-->

بروكسيل تستضيف أمسية ثقافية حول دور المرأة والشباب في المقاومة الصحراوية


بالتعاون مع كل من اللجنة البلجيكية للتضامن وجمعية الجالية الصحراوية ببلجيكا، نظمت فيدرالية الشباب الاشتراكي التقدمي البلجيكي يوم أمس الخميس ندوة فكرية تحت عنوان: "اخر مستعمرة في افريقيا، دور المرأة والشباب في مقاومة الاستعمار بالصحراء الغربية". الندوة التي حضرها جمع غفير من الشباب والطلبة والمهتمين بقضايا التحرر في العالم، قدم خلالها سكرتير لجنة التضامن البلجيكية، السيد بوريس فرونتيدو عرضا عن تاريخ الاستعمار والاحتلال بالصحراء الغربية منذ مؤتمر الكونغو ببرلين 1984 الى اليوم، حيث أبرز الطابع السلمي للمقاومة في الصحراء الغربية منذ انتفاضة الزملة التاريخية، مرورا بانتفاضة الاستقلال المباركة الى مخيم الكرامة باكديم ازيك. مؤكدا على تشبث الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير.

وبعد الإحاطة التاريخية حول جذور الاستعمار ومسار المقاومة في الصحراء الغربية، قدمت الأستاذة الصحراوية، الأخت سارة محمد لعروسي محاضرة حول دور المرأة في المقاومة الصحراوية، حيث تطرقت الى واقع المرأة تحت الاحتلال من خلال ابراز يوميات المرأة الصحراوية بالمناطق المحتلة وما تعانيه من تعنيف، وانتهاك لحقوقها الأساسية. مؤكدة ان ما روته واقع يومي مرير معيش، قد لا يسمع عنه الرأي العام الأوروبي بسبب الحصار الاعلامي والسياسي المطبق على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
الأستاذة سارة قالت انه على عكس واقع المناطق المحتلة اين ترعرعت، تبقى المرأة الصحراوية في المناطق المحررة ومخيمات العزة والكرامة عماد الدولة الصحراوية والقلب النابض لمؤسساتها الاجتماعية والسياسية. فالنساء الصحراويات ممثلات بنسبة كبيرة في مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وحول واقع الشباب الصحراوي ودوره في المقاومة، عرض الاخ الصالح ولد سيد البشير الى الإحباط وفقدان الثقة من المجتمع الدولي داخل أوساط شريحة كبيرة من الشباب الصحراوي. فبعد أكثر من عقدين من الزمن تبدو المجموعة الدولية عاجزة عن الالتزام بتعهداتها الخاصة بتنظيم استفتاء للشعب الصحراوي حول تقرير مصيره. فالشباب الصحراوي وشعبه لا يطالب سوى بيوم من الديمقراطية ليعبر عن ارادته ويمارس حقه الغير قابل للتصرف والتقادم في تقرير المصير وبناء دولته المنشودة. مبرزا الدور السلبي الذي تلعبه أوروبا حاليا تجاه الصحراء الغربية، وخاصة فرنسا من خلال مقايضة القانون الأوروبي وميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان بمصالح انية ضيقة مع قوة الاحتلال. وهو الشي الذي يزيد من قناعة الشباب الصحراوي يوما بعد يوم باستحالة الحل السلمي للنزاع.
الدبلوماسي الصحراوي ابرز ادور الرائد الذي تقوم به جبهة البوليساريو منذ بواكير الثورة التحريرية، من خلال النظام التعليمي والصحي الفريد من نوعه. والسياسات التقدمية في شتى الميادين. وكذا دعمها للمشاركة السياسية والاجتماعية لفئتي الشباب والنساء. رغم شح الموارد ونقص المساعدات الإنسانية الموجهة لفائدة اللاجئين الصحراويين، والتي تقع أحيانا ضحية للتوظيف السياسي.
وفي الأخير طالب المشاركين في الندوة بضرورة كسر الحصار الإعلامي والسياسي المطبق على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، والمساهمة في الضغط على الحكومات الأوروبية قصد احترام قرارات محكمة العدل الأوروبية الخاصة بعدم ادراج الصحراء الغربية باتفاقات التجارة والصيد البحري مع الاحتلال المغربي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *