-->

كلمات مؤثرة تكتبها بنت الشهيد محمد عبد العزيز في ذكرى الرحيل

ترددت كثيرا أن أنشر شيء في هذا اليوم بالذات لما يحمله من ذكريات أليمۃ لا أتمنی لأي بشر أن يعيش الذي عشته حين تلقي خبر نزل عل رأسي كالصاعقۃ وزلزل كياني, تغاضيتُ عنه وتجاهلته وأقنعتُ نفسي بأنها اشاعۃ لا محالۃ ستذوب حال خبر آخر بأنه في صحۃ جيدۃ "الا ايرفدهم باسو" لكن شاءت الأقدار أن تكون عكس ما كنت أتمنی وحلَّ ما قدر الله وفعل .والحمد لله علی نعمۃ الإسلام ونعمۃ الإيمان بالقضاء والقدر فبهم نستمد قوتنا ونواجه الواقع الذي ينتظرنا.
بإختصار ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف شهيد الشعب الصحراوي أو بالأحری فقيد الأمم المسالمۃ المكافحۃ من أجل الكرامۃ الزعيم محمد عبد العزيز، ولكن قد يحاول قلمي أن يخرج بعض الألم الذي بداخلي ويعبر عن فقدان أغلی ما كنت أملك، فهو: شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلی برِّ الأمان و الحرية وهو الشمس التي أشرقت حينما حلّ ظلام الإحتلال و الحرمان وتكالب الغدر والاضطهاد وظل مشرقا إلی أن وافاه الأجل المحتوم في مثل هذا اليوم التعيس.
كنت أسمع بأنَّ المصيبۃ إذا عَمَّتْ خفَّت فوجدتها في رحيل والدي خفت حينما شاركنا هذه المصيبۃ العظمی كل الشعب الصحراوي والشعوب الأخری من الدول الصديقۃ. رأيت الدموع تندثر والويلات والعويل في شتی أرجاء الوطن وخارجه٬ نساء تمزقن ملاحفهن الشريفۃ في الشوارع يبكين بحرقۃ علی رجل عهدنه لعقود من الزمن يفرح لفرحهن ويحزن لحزنهن; يشاركهن الندوات والمنابر وحتی حملات النظافۃ...رأيت رجال وشيوخ لم أتوقع قط أن أری ضعفهم، يفقدون الوعي و يبكون بمرارۃ وألم مثل الصبي الذي فقد أمه وهو لا يزال يبحث عنها في أرجاء المنزل. في تلك اللحظات تأكدت أن اليُتم عمَّ وليس علينا وحدنا كأسرۃ وهذا ما خفَّفَ علينا مصابنا الجلل وفهمت معنی ما قيل لي"محمد ما مشی عنكم الا انتوما وحدكم مشی عنا الا نحن".
جعله الله ينعم بصحبۃ النبيين والصديقين والمرسلين والشهداء وجمعنا الله واياهم في جنان الفردوس الأعلی. وجزاكم جميعا عنا خير الجزاء ودمتم لعهد الشهداء أوفياء.
بقلم ابنت الشهيد : سعاد محمد عبد العزيز

Contact Form

Name

Email *

Message *