نعم ام لا تحت الغبار.
#المقال_رقم_50
بقلم : يسلم الولي الدخيل
مشارك من مخيمات العزة و الكرامة
نعم ام لا تحت الغبار.
بينما أنا جالس على " ضفت الشاطي " والمياه تلمع تحت أقدامي، والرياح الباردة القادمة من الشمال لم تجد شيئا تحركه في جسدي سوى الذكريات المتناثرة، حيث كانت تمر من فوق رأسي كما تمر من فوق تلك الصحراء البعيدة، لا تترك أثرا خلفها سوى الصمت، ذلك الصمت الذي قطعه علي أحدهم، عندما سألني:
إن كنتُ سأحمل سلاحي في حال شنت الحرب أم لا؟
تنفست الصعداء تلك الليلة حيث نفدت بطارية هاتفي قبل أن أجيبه، حيث واصلت الاسترخاء ورياضة التأمل قبالة البحر..
لكن هذه الليلة بعث لنا صديق علب من الشاي الاخضر مع كيلوغرامات من اللحم الإبل المجفف ذكرتني بالوطن والحرب وبسؤال صديقي!
يا صديقي إن كنت تسمعني الآن:
عندما اقول نعم، فأنت بذلك تغلق فمك، لتتحول إلى كومة من السكون يمر عليها العابرون كأنهم يمرون بجانب جذع شجرة يابس مرمي على الطريق...
عندما اقول لا، فأنك بذلك ستفتح فمك، وستخرج غبار الصمت من صدرك.
لا ادري لماذا لا أطيق كلمة لا!
الا ترى يا صديقي ان الموت هو المصير و انه ملاقيك ملاقيك و لو كنت في بروج مشيدة.
و ان وضعنا اصبح لا يطاق البطالة تاكل شبابنا اكلا؛ و احلامنا شاخت قبل ان نحققها؛الا تظن ان مشروع السلام كذبة اسكتونا بها، وان ما اوخذ بالقوة لا يسترد الا بها؛ ام اننا نحب السلام... لكن إلى متى.
الم يطفح الكيل....
يا صديقي إن كنت تسمعني،مضت اربع عقود و نصف و نحن سجناء بين اسوار المخيمات؛حتى ضجرت منا الحيطان...صراخنا،ضجيج أحاديثنا عن السلم و السلام صار يزعجها، الم تضجروا بعد، الم تزعجكم بعد؟
اما هي فبلا....
يا صديقي اما سيقال شعب كافح و قاتل حتى نال حريته او سيقال هناك مقبرة لشعب اراد يوماً الحياة ولكن لم يستجيب القدر.
من عندي نعم اما انت و انتم اصمتوا،موتوا،غادروها...اتركوا ويلات اللجؤ ترتاح ، فلم تعد تطيق تواجدنا إشتاقت لأحلامنا؛اتركوها تشتاق لكم....
#ارضكم_تحتاجكم.