في نضال الشعب الصحراوي نحو تقرير المصير والاستقلال، كما عرضت البرلمانية الأوروبية الى عمل اللجنة البرلمانية المشتركة للصحراء الغربية بالبرلمان الأوروبي، مبينة انها أرضية للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي بالمؤسسات الأوروبية التي يحضر فيها بقوة اللوبي المغربي المدعوم من بعض القوى الأوروبية. مشيدة بصمود المعتقلين السياسيين الصحراويين، وعلى رأسهم معتقلي مخيم الكرامة اكديم ازيك.
اما الأخ الصالح سيد المصطفى فقد عرض لواقع اللجوء، الذي يكابده الشعب الصحراوي منذ اكثر من 42 عاما بمخيمات الصمود. وخاصة واقع الشباب الصحراوي، الذي بات يفقد ثقته في المجتمع الدولي يوما بعد يوم، بسبب غياب الأفق السياسي وتلكؤ القوى الكبرى في فرض حل سياسي لإنهاء الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية. مبينا ضرورة ممارسة الكثير من الضغط على المغرب لإرغامه على الجلوس الى طاولة التفاوض مع جبهة البوليساريو. وفي رد على سؤال من أحد المشاركين حول مستقبل الحل السياسي، بين الدبلوماسي الصحراوي: "ان الملف بيد الأمم المتحدة، وهي تتواجد في المنطقة منذ اكثر من عقدين من الزمن عبر بعثة المينورسو، وعبر وكالاتها الإنسانية والحقوقية. وهي المسؤولة الأولى عن انهاء معاناة الشعب الصحراوي، وتمكينه من ممارسة حقه الغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. مبرزا ان الشعب الصحراوي، ورغم طول الانتظار، يبقى متشبثا بخيار المقاومة السلمية للحصول على حقوقه، كما ويبقى على ثقة من قرب النصر، فمن كان يتخيل قبل عقود من الزمن سقوط جدار برلين في المانيا، ومن كان له ان يتنبأ بزوال نظام الفصل العنصري بالجزء الجنوبي من القارة الافريقية"
وكانت السيدة هيلت تيوفن قد قامت بسرد عرض تاريخي عن القضية الصحراوية، منذ مؤتمر الكونغو ببرلين العام 1985 الى اليوم، مبرزة اهم المحطات التاريخية للقضية. مشيدة بما عايشته في مخيمات اللاجئين الصحراويين من مستوى تنظيم عال، وتكافل اجتماعي ووحدة وطنية بين الشعب الصحراوي. حيث ان نسبة التعليم والمعرفة في أوساط الشباب الصحراوي تعد من اعلى النسب عالميا، وذلك راجع الى سياسة التربية والتكوين الشامل، التي تبنتها جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية منذ بواكير حرب التحرير الوطني. مبرزة الدور الذي لعبته وتلعبه المرأة الصحراوية في نضال شعبها، ومدى روح التسامح والانفتاح الذي يميزها اقليميا، إضافة الى مستوى المشاركة السياسية الذي تتمتع بها.
المحاضرة التي حضرها جمع غفير من الشباب والطلبة المهتمين بمدينة غينت، الواقعة شمال بلجيكا، أشرفت على تنظيمها جمعية فيردا للسلام بالمدينة، وهي الجمعية التي تعنى بقضايا السلم والتنمية والسياسة الدولية، كما تعد جزءا من الحركة البلجيكية المناهضة للتمييز والحروب. حيث سبق لها ان زارت مؤسسات الدولة الصحراوية ومخيمات العزة والكرامة خريق العام 2015، وأعدت تقريرا من 23 صفحة، حمل عنوان "نداء الشعب الصحراوي" أشرف عليه كل من السيد لودو دي بارباندير والسيدة سواتكين فان مويلم. وهو التقرير الذي عرض لمختلف جوانب القضية الصحراوية، مع توضيح شامل لكفاح الشعب الصحراوي، سعيا في الحصول على حقه في تقرير المصير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *