-->

المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد إضافة نوعية لعلاقات التعاون بين الجزائر وموريتانيا


يشكل المعبر الحدودي البري الشهيد "مصطفى بن بولعيد" الذي أنجز على مستوى النقطة الكيلومترية 75 جنوب مدينة تندوف "إضافة نوعية" لعلاقات التعاون الثنائية المتميزة في عدة مجالات بين الجزائر و موريتانيا, و تجسد فتح المعبر على الميدان أمس الاربعاء بأول عملية تصدير برا لمنتجات محلية نحو نواكشوط من خلال 24 شاحنة بحمولة قدرها 400 طن.
و مست هذه العملية 220 طن من المنتجات الزراعية و 40 طن من الاجهزة الكهرو منزلية و 120 طن من المنتجات الغذائية و 20 طن من المنتجات الصحية و التي من المتوقع ان تصل الى نواكشوط في غضون عشرة ايام.
و يعد هذا المعبر الذي دشن في 19 أغسطس 2018 تنفيذا للإرادة السياسية المشتركة لكل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وتنفيذا لتوصيات الدورة ال18 للجنة العليا المشتركة للبلدين المنعقدة في 20 ديسمبر 2016 بالجزائر العاصمة أداة لتنمية وتنشيط هذه المنطقة الحدودية من خلال تسهيل تنقل الأشخاص وتكثيف المبادلات التجارية بين البلدين من جهة و بين البلدين ودول غرب إفريقيا من جهة أخرى فضلا عن كونه وسيلة لتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
و في هذا الخصوص أكد رئيس دائرة تندوف عبد الحق بوزيان ل"وأج" بأن هذا المرفق الهام يشكل "مكسبا اجتماعيا وثقافيا و وسيلة لترسيخ الروابط الإجتماعية والثقافية والتاريخية المشتركة بين سكان البلدين ويكتسي أهمية إستراتيجية بخصوص العلاقة بين الجزائر وموريتانيا من خلال نوعية الخدمات التي سيقدمها سيما في المجالين الإقتصادي والأمني".
و أكد ذات المسؤول أن هذا الإنجاز سيساهم في استحداث حركية إقتصادية ويضمن تحقيق تنمية المناطق الحدودية بين البلدين.
وتم الحرص -يضيف المتحدث- من أجل تشكيل فرق عمل مشتركة بين الجزائر وموريتانيا من أجل إنجاز مخطط عمل تنمية المناطق الحدودية المشتركة وفق تصور واقعي وأهداف واضحة ومشاريع قابلة للتجسيد تعود بالمنفعة المتبادلة على البلديني لافتا إلى أن هذه المنطقة تزخر بقدرات كبيرة لتحقيق المزيد من الإنجازات وبلوغ تطلعات سكان المنطقة.
وقد ثمن سكان تندوف فتح هذا المعبر الجديد الذي سيحول -حسبهم- الولاية إلى جسر تجاري إستراتيجي فضلا عن أهميته الإجتماعية في تمكين الساكنة من تبادل الزيارات بين أقاربهم سيما و أن الدولة سخرت جميع الإمكانيات المادية والبشرية من مصالح إدارية وأمنية و وسائل راحة وتجهيزات عصرية لتسهيل حركة الأشخاص بين البلدين.
-- إعطاء أهمية بالغة لتنمية المناطق الحدودية --
و كان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي قد أكد لدى إشرافه رفقة نظيره الموريتاني أحمدو ولد عبد الله على تدشين المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يولي أهمية بالغة لتنمية المناطق الحدودية بما يعود بالنفع على كل سكانها وذلك انطلاقا من المبادئ السامية للدولة الجزائرية المبنية على حسن الجوار والتعاون المشترك لتحقيق تنمية هذه المناطق.
كما أبرز السيد بدوي استعداد الجزائر الدائم لتبادل الخبرات وبرامج التعاون مع موريتانيا الشقيقة بهدف مواجهة "التحولات العميقة والمتسارعة وتنامي الإجرام العابر للحدود", مؤكدا أن هذا الحرص نابع كذلك من كون هذه المناطق "جسور تواصل وفضاء لتقاسم الروابط التاريخية وصلة القرب و وحدة المصير".
و تنفيذا لتوصيات اللجنة العليا المشتركة للبلدين تم إنشاء فرقة متعددة المهام للجمارك على مستوى المركز الحدودي البري الشهيد مصطفى بن بولعيد لمرافقة الحركية الإقتصادية وأيضا مكافحة الجريمة العابرة للحدود.
و قد أحصت ذات المصالح خلال الفترة الممتدة من 19 أغسطس إلى غاية 5 ديسمبر الجاري خروج 140 شخصا و دخول 217 آخرا إلى جانب إصدار 133 سند عبور ومعالجة 134 سند عبور لمركبات حسبما أوضح من جهته رئيس مفتشية أقسام الجمارك بالولاية شهيلي ياسين.
كما تم خلال نفس الفترة المذكورة تسجيل خروج القافلة التجارية للمشاركة في معرض المنتوج الجزائري الذي نظم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط مؤخرا و المتكونة من 47 شاحنة محملة بمختلف المنتوجات و البضائع إلى جانب تسجيل عملية تصدير نهائي لمنتوجات جزائرية تتمثل في مادة البسكويت بكمية مقدرة ب 15 طن و أجهزة إلكترونية و كهرومنزلية بالإضافة إلى مادة البصل الأحمر بكمية مقدرة ب 150 طني وفق ذات المصدر.
كما يشكل التنسيق بين جهازي الحماية المدنية وإتفاقية التعاون اللامركزي بين الجهازين على مستوى بلدية تندوف (الجزائر) وبلدية أوبريد (موريتانيا) أيضا مكسبا آخرا للتعاون بين البلدين كما أوضح من جانبه مدير الحماية المدنية بالولاية أحمد با أدجي .
وأعرب ذات المسؤول في هذا الصدد عن أمله في أن يكون هذا المعبر الحدودي "أداة لتحقيق التكامل والإندماج المغاربي بما يخدم مصالح شعوب بلدان المغرب العربي عموما".
و يتشكل المعبر الحدودي البري الشهيد مصطفى بن بولعيد على 49 وحدة من البناء الجاهز منها 46 مكتبا مخصصا للقيام بجميع إجراءات الدخول والخروج من التراب الجزائري بالإضافة إلى أربعة مواقف للسيارات وعدة مرافق مخصصة للراحة.
المصدر: واج

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *