-->

الجماهير الصحراوية تصنع الحدث في استقبال المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية


في ملحمة جديدة يسطرها الشعب الصحراوي بالارض المحتلة، ويؤلف فصولها ابطال انتفاضة الاستقلال المباركة في مظاهرات الشموخ والعزة التي اكدت وبما لا يدع مجالا للشك بان الانتفاضة ماضية نحو تحقيق مبتغاها، وان دائرة الزخم الثوري في الصحراء الغربية تتسع وتكبر ورقعة المقاومة الباسلة تتمدد لتشمل كل الجسم الوطني، وان الجماهير وفية لنداء الوطن لتصنع المعجزات.
فهنيئا للشعب الصحراوي هذه الهبة الوطنية التي اوصلت رسالتها الى المبعوث الاممي واعادت الى الاذهان الاستقبال الكبير الذي اعده الشعب الصحراوي بكل دقة وإحكام لبعثة الامم المتحدة لتقصي الحقائق يوم 12ماي 1975 لدى زيارتها التاريخية للصحراء الغربية، حيث خرجت جماهير الشعب الصحراوي من كل فج عميق في مظاهرات ضخمة هزت العاصمة العيون وكل المدن الصحراوية التي زارتها البعثة الاممية محملة بالاعلام الوطنية والشعارات المناهضة للاستعمار الاسباني وتنادي باعلى صوت برحيله، وتمكين الشعب الصحراوي من حريته واستقلاله، لتبرهن للعالم  وللمنتظم الدولي بان الشعب الصحراوي لايرضى القهر ولا يمكن ان يستسلم لمؤامرات التقسيم والتشريد والاستعباد، ومستعد للتضحية من اجل حقه المشروع في الحرية على غرار كافة الشعوب المكافحة. 
استيقظت العيون وكل المدن الصحراوية الثائرة كما اليوم في يوم مشهود وخرج الشعب الصحراوي عن بكرة ابيه يهتف بصوت واحد يخرج الاستعمار، ويطالب بالاستقلال رافضا كل المناورات التي كانت تحيكها اسبانيا مع القوى الرجعية في المنطقة والتي لا تزال تحاول فرض منطقها التوسعي وكبتها للحريات وقمع الحقوق ونهب الخيرات. 
التاريخ يعيد نفسه مع زيارة المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية السيد هورست كوهلر للعاصمة العيون حيث خرجت نفس المظاهرات الحاشدة والتي تحمل نفس الاعلام وذات الشعارات المنادية بالاستقلال والقطيعة مع الاحتلال، وان كان العنف المغربي اكثر فظاعة من المستعمر الاسباني إلا ان الاجيال الشابة شاركت بقوة في تظاهرة اليوم وبعثت رسائل قوية وذات دلالات تستحق الوقوف بان المشروع الوطني مشروع اجيال وان القضية لا يمكن ان تتوقف او تموت بالتقادم فكل السياسات الاستعمارية الفاشلة ضد الشاب الصحراوي من نشر للمخدرات والسموم والافات الاجتماعية لا تجدي نفعا مع شباب يحمل قضية مقدسة، لا مساومة فيها ولا خيار غير الانتصار مبرهنا على انه قادر على مواصلة المشوار وحمل مشعل التحرير وان النصر رديف التضحية، فلا كلل ولا ملل حتى تحقيق الهدف المنشود في الحرية والاستقلال. 
هذه التظاهرات التي تسجل في تاريخ المقاومة الوطنية، من الاهمية بمكان ان يتضمنها تقرير مفوضية الاتحاد الافريقي المنتظر عرضه على قمة الاتحاد الافريقي الـ 33 بنواقشوط، كدليل ملموس على استمرار الشعب الصحراوي في مقاومته السلمية، واستمرار المحتل المغربي في قمعه وتنكيله واحتلاله وإعتداء واضح على سيادة دولة كامل العضوية بالاتحاد الافريقي ومن واجب الافارقة موازرتها ودعمها والمساهمة في تصفية الاستعمار منها وفقا للميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي والتاريخ النضالي للقارة الافريقية وتضحيات شعوبها في سبيل الحرية ومجابهة الاستعمار. 
فهذه التظاهرات تاكيد جلي على اعلان القطيعة التي بدأها الشعب الصحراوي مع المستعمر المغربي منذ غزوه العسكري الغادر في عام 1975، ورفض واضح وصريح لتواجده اللاشرعي وفضح لانتهاكاته المستمرة في حق شعبنا الاعزل. 
ان هذه الهبة الجماهرية التي استقبل بها الشعب الصحراوي مبعوث الامم المتحدة في العاصمة المحتلة العيون اعادت بريق الامل في غد مشرق، وجددت من خلالها الجماهير المنتفضة العهد على الاستمرار في مواجهة الاستعمار وتحمل في طياتها بشارات النصر وافاق واعدة تنبيء بتغير ملحوظ في ميزان القوى لصالح الجبهة الشعبية والاستقلال الوطني من خلال تلاحم الجماهير ووحدة التصور والهدف والاستعداد للتضحية مهما كان الثمن. 
وهي مناسبة لقيادة الجبهة الشعبية للوقوف مع واقع انتفاضة الاستقلال ومرافقتها الدائمة بالمؤازرة ودعمها ماديا ومعنويا بكل الامكانات المتاحة باعتبارها الواجهة الصدامية مع المحتل المغربي في الوقت الراهن وتويع اساليبها ووسائلها لتقريب ساعة النصر.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *