-->

في ذكرى استشهاده الرابعة ... سلامة محمد سيد أحمد جامع شهيد حي بيننا


في مساء الخميس الثامن عشر من سبتمبر أيلول سنة 2014 كان الشهيد بإذن الله قد عاد إلى مقر عمله في الرابوني بعد إجازة قضاها مع أمه و إخوته في غياب ابيه الذي كان بدوره هو الآخر مشغول بتأدية مهامه في الخطوط الأمامية للجيش التحرير الشعبي الصحراوي بمنطقة اغوينيت المحررة، ظل الشهيد سلامة مساء الخميس في مقر المعسكر الخاص بالقوات الخاصة بين رفاقه قبل أن تصل الأوامر من غرفة العمليات بضرورة الخروج في مهمة دعم و إسناد لدورية تابعة للنفس التشكيل الأمني تتواجد بالمنطقة العملياتية ببوقربة شمالي شرق البلاد...
تم تجهيز مفرزة للدعم و الإسناد السريع على متن مركبتين خفيفتين تابعتين للقوات الخاصة فستلمت المهمة قبل خروجها من مقر قيادة أركان القوات الخاصة الصحراوية في حدود منتصف الليل...
تحركت المفرزة تحت جنح الظلام و في مشهد مهيب يؤكد قدرة و كفاءة أفراد الدورية على التحرك في مختلف الظروف الطبيعية...
كانت في انتظارهم على تخوم مرتفعات بوقربة الدورية التي طلبت الدعم و كانوا هم على درجة عالية من الثقة و الاحترافية في التطبيق الصارم لأوامر غرفة العمليات التي تشرف على العملية، لم تمر ثلاث ساعات من التحرك في إتجاه الهدف حتى وصلت المفرزة إلى النقطة المتفق عليها لتتحرك الدورية المتمركزة هناك بنوع من التكتيك القتالي قبل أن تتعرف على آليات الرفاق في مفرزة الدعم و الإسناد الساهرة طوال الليل رغم صعوبة و وعرة المعابر في منطقة بوقربة....
في صباح يوم الجمعة 19/09/2014 و بعد تقييم سريع لقائد الدورية مع قائد مفرزة الدعم و الإسناد تم رسم خريطة عمل مشتركة لتمشيط المنطقة و إحكام السيطرة على مناطق عبور المخدرات المغربية العابرة من هناك مع الاستمرار في تنفيذ العملية التي بدأتها الدورية الرسمية و التي بموجبها تم استدعاء مفرزة الدعم و الإسناد من الرابوني.....
جلس الشهيد مع رفاقه في منتصف النهار على مرتفعات بوقربة و قاما بتحضير وجبة الغداء يومها مع مزاح منقطع النظير مع رفيقه و خليله الشهيد الذي سقط بعده بفترة ليست بالطويلة انه الشهيد بإذن الله سلامة محمد حمدة الذي استشهد هو الآخر بعد إصابته بجروح خطيرة في حادث مماثل....
تناول الجميع الغداء و تمت صلاة الظهر في منطقة بوقربة لتتحرك سيارتين من القوة نحوى الأسفل حسب تضاريس المنطقة لتبقى بقية القوة و قائد الدورية في أعلى تلال المنطقة بينما قاد قائد مفرزة الدع و الإسناد السيارتين اللتين تحركت نحوى الأسفل باتجاه نقاط التماس مع الجدار المغربي من أجل تمشيط المنطقة , توقفت عدة مراتي لتقصي آثار المهربين و آخرها كان الشهيد سلامة محمد سيد أحمد جامع هو من يهرول رفقة احد رفاقه على أثر المهربين حتى وصلا إلى مكان تمركز مجموعة المهربين و هناك توقفت الدورية على مقربة من جدار الذل و العار المغربي لتصلي صلاة عصر يوم الجمعة قبل مواصلة السير على أثر سيارة توجهت نحوى الشرق و بعد فترة من متابعة الأثر دخل الأخير في حدود الجزائر ليعطي قائد الدورية أمر التراجع عن الأثر و الدخول مجددا في الأراضي الصحراوية لسكتمال عملية التمشيط 
ماهي إلا دقائق عمِلَ فيها أحمد و هو شاب آخر من نفس مخيم الشهيد و جار له على تحريك السيارة المتقدمة بيك طرق و ممرات المنطقة و التي كانت تقل قائد المفرزة أ_ش حتى ساقتها الأقدار إلى مكان أقر سبحانه وتعالى أن يكون موقع استشهاد الشاب البطل سلامة محمد سيد أحمد جامع في مساء التاسع عشر من سبتمبر أيلول من سنة 2014 و هو يقوم بواجبه كفرد من أفراد القوات الخاصة الصحراوية بمنطقة بوقربة شمالي شرق وطنه الصحراء الغربية بعد أن انفجر لغم غادر بمركبة كان يستغلها رفقة رفاقه في تمشيط تلك الربوع الطاهرة من الوطن ليُزف عريساً لشهداء القوات الخاصة الصحراوية و لتصعد روحه الطاهر إلى منازل الشهداء و العليين عند رب العالمين ف يوارى جثمانه الثرى بعد ذالك في المقبرة الجنوبية لمخيم ولاية السمارة في صمت كرحيله الذي أظلمت قيومه بسحاب حزن و فراق لم ينتظره والده محمد الذي حينها كان في اغوينيت المحررة يؤدي مهامه كمقاتل في صفوف الجيش و لا أمه كبل الأمينة السياسية حينها في مخيم دائرة اجريفية بولاية الداخلة....
و لا انا اخوه الذي سارت بي الأقدار بعيداً عن الوطن ليصلني الخبر كساعقة عبر مواقع الأخبار دون أي سابق إنذار....
رحل سلامة كما رحل من قبله آلاف الشهداء و المخلصين للوطن و ترك رحمة الله عليه وسام شرف و عز و وقار على إسمه الطيب بشهادة شرف تكتب و تنطق قبل تسمية أو كتابة إسمه... انه الشهيد سلامة محمد سيد أحمد جامع
سأظل دائما أكرر بأن 
الجبناء لا يصنعون التاريخ أبداً
و ليست كل الارواح قابلة لأن تكون ثمناً لحرية الوطن
الأرواح المقدمة من أجل ذالك هي أرواح غالية و ثمينة جداً معدنها نفيس خلقها سبحانه من أجل أن تكون أحرف الذهب التي تُنقشُ بها حلقات التاريخ و بدمها الطاهر تُسقى عروق المجد فتنمو في ظلها روح الثورة لتُرضع أبناء الوطن من الشهامة و الوفاء ما يكفي لمواصلت درب من سقطوا في ساحات الوغى ذات يوم .
اللهم تقبله من الشهداء وأغفر له وأعف عنه وأكرم نزله وأرفع درجته مع النبيين و الشهداء والصالحين
رحمة الله عليك يا أخي و على جميع شهداء الواجب الوطني
بقلم - أسلوت أمحمد سيد أحمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *