-->

ما الحقائق الغائبة في صراع يقال أنه بين “الأمازيغ و الصحراويين ” و مادور الأجهزة المغربية ؟


عكست من جديد عملية الإغتيال الجبانة التي استهدفت الطالب الصحراوي عبد الرحيم بدري يوم السبت 19 ماي 2018 بالموقع الجامعي أكادير الأهداف الإستخباراتية المغربية للإيقاع بالصحراويين في مستنقع العنف , ومحاولة جرهم لهذا المستنقع لاستمرار حملات التشويه ضد الشعب الصحراوي خصوصا الطلبة الصحراويين الدراسين داخل المغرب بحكم عدم توفر جامعات داخل إقليم الصحراء الغربية الذي تسيطر الدولة المغربية على أجزاء كبيرة منه وتسوق للعالم أن هذا الإقليم يعيش الرفاه و كل ما يتمناه الصحراويين هو موجود !! . وهو الأمر الذي تكذبه الحقيقة على الأرض من خلال الاف المعطلين و انعدام أي جامعة داخل الصحراء الغربية . وظهرت المحاولات المغربية الرامية لتشويه الصحراويين ووصفهم بالإرهاب بعد مقتل عمر خلق “إزم “بالموقع الجامعي مراكش وما تلى ذلك من هجمة شرسة للإعلام المغربي على الصحراويين من خلال تجنيد الدولة المغربية أنذاك كتائبها الإليكترونية لهذا الغرض تطور لتناول الموضوع على القنوات الدولية .
وحاولت الدولة المغربية من خلال هذا الملف تقديم صورة للرأي العام أن الصراع هو بين “الطلبة الصحراويين ” و المكون الأمازيغي بشكل عام قبل أن يتضح أن من يعادون الصحراويين هم مجموعة ضيقة شوفينية تتناقض تماما مع عدد كبير من التوجهات السياسية و الفكرية الأمازيغية , وظهر هذا بعد مقتل عمر خالق إيزم وتاكدت اطراف أمازيغية ان الدولة المغربية تقف خلف الامر , و أن طبيعة الصراع العمودي ضد النظام تقتضي الكثير من الخطوات ولا بد من فتح حوار حقيقي . لتلجأ المخابرات المغربية إلى تسويق فكرة أن الصحراويين صراعهم لم يعد مع تيارات سياسية و فكرية امازيغية بل مع المكون الامازيغي بشكل عام , وهي خطوة لجأت إليها الاجهزة المغربية بعدما تفطنت أن التيار الذي عولت عليه داخل الامازيغ لم يعد له صوت مسموع , حيث لجأ الإتجاه المتطرف المتمثل في “الحركة الثقافية الامازيغية ” لاستعمال العنف ضد تيارات امازيغية أخرى لا لشيء سوى أنهم عبروا عن رفضهم لأي صدام مع الصحراويين .
ــ ماذا وقع بمراكش ؟
طرحت شبكة نشطاء الإخبارية وفريق خاص تابع لها هذا السؤال على عدد من الطلبة الصحراويين و اخرين مغاربة فكانت بعض الاجوبة متباينة ولكن كل تلك الروايات عن هذا الحدث الذي خلق معتقلين سياسيين صحراويين تؤكد أن الصحراويين لم يقترفوا أي جرم , مما يعكس وجود خيوط مفقودة في هذا الموضوع . الراوية الاولى تقول أنه حصل تصادم في 23 يناير 2016 بالموقع الجامعي مراكش بين الطلبة الصحراويين و عناصر محسوبة على ال MCA بعد قيام العناصر المحسوبين على الأخيرة بمنع الطلبة الصحراويين من اجتياز الإمتحانات و الإعتداء قبل ذلك على طالب صحراوي يدرس بجامعة القاضي عياض بمراكش . و الاكيد ــ حسب مصدر مطلع ــ أنه بعد التصادم و انسحاب الأطراف كان إزم بحالة جيدة وفي كامل وعيه , و لكن نقطة التحول بعد قيام أربع عناصر ملثمة مجهولة الهوية بتوجيه ضربات قاتلة للهالك على مستوى الرأس أفقدته الوعي ودخل بعد ذلك في غيبوبة حيث توفي بعد مرور أيام . فمن يكون الأربعة عناصر الملثمين الذين اغتالوا “إزم “بعد انسحاب الصحراويين ؟ .أما الرواية الثانية فتقول أنه بعد نقل عمر خالق إزم لمستشفى مراكش في حالة لا يمكن وصفها بالخطيرة تم حقنه ليلفظ أنفاسه الأخيرة . فمن يكون وراء تلك الحقنة ؟ ــ ما إذا صحت هذه الرواية الأخيرة ــ .
كما أسلفنا تتعدد الروايات حول واقعة مراكش , ولكن الاكيد أن هناك خيطا مفقودا في هذا الملف يعكس وجود طرف ثالث دخل بشكل مباشر في الموضوع , فمن له مصلحة في ما وقع ؟ . “غالبا النظام المغربي هو من قتل إزم , للإيقاع بالصحراويين في صراع أفقي حاولوا دائما تجنبه , وليكون مبرر لتصفية حساباته مع الطلبة الصحراويين و اعتقالهم ” ــ يقول طالب يدرس بالموقع الجامعي اكادير ــ .
توالت الأحداث بشكل سريع و وجهت أصابع الإتهام للطلبة الصحراويين , ونفذت فرق خاصة تابعة للمخابرات المغربية عمليات مداهمة لمنازل الطلبة الصحراويين وشنت عمليات اعتقال واسعة في صفوفهم . واستغل الإعلام المغربي المسير من المخزن هذه الظروف ليوجه سهام الإتهامات “بالإرهاب” للصحراويين ووصفهم أنهم “يعيشون في رفاه و يعتدون على الطلبة و انهم مجرمون” , ونظمت وقفات ومسيرات امام البرلمان المغربي بالرباط نظمتها الحركة الثقافية الامازيغية بتحالف مع بعض الاحزاب السياسية المغربية . و في إحدى الوقفات أمام البرلمان قال رشيد بولعود الملقب بمانو ــ محسوب على الحركة الامازيغية ــ أنه يجب الإنتقام من الطلبة الصحراويين وهو ما يعتبر تحريضا على العنف ولكن الدولة المغربية التزمت الصمت حول الموضوع و استمر إعلامها في تشويه الصحراويين .
أمام البرلمان أَتَّهِمُ الصحراويين “بالإرهاب و الداعشية “وحرق العلم الصحراوي في تلك الظروف وبحضور وسائل الإعلام المغربية المقربة من القصر , ولم ينتبه أحد أن الصحراويين لم يحرقوا يوما العلم الأمازيغي بوعيهم أن من يهاجمهم ويحرقون العلم الصحراوي هم فئة ضيقة و شوفينية لا تمثل الامازيغ في المنطقة المغاربية . في هذا الوقت كانت الاجهزة المغربية تعرض المعتقلين الطلبة الصحراويين مجموعة الصف الطلابي لأبشع صنوف التعذيب , انتقاما من مواقفهم السياسية و أنشطتهم في الحرم الجامعي , فيما الحركة الثقافية الامازيغية بمختلف تياراتها تعقد اجتماعات بمناطق مختلفة بهدف تدارس الخطوات التي يمكن من خلالها الرد 
ــ عزلة الحركة وكشف طرحها الشوفيني 
تواصلت شبكة نشطاء الإخبارية مع أحد الطلبة الامازيغ ـ رفض إدراج إسمه في هذا النص ــ وقدم مجموعة من المعلومات و الأراء علاقة بهذا الموضوع , حيث أكد أن ” حركة MCA لا تمثل الأغلبية من ” أبناء إمازيغن ” , لسبب وحيد كونها ترى للاخرين من أبناء الامازيغ بنظرة دونية وعنصرية وتعتقد أن بعض قياداتها هم “الدم الخالص ” وهو ما يكذبه التاريخ و الجغرافيا . هذا الوقع خلق تفاوتات بين المنتمين للحركة بل أصبح بعض أبناء الامازيغ عبيدا يقضون الأغراض اليومية لبعض قادة الحركة ” و أضاف “هناك عدد من اللجان الكبرى و الصغرى منها على سبيل المثال “لجنة زاكورة ـ لجنة ورزازات ـ لجنة طاطا ـ لجنة بويزكران ” وعدد من اللجان الأخرى تعاني من ممارسات محسوبين على الحركة الذين لا يخفون نظرتهم الشوفينية للامور ” وقال أيضا ” خروج تنسيقية تنزروفت من الحركة معروفة أسبابه وليس ما تسوقه الحركة أن السبب هو خروج التنسيقية للشارع السياسي ” ــ يضيف الطالب الامازيغي ــ .
في ظل هذا الواقع ظهرت التناقضات الداخلية بين التيارات السياسية و الفكرية الامازيغية في الاجتماعات التي تلت مقتل عمر خالق “إزم ” تطورت أحيانا لتبادل التخوين و السب و القذف في عدد من التجمعات التي كان الهدف منها حشد كل التيارات لمواجهة الصحراويين , بعد اتهامهم بقتل إبن الحركة الأمازيغية , وظهرت على السطح عدد من التناقضات في المواقف و الإنشقاقات حاولت جهات التستر عليها ولكن التسريبات من الإجتماعات أكدت هذه المعطيات و ظهرت فيما بعد على الأرض . ويكفي القول أن عناصر من الحركة MCA عرضوا أحد النشطاء الأمازيغ للضرب و التعنيف خلال إحدى الإجتماعات بإقليم الرشيدية بعد مقتل “إزم” لأنه قدم تصورا ووجهة نظر علاقة بأحداث مراكش 23 يناير 2016 تختلف تماما عن الطرح الشوفيني لأعضاء الحركة . وقبل ذلك قيام سعيد فروح رئيس تجمع الامازيغ الأحرار خلال المظاهرة التي نظمتها الحركة أمام البرلمان بمنع عناصر شوفينية من حرق العلم الصحراوي .
العديد من المؤشرات تثبت بالملموس أن MCA لا تمثل الأغلبية من الامازيغ وماهي إلا تيار شوفيني خلقته الأجهزة المغربية لخلق صراعات على مستوى المواقع الجامعية المغربية من خلال مواجهة كل تقدمي بالجامعة خصوصا الطلبة الصحراويين من جهة و النهج الديمقراطي القاعدي من جهة أخرى . ويظهر من خلال الإغتيال الأخير للشهيد و الطالب الصحراوي عبد الرحيم بدري والخطوات التي سبقت ذلك عبر “إعلان إنزال وطني ” واستدعاء منتمين للحركة من الجامعات المغربية لـ “عاصمة سوس ” دليل قاطع أن الحركة تعيش الازمة و ضعف في هياكلها وأصبحت حتى في المدن و المناطق المعروفة تاريخيا للأمازيغ تطلب الدعم من أفرادها المنتشرين في المواقع الجامعية الأخرى لتنفيذ مخططات النظام المغربي المخزني .
ــ تواطؤ النظام المغربي .
اختلف تعامل المخزن و إعلامه مع حدث مقتل عمر خالق مقارنة بالحدث الأخير بعد استشهاد عبد الرحيم بدري , فالإعلام المغربي في الأيام الماضية يدعم رواية MCA في تواطؤ مفضوح يكشف تناقضا كبيرا في ما يدعيه المخزن زائد التستر على المجرمين و قيادات الحركة الموجودين بأكادير , على عكس ما حدث بمراكش قبل سنتين حيث جندت المخابرات المغربية كل إمكانياتها القمعية و الإعلامية و الأمنية في 23 يناير 2016 لوصف الصحراويين ــ كل الصحراويين ــ بأوصاف لا تعكسها طبيعة التعامل على الأرض , والتي أظهر فيها الصحراويين أكثر من مرة نضجا و رقيا و حضارة وخير دليل ما يقع في الأيام الماضية بالموقع الجامعي أكادير ومعاملة كل الطلبة باحترام رغم مغالطات إعلام المخزن و التي كذبها بيان ورزازت ــ أمازيغ الجنوب الشرقي ــ
المخزن حتى الان لازال يتستر على عدد من قيادات MCA المعروفين بحقدهم على الصحراويين الذين لم يخفوا يوما عزمهم الإنتقام وهو ما صدحت به حناجرهم أمام قبة البرلمان المغربي بعد مقتل عمر خالق “إزم ” . و أبرز هؤلاء هو المدعو رشيد بولعود الملقب” بمانو ” الأخير الذي حضر لموقع اكادير أيام قليلة قبل اغتيال الشهيد عبد الرحيم بدري رغم أنه لم يعد طالبا بهذا الموقع بعدما سهلت له الأجهزة المغربية مقعدا في “الماستر ” بموقع الرباط . “يعرف الجميع أنه لا يمكن لأي عضو في الحركة التحرك أو يخطو خطوة في كلية الاداب سوى بعلم (مانو ) ــ في إشارة مباشرة لرشيد بولعود ــ فما بالك بإنزال و فتح أشكال و النزول للكلية بأعداد كبيرة ” ــ يضيف أحد الطلبة الصحراويين ــ 
يقول أحد الطلبة الصحراويين “سجلنا قبل أسابيع من اغتيال رفيقنا الشهيد عبد الرحيم بدري اعتداءات متكررة على الطلبة المغاربة و الصحراويين , ففي 29 نونبر 2017 بعد التدخل على مبيت ليلي نظمه الطلبة الصحراويين اقتحمت أعداد كبيرة من أعضاء حركة MCA مدججة بالأسلحة البيضاء واستفزت المعتصمين أمام أنظار قوى القمع التي كانت متواجد في المكان ” و أضاف ” 15 ماي من سنة 2018 فتحت MCA حلقية بكلية العلوم الإنسانية هددت من خلالها الطلبة الصحراويين بالتصفية الجسدية و الأخطر أنه قبل ساعات من اغتيال الشهيد خبأ بلطجية الحركة أسلحة بيضاء بالكلية وهو أمر تعودو عليه دون أن تحرك إدارة الجامعة ساكنا ” . خلال حوارنا مع بعض الطلبة وجهوا تحديا للسلطات المغربية بالرجوع لكميرات الكلية لمعرفة الحقيقة ولكن في نفس الوقت أكدوا أن المخزن لن يجرؤ على ذلك لأنه لا يريد أن يعتقل بعض قيادات الحركة الثقافية الامازيغية ما داموا يخدمون المخزن و ينفذون مخطاطته .
المصدر:شبكة نشطاء الإخبارية / قسم التحليل وجمع المعلومات /الصحراء الغربية .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *