-->

لماذا يهاجم محمد السادس الجميع بخصوص القضية الصحراوية ؟‎


رغم التكذيب القاطع التي تلقاه من الأمم المتحدة بخصوص مزاعمه بتسجيل خرق الجنود الصحراويين لاتفاق وقف إطلاق النار والدخول إلى المنطقة العازلة، يواصل المغرب إرتداء لباس الضحية في دفاعه عن موقفه الرافض لتطبيق حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
يناقش مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري التقرير الذي أعده المبعوث الأممي للصحراء الغربية. ويدور التقرير أساسا حول ضرورة العودة إلى المفاوضات بين طرفي النزاع ومراجعة إتفاق وقف إطلاق النار.
كل شيئ بدأ في 2016 حين أعلنت الحكومة المغربية عن إنجاز طريق رابط بين المغرب وموريتانيا يمر عبر المناطق العازلة. وتلقت الحكومة المغربية آنذاك ردا من الأمين العام الأممي أونطونيو غيتيرس الذي وجه تعليمة إلى لمجلس الأمن يعلمه أن المغرب بهذا المشروع يخرق إتفاق وقف إطلاق النار.
من هنا بدأ التصعيد المغربي ضد المبعوث الأممي الجديد الذي عين في أوت 2016 وبدأت التهديدات بالعودة إلى الخيار العسكري بحجة أن جنود صحراويين أقاموا معسكرات في منقطة الكركرات. وجاء في تقرير المبعوث الأممي المقرر مناقشته في مجلس الأمن آخر الشهر الجاري أن “المنطقة العازلة تعرف حالة هدوء عموما…” إلى غاية شهر ديسمبر الماضي أين سجل دخول جنود البوليساريو إلى منطقة الكركرات “لتوقيف سباق الرالي الذي كان يتأهب لاجتياز المنطقة العازلة قصد المرور إلى التراب الموريتاني…” يقول تقرير كوهلر.
المغرب لم يتوقف بعد هذه الحادثة عن تلقي الهزائم الديبلوماسية بدأ بفشله في عزل الصحراء الغربية عن محيطها القاري من خلال إنضمامه إلى الاتحاد الإفريقي. بل إضطر المغرب في آخر المطاف للجلوس إلى جانب الوفد الصحراوي في قمة أبيجان وصنعت صور محمد السادس وهو ينظر إلى الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي الحدث جهويا ودوليا. وإمتدت القرارات التي تعيد الحكومة المغربية إلى حدودها للمحكمة الأوربية التي منعت تطبيق إتفاق الصيد البحري المبرم بين المغرب والاتحاد الأوربي في المياه الإقليمية الصحراوية…

هل يستطيع المغرب تعطيل عودة المفاوضات؟
المفاوضات بين المغرب وبوليساريو توقفت منذ سنة 2012 ولم تحقق الجولات الماضية منها أي تقدم نحو تسوية هذا الملف العالق لأكثر من 40 سنة. وكل التطورات الأخيرة توحي أن المغرب إستهلك كل أوراقه لمواصلة تعطيل المفاوضات والذهاب إلى تقرير المصير. وحتى الورقة الاقتصادية التي إستعملها بقوة لفرض وجهة نظره إصطدمت بفيتو الجمهورية الصحراوية.
الأمر الذي جعل محمد السادس يعود مجددا لاشهار ورقة الجزائر وإتهامها بالوقوف وراء جبهة البوليساريو و هي التي “تمول، والجزائر هي التي تحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبورليساريو”. وكانت الجزائر قد ردت على المطلب المغربي ب”البحث عن الحل” للقضية الصحراوية بالتأكيد على تمسكها بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال الندوة الدولية حول حق الشعوب في المقاومة المنعقدة مؤخرا في الجزائر.
محمد إيوانوغان TSA عربي

Contact Form

Name

Email *

Message *