-->

إتفاق وقف إطلاق النار .. خطأ أم ضرورة؟

الذين ولدوا في تاريخ 06 سبتمبر 1991 أصبحوا الآن على أعتاب 28 سنة حقبة رمادية من النزاع على الصحراء الغربية جعلت السواد الأعظم من الناس هنا (في الصحراء الغربية) كما في المغرب يتساءلون؛ لماذا وقّعنا على هذا الخطأ؟! 
بعد بحث إكتشف أننا لسنا الوحيدين الذين ينظرون بأغلبية إلى 06 من أيلول 91 نظرة سلبية إذ أن نسبة كبيرة من المغاربة أيضا يعتبرونه خطأ جسيما! رغم ما وفره الإتفاق من وقف نزيف الدم الذي بلغ مداه.
الطيار المغربي علي نجاب قائد ال (F5) الذي وقع أسيرا لأزيد من 25 سنة في يد الجيش الصحراوي وأُخلي سبيله فيما بعد، يعتبر الإتفاق الذي خلق ظروفا مواتية لصفقة إطلاق سراحه، خطأ جسيما!! التبريرات التي ساقها لتعزيز موقفه تركزت على الوضع الداخلي للحليف حيث كانت الجزائر الشقيقة وقتها تمر بوضع صعب.
إذا كان المغاربة ينظرون للإتفاق إلى كما ننظر إليه فما مبررات توقيع الحسن الثاني "رجل الفُرص" على إتفاق هكذا في وقت وظروف كتلك؟
يرى الضابط المغربي الذي عاش بيننا عقدين ونصف العقد؛ أن الدعم الذي كانت تحظى به جبهة البوليساريو من طرف حلفائها والوضع الهش الذي يعيشه المغرب آنذاك جعلا الحسن الثاني يذهب نحو الإتفاق وأن ذلك (قبوله بالإتفاق) كان من أجل تحقيق مأرب محدد؛ عودة النزاع إلى نقطة الصفر! 
هنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين كما في المناطق المحتلة يعتقد غالبية الشعب الصحراوي أن اتفاق السادس من أيلول أجل النصر! أو أفلت فرصة الحسم.
أنصار هذا الرأي ربما اسعجلوا قليلا عن قراءة الماضي بتأنٍ للتدقيق في حقيقة مايسمونه "الخطأ"! فما حدث قبل تاريخ 6سبتمر1991 هيأ الأوراق جيدا للتوقيع على إسكات المدافع .. لم يكن بمقدور مخطط التسوية ولا للآلية المُعَدّة لتطبيقه في القرار 690 أن يزحفا ببطنيهما على أشواك الصحراء، لذا كان لا بد من بناء طريق آمن يسير وفقها مخطط التسوية نحول الحل الذي مازال غائبا!
وفق هذا المنظور تسير رؤية القيادي الصحراوي البشير مصطفى السيد الذي وقع الإتفاق عن الجانب الصحراوي إذ يقول: "إتفاق وقف إطلاق النار الذي توصنا إليه عن طريق الأمم المتحدة وصادق عليه مجلس الأمن يضم نقطتين رئيسيتين يسميهما: (هدف ووسيلة):
١ الهدف هو استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي تنظمه الأمم المتحدة عبر مينورسو وتضمن نتائجه.
٢ الوسيلة هي وقف اطلاق النار لخلق الظروف الآمنة والمستقرة والشروط المثالية لتنظيم الإستفتاء ...لا يمكن التوجه إلى نقطة الوصول دون القبول بنقطة الانطلاق".
أعتقد أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن سوى إجراء ضروري فرضه ما سبقه من خطوات ويطلبه حثيثا ما سيأتي بعده.
في الأسفل تجدون وثائق لمجلس الأمن تعزز هذا الطرح باللغة العربية من موقع الأمم المتحدة.
http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/1991.shtml
بقلم / مصطفى محمد سيدالبشير

Contact Form

Name

Email *

Message *