-->

الوضع في الصحراء الغربية وتداعياته على المحيط الاقليمي والدولي في حوار مع الكاتب الموريتاني المتخصص في الشؤون الافريقية السيد إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة في حوار مع الكاتب الموريتاني المتخصص في الشؤون الافريقية السيد إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا نستعرض معه الوضع في الصحراء الغربية وافق الحل من خلال جهود الامم المتحدة لتسوية النزاع عبر مبعوثها الالماني هورست كوهلر، وجولة المفاوضات المرتقبة ديسمبر المقبل بجنيف.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا من مواليد 1976 في مدينة بتلميت بولاية الترارزه بالجنوب الغربي للجمهورية الإسلامية الموريتانية درس الترجمة والعلوم سياسية في جامعتي انواكشوط وداكار، كاتب متخصص في الشؤون الإفريقية مقيم في داكار عاصمة السنغال، له مئات المقالات المنشورة وعشرات المقابلات التلفزيونية 
كان العربي الوحيد الذي غطى ثورة بوركينا فاسو صيف 2014 وينتهج في تحاليله طريقة الاستنطاق الإفريقية للأحداث المستمدة من أحاديث العجائز الإفريقية تحت شجرة الباوباب عرفته ساحة التدوين الموريتانية بجرأته وذائقته الأدبية الرفيعة.
1 مفاوضات او مشاورات في ديسمبر القادم  بين جبهة البوليساريو و المملكة المغربية ماهي توقعات إسماعيل حول هذا اللقاء المرتقب؟
-جواب: أتوقع أن يكون حازما وحاسما بمعنى أن المغرب سيقدم مقترحه للحكم الذاتي بشكل جديد والبوليزاريو سيحافظون على الاستفتاء مع الخيارات الثلاثة مع تعديلات، لكن الأطراف الأخرى خصوصا اسبانيا وموريتانيا قد يقدمان ورقة وسيحاول المبعوث الأممي المزج بين كل ذلك، ولعل مجلس الأمن عند انتهاء مهلة الستة أشهر التي منح للمينورسو يحاول التأثير أكثر على مباحثات ديسمبر المباشرة.
2 اي دور يُمكن لموريتانيا ان تلعبه كونها طرف مراقب؟
-جواب: موريتانيا فاعل جيو استراتيجي ودولة طوق لمنطقة النزاع، تعترف بالدولتين المتنازعتين وهي طرف في اتفاقية مدريد التي كانت مؤسسة للصراع المسلح، ويمكن أن تلعب أكبر الأدوار الممكنة في حل المشكل خاصة في المفاوضات والضمانات ، وأي سيناريو في المفاوضات المباشرة لابد له من موريتانيا وموافقة موريتانيا وإجازة موريتانيا.
3 ماذا ينقص لتوحيد المغرب العربي الكبير؟ 
-جواب: المغرب العربي الكبير فكرة ومطلب جماهيري ، لكن مشكلته تقع في الضفة الشمالية لحوض المتوسط فالجيران الأوروبيون الطليان والاسبان والافرنجة لايريدونه قويا ولايريدونه ضعيفا، وهم القوى الاستعمارية السابقة، ضف إلى ذلك أن الإرادات السياسية المغاربية تفتقد للانسجام وتولد العراقيل أكثر من الحلول.
4 في نظرك لماذا لا نرى سفارة للجمهورية الصحراوية في نواكشوط، و خاصة ان البلدين تجمعهما أواصر الأخوة و الصداقة و حتى العادات و التقاليد و تبادل الزيارات؟
-جواب: اعتراف موريتانيا بالجمهورية الصحراوية ليس مكتملا مالم توجد سفارة صحراوية في انواكشوط وأعتقد أن الحياد الموريتاني الرسمي هو السبب في الإبقاء على مستوى التمثيل على ماهو عليه، وقد تكون الوضعية المذكورة في صالح الصحراويين من مناطق الشتات واللجوء والصحراء ؛ أكثر مما هي في صالح الحكومة الصحراوية نفسها. فالتعالقات الألسنية والعاداتية أقوى من الدول والنظم والحدود، إضافة إلى حالة استاتيكو في الملف التي شكلت هي الأخرى فرملة للوجود الدبلوماسي المتبادل.
5 هل تعتقد ان الالية التي خرج بها الاتحاد الافريقي في قمة نواكشوط، حول القضية الصحراوية يمكنها ان تلعب دور بارز في هذا الملف؟
-جواب: الورقة التي قدم رئيس الاتحاد الإفريقي والآلية المعلن عنها هي محاولة لمد يد العون لجهود الأمم المتحدة، لكنها جسدت في نصها إرادة قارية لحلحلة الأزمة وقد تموت الآلية إذا نجحت المفاوضات المرعية من قبل الأمم المتحدة وقد تبعث إذا فشلت الأمم المتحدة. 
6 حدثنا عن زيارتك الأخير للأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية و لقائك بالأخ الرئيس ابراهيم غالي؟
-جواب: كان ذلك اللقاء مناسبة عظيمة لأسمع فيها وأرى اللاجئ الصحراوي يتحدث بنفسه عن نفسه، وأقف فيها بنفسي على الحالة الصحراوية، تكلمت مع المقاتل والراعي والطالب والحركي المنظم وتلميذ المدرسة في ريف اتفاريتي، وكان الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي قائدا ثوريا عرفت منه الموقف الرسمي دون رتوش وبعيدا عن الكاميرات، وفهمت أنه ورجاله مصممون على اللحاق برفاق دربهم أحياء أو أمواتا؛ بمعنى أن الثلاثة والأربعين عاما من نضالاتهم في سبيل قضيتهم عجنت فيهم حب شعبهم وقوة الحق الذي تشردوا من أجله، وعرفت أن ابراهيم غالي وجماعته ساسة أشداء محنكون وحاذقون وليسوا كما تصورتهم أول مرة ، مرتزقة منشقين ....إلى غير ذلك مما سيق لي كثيرا من مصادر أخرى. كنا نضحك ونتبادل النكت بالحسانية ونختلف ونتفق لكنهم حريصين على إيصال رسائلهم بذكاء وفطنة ودهاء وهي أنني كموريتاني مهتم بالنزاع لست غريبا لديهم وأن تطلعاتي للسلام في شبه المنطقة مشروعة ويتقاسمونها معي. كانوا يرفعون غصن الزيتون ويدهم على الزناد، وكانت ظروف البدو في اتفاريتي صعبة جدا لاماء ولا كهرباء ولا انترنت ولا بنية تحتية سوى المدرسة والمستشفى والمقبرة، رغم أنهم أخبروني أن التفكير على قدم وساق في إعمار ما يسمونه الأراضي المحررة. باختصار كانت المعاني والمشاهد مختلجة ومتداخلة ويضيق المقام عن وصفها. وهنا أجدد الشكر للرئيس الصحراوي ورئيس البرلمان السيد المثقف خطري ولد آدوه على الدعوة الكريمة.
اجرى الحوار : الزميل الصحفي محمد لمين حمدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *