وبالوالدين إحسانا
#المقال_رقم_63
بقلم الطالبة : لديبة سعيد نافع
كليات العالم المتحد بالنرويج Ladi said
اخذت بلهفة اقراء المقالات و أتجول بين السطور و أعيد كلماتها و قلمي يخاطبني و يقول عاودي القراءة و ضاعفي التركيز فأنا هنا لا أحبذ تكرار القصيدة، فقد كان قلمي على يقين بأني لست الوحيدة و ذكرني بأنه عزيز الرأس الرساسي و في اخر الليل لا يكتب غير المفيد، و أن هذه مسابقة مقالات مفتوحة لكل المجالات و أن ما يدور في ذهني يعلمه الجميع فلماذا انا أصر على الكتابة؟.
هذه أول مرة تمنيت فيها أن أخسر، تمنيت ان أخسر امام قلمي فلطالما كان هذا الصراع بيننا قائم فهو اصبح كسولا و يدعي بأنه عزيز النفس و أنا التي أعرفه و أعرف اني سببت له الملل حينما قسوت عليه ليحدث تغييرا فكتبت به كثيرا و لم يحدث في مجتمعي الصغير تغيرا مفيدا فأصررت عليه الان عله يفيد اصررت عليه ان يبلغكم جميعا سلامي و أن يطلب منكم التفكير فمقالي ليس سياسي و لا إقتصادي انما عن واقعنا المريرا.
رغم قساوة اللجؤ و ظروف الحياة الصعبة عشنا شعبا متميزا بعاداته و تقاليده, بأخلاقه عشنا بسطاء، كرماء، اتقياء، محبين لعمل الخير، متعاونين، و الاهم من كل هذا شعب بار لوالديه (شعب بار لوالديه). ما اجملها من عبارة لو لم اكتب قبلها (كنا) و هذا ما يؤسفي.
كنت تجد الإبن يساعد ابيه و البنت (رافدة هم خيمة اهلها) و كلنا يد بيد متحابين و متعاونين نتسابق من منا يستيقظ باكرا ليقظ الوالدين على الصلاة ليجدو (فرنة و طبلة اتاي) جاهزة فيشعر كل واحد منهما بالفخر و السعادة أنه بالرغم من صعوبة الحياة إلا ان لهم أبناء يجعلون من مرها حلوها و إذا حان أذان المغرب اه كم كان ذلك الوقت جميل ففيه ننسى همومنا, فيه نجتمع جميعا (انعمرو أعلى الشيب) لنغرق في الحديث و القهقهات نتذكر الماضي و مشاكساتنا و أحيانا نكون جديين إذا كان الحديث حول الاستعمار قيغرس في قلوبنا النضال و حب الوطن.......هكذا وجدتني غارقة بين الذكريات و أنا أحدث إحدى صديقاتي عن شعبي و عن مميزاته فهي لم تسمع بنا و لا بقضيتنا قبل هذا، وجدتني أحدثها بكل فخر و أنا أقول كنا و كنا إلى أن سألتني! كنتم و كيف يا ترى أصبحتم؟ و كأنها سألتني عن من إغتصب أرضي تغير لون وجهي و عجز لساني فماذا أقول و بماذا أجيب؟
هل اقول انها ميزات اصبحت من الذكريات و أننا ما عدنا كما كنا و أن دين الحق ما عاد فينا ( إلا من رحم ربي) و أننا ندافع عن قضيتنا السياسية من وراء هواتفنا و أن تفاهة الدنيا إشترت عقولنا و أننا ببساطة تغيرنا! فما عاد أذان المغرب يعنينا و ما عدنا نتسابق لنرضي والدين بل أصبحنا جهلاء يشفق علينا و بإسم الرقي أضعنا الثمين، نجد أبائنا و أمهاتنا مهمومينا و نحن نحرك أصابعنا كالبهائم عنهم مشغولين فقد ضاعت عقولنا و قلوبنا فالدين ماعاد فينا و هذا ما يؤسفني عليكم فجعلتها عنوانا لمقالي لأصيكم ببر الوالدين و لأذكر بأن الدنيا دار فناء و أن تحت قدم امك الجنان و بهما الاثنبن أوصى الرحمان: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً "، الإسراء/23 .
و السلام عليكم، تقبل الله منا و منكم خالص ألاعمال في هذا الشهر الفضيل.
تحياتي.