-->

ذكرى رحيل القائد الفذ محمد عبد العزيز


بقلم:خطاري سيديا. 
في البدء اهني الشعب الصحراوي بمناسبة هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك أعاننا الله في صيامه و قيامه و جعلني و إياكم من حاضريه سنين بعد سنين و أعوام بعد أعوام سائلين الله سبحانه وتعالى العون و التوفيق. 
في ذكرى رحيل رجل المبادئ الثابتة محمد عبد العزيز، القائد الذي أمن بوطنه و شعبه و قادهما نحو الانتصار و الانجازات وشكل مثلا في الوفاء و التضحية فأخذ مكانته عن جدارة في قلوب و ضمائر شعبنا الصحراوي البطل و إخوانه ورفاقه في القتال و عرفوه بأدبه الجم و تمسكه بعادات أبائه و أجداده في الكرم و الوفاء وهو صاحب أخلاق عالية و محب للجميع. 
الشهيد محمد عبد العزيز هو ذلكم الأنسان الذي وهب كل شئ لانتصار ثورة شعبه وهو المقاتل البطل الذي عرفته الساحة الصحراوية يافعا أو يكاد شبلا نهل كل معانى التضحية و الفداء كان أولها ترك مقاعد الدراسة ملتحقا بالمواقع الأمامية لجيش التحرير الصحراوي إيمانا منه بأن جيش التحرير الصحراوي الذي أراد أن يصبح أحد أعضاءه يوم كان قائده الأول الزعيم الولي مصطفى السيد على قيد الحياة هو موقعه الطبعي ومن يومها برزت مهاراته في فنون القتال و القيادة.
بنهاية ماي يمر عامين على رحيل القائد الفذ و المقاتل الصلب محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية و الأمين العام للجبهة الشعبية و أحد الرموز التاريخية لقادة و مقاتلي جيش التحرير الصحراوي عامين على رحيل رجل الأمة الذي ملأ الدنيا و شقل العالم عامين على رحيل الرجل الذي لم يعرف اليأس أو الاحباط المؤمن دوما بأن شعبنا الصحراوي سينتصر على النظام الملكي المغربي القاشم وان الشعب الصحراوي حرى به ان يعيش سيدا حرا و للحرية ضريبتها ولكن الحرية أتية في نهاية المطاف كما قال الراحل رحمه الله أنوا الأساسي في النهاية في النهاية أنوا الشعب الصحراوي يوصل إلي الإستقلال الوطني ياسوا من حي منوا و ياسوا التضحيات لعطها شنهي و ياسوا كم فوت من الزمن. 
رحم الله القائد الفذ و المقاتل الصلب محمد عبد العزيز هذا المناضل الذي امضي حياته مقاتلا يحمل هموم شعبه على كاهله و الرجل الذي إتسم بالصلابة في المواقف و الدفاع المستميت عما يؤمن بأنه الحق و الصواب و على ان تكون مصلحة الصحراء الغربية وشعبها فوق كل اعتبار يتفق معه من يتفق و يختلف من يختلف لم يعرف في تاريخه يوما شخصنة الأشياء أو المواقف لم يتحدث أبدا عن عيوب رفاقه حتي الذين خاصموه بل حتي انه لم يدع لنفسه مجالا أو مساحة للاسقاط على الخلافات و النيل من الرجال و دورهم و تاريخهم ايان كان هذا الدور لم يعرف المساومة أو المهادنة إلا ما كانت تقتضيه المصلحة العامة و مقتضيات السياسة ظل الرجل وفيا للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و مبادئها التي إنطلقت من أجلها وعلى رأسها تحرير الأرض و الإنسان حتي للحظات الأخيرة من حياته. 
محمد عبد العزيز إسم ما ان يجري على لسان أحد حتي تنفرج أسارير محبيه وهم غالب أبناء الشعب الصحراوي البطل التواق دوما للحرية و الإستقلال، كان اسمه مصدر ثقة وطمأنينة وإحساس مفعم بالأمل بحتمية النصر على المحتل المغربي و تحقيق حلم الشعب الصحراوي في الحرية و الإستقلال و في نفس الوقت كان مصدر رعب وقلق دائم للعدو المحتل و لعوانه، هذا الرجل العظيم كان مثال الإنسان الصحراوي في التضحية و الإثارة و الغيرة الوطنية و نكران الذات. 
لقد كان الراحل محمد عبد العزيز رجل المبادئ الثابتة قائدا فذا و رمزا من رموز الثورة الصحراوية المجيدة كرس حياته كلها منذ ريعان شبابه من أجل استقلال الصحراء الغربية و قادا المقاتلين في احلك الظروف وابدأ استعداده للتضحية والعطاء بدون حدود و واصل نضاله حتي آخر لحظة من حياته. 
قادا المقاتل الصلب محمد عبد العزيز رحمه الله مسيرة الكفاح المسلح بعد استشهاد الزعيم الوطني و القائد التاريخي للشعب الصحراوي و مفجر الثورة و مؤسس جبهة البوليساريو رحمة الله عليه الشهيد الولي مصطفى السيد في ظروف صعبة و قاسية جدا و تحديات كبيرة الآ انه استطاع تجاوزها كلها بفضل حنكته كقائد ثوري و نظرته الثاقبة و إيمانه القوي بحتمية النصر وبرغم صعوبة المرحلة ألا أنه استطاع أن يحافظ على مسيرة الثورة الصحراوية في المصار الصحيح وعلى بر الأمان ليضمن لها الاستمرارية وهو ما تحقق فعلا فما بعد حيث اصبحت الدولة الصحراوية و مؤسساتها المختلفة ماثلة للعيان و ملء السمع و البصر للعالم أجمع ولم يستطيع العدو المغربي المحتل ولا اعوانه العملاء ولا حلافائه بكل ما يملكون من قوة و نفوذ و عتاد من قهر عزيمة و اصرار الثوار الصحراويين من مواصلة الكفاح المسلح ضدهم الذين لم يملكون سوى اسلحة بسيطة و مؤن يسيرة و لكنهم كانوا يملكون الإيمان بحتمية النصر النهائي و تحقيق حلم الشعب الصحراوي في الحرية و الإستقلال.
لقد نذر المقاتل محمد عبد العزيز رحمه الله حياته من أجل أن يعيش الشعب الصحراوي حياة آمنة مستقرة في ظل وطن يسع الجميع وظل يعمل من أجل هذا الهدف النبيل عاصر كل مراحل الثورة انتصارتها و انكسارتها حتي جاءت إرادة الله و وافاه الاجل المحتوم يوم ٣١ ماي سنة ٢٠١٦م في العيادة مايو كلنيك في مدينة روشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، وشكل رحيله في هذه الفترة الصعبة من تاريخ الدولة الصحراوية صدمة كبيرة في وقت كان الشعب الصحراوي أحوج إليه من ذي قبل لكن لاراد لقضاء الله و قدره.
إن الموكب الجنائزي الحاشد الذي استقبل و رافق الفقيد من مطار تندوف الجزائرية وعلى امتداد ولايات الوطن الصحراوي كلها و التي خرجت عن بكرة أبيها لإ لقاء النظرة الأخيرة على جثمان الزعيم الوطني الراحل فضلا عن الآلاف التي شيعت الجثمان الطاهر إلي مثوآه الأخير في منطقة بئرلحلو المحرارة خير شاهد على التفاق الجماهير الصحراوية بمختلف الوان طيفها و تشكيلاتها حول القضية التي مهرها الرجل عمره و حياته و المتمثلة في تحقيق الإستقلال التام على كامل تراب الصحراء الغربية و إزاحة الكبوس الجاثم على صدر الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة و عصابته التي تذيق هذا الشعب العظيم الأمرين غتلا و تشريدا. 
إن الجموع التي احتشدت في منطقة بئرلحلو و شيعت جثمان الراحل شكلت لوحة رئعة من مختلف ألوان الطيف السياسي و الاجتماعي و الفكري بما يؤكد أن القائد الشهيد محمد عبد العزيز اكبر من أن تسعه جبهة أو يحتويه تنظيم وأنه تجاوز الأطار الضيق إلي فضاء الشعب الصحراوي الرحب ليشكل رمزية للنضال و إيقونة للمقومة ضد الاحتلال المغربي الظالم بما يشحذ عزم الجيل الصاعد للمضي على ذات الدرب الذي خطه الفقيد و رفاقه، مما لاشك فيه أن تجربة الراحل و التي لا تنفصل عن تجربة الجبهة الشعبية و تظل تجربة بشرية يعتريها الخطاء و الصواب و تخضع لمعاير النقد المعروفة ولكن قطعا لا يختلف الناس في نبل مقاصد التجربة الشرف غايتها و اهدافها كما لا يختلفون حول نزاهة الراحل محمد عبد العزيز وسمو خصاله الإنسانية و طهارة يده و لسانه و رباطة جاشه و إخلاصه للقضية فكرا و قولا و عملا و تفانيه و نكران ذاته و كارزمته و صفاته القيادية و جسارته و صموده و توضعه و صابره تقمده الله بشآبيب رحمته. 
لقد فقدت الصحراء الغربية برحيل القائد الجسور محمد عبد العزيز أحد أهم أبناءها المخلصين و القيورين وفارس مقوار عرفته ساحات و معارك الشرف الصحراوي أنه القائد العلاء للقوات المسلحة الصحراوية الذي قادا جموع الثوار من أبناء هذا الشعب للدفاع عن انسانيتهم و وطنهم. 
كان رحمه الله قائدا عسكريا محنكا يدير المعارك و يشرف عليها بكل شجاعة و رزانة و تحكم و اقتدار كان يمشي مشرئبا مرفوع الهامة بل كان يترك كل المقريات لينال شرف الشهادة في ساحات النضال كرد لكرامة الصحراويات و عرفه رفاقه المقاتلين رجل المواقف و المهمات الصعبة و تحدي و صمود عرفوه شجاعا مقداما لا يشق له غبار فهو القائد الفذ و المقاتل الصلب و كانت تتمثل فيه الأصالة و بساطة المواطن الصحراوي و كان كذلك محبا لزملائه و نبيلا في أخلاقه و شجاعا في شخصيته مما كسبه إحترام و تقدير كافة الشعب الصحراوي الكريم. 
إن مناقب الراحل كبيرة و كبيرة جدا و مسيرته النضالية الطويلة و دوره الرائد في الدفاع عن الصحراء الغربية أرضا وشعبا غنية عن التعريف الكبار في العطاء الوطني يكون ايضا رحيلهم حدثا عظيما يكون وقعه مؤلما للذين ضحوا من أجلهم لذا علينا انصافهم ولو با ليسير أقله سرد ما نعرف من شمائلهم و تضحياتهم و شهيدنا تضحياته بقدر تضحيات جيش التحرير الصحراوي لأنه ملهمه و قائده الذي كان له لمسات مهمة في بناء مقدراته القتالية و العسكرية، فظل رحمه الله ورغم عناء المرض للعين متكيا سلاحه و ممتطا صهوة جواده و لم يحد قيدا أنملة عما نذر له نفسه في كل المراحل حتي لقي ربه و هو يقارع الاعداء في كل المواجهات. 
إن الشعب الصحراوي فقد قائدا و زعيما و ابنا بارا في وقت كان بأمس الحاجة لقيادته الفذة إلا إن عزائه كان في ان القائد ترك آرث ثوري عظيم شكل معالم الطريق لرفاقه من بعده .
رحل الشهيد و القائد محمد عبد العزيز و هو لا يملك في البنوك رصيد و أموال بل ترك سيرة عطرة تحكي فصول مشهودة و نقاط ضوى و عنوان مجد ستظل تتناقلها الأجيال و تمثل نبراسا لعشاق الحرية و لكل التواقين للا النعتاق و لاسائر حرار العالم. 
بفقد القائد محمد عبد العزيز نفقد رمز أجمل أيامنا التي نفاخر بها و أحد اهم قائد عرفه جيش التحرير الصحراوي بعد مؤسسه شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد أنه من هولا الذين صنعوا تاريخنا بكل علاته و انكساراته و النتصاراته و من الجيل الذي ضحي بالنفس و النفيس. 
التحية و الإكبار لهذا الزعيم العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في الفداء و التضحية و نكران الذات و سطر لنا تاريخ كتب بمداد من ذهب و أصبحت الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها و تحية كرام و تقدير لكل الرموز الوطنية التي رسمت لوحة الثورة الصحراوية و شكلت معالمها و ملامحها إبتداء من الشهيد البشير لحلوي إلي الشهيد البخاري أحمد بارك الله إلي شهداء حادث تحطم الطائرة العسكرية المنكوبة ببوفاريك إلي الشهيد عبد الرحيم بدري إلي شهداء تحطم الطائرة الكوبية و غيرهم من الرموز الذين صاغوا تاريخ الشعب الصحراوي الحديث و اؤلائك الذين مازالو قابضين على جمر المبادئ في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قيادة و قواعد وإلي كل الشعب الصحراوي العظيم الذي أحب القائد الراحل وأحبوه.
رحمة الله عليك أيها القائد الشهم محمد عبد العزيز ارقد بمنطقة بئرلحلو المحرارة و بجوار الرفاق و لنا يوم نعاد انه لعمري ليس ببعيد.
أيها الشعب الصحراوي العظيم تمسكو بقضيتكم الوطنية أن النصر قادم لا محالة انشالله.   

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *