-->

الطالب الصحراوي :الرهان والتحديات.


جسد الشهيد الولي مثالا للطالب الصحراوي الباحث عن العلم والمعرفة ،المتميز في أشياء كثيرة ،الطالب الذي يحمل فكرا وقضية وتتحدث بنات أفكاره عن واقع كان وآخر مطابق تماما لتحليله آنذاك أصبح واقعا اليوم ولازالت أخرى تنتظر المستقبل لتظهر جلية للعيان ،هكذا رسخ الشهيد الولي في أذهان أبناء وبنات شعبه، وحتى في أذهان غيرهم من الأحرار ،صورة الطالب الشجاع ،الذي يجاهر بمواقفه دون تردد وبحكمة وعقلانية الطرح، وكيفية إيصال الفكرة الى مختلف النخب ، رحل الشهيد إلى جنان الخلد تعاقبت الأجيال ولكن بقي هناك الإرث ا،لذي استدعى من الطالب الصحراوي أن يمتلك الجرأة والقدرة على صنع المفاجأة، وقلب الموازين، وكل ماهو متعارف عليه من قوانين أثناء المواجهة المباشرة مع الطرف الآخر في عرينه ، ليس فقط من أجل إيصال رسالة أوفكرة معينة، ولكن من أجل إستغلال ماترتب عنها أي من أجل ماهو أعمق وأشمل وأكثر جرأة ، إختار الشهيد الولي لحواره وشجاعته في طرح رؤيته وفكره النخب من أعلى الهرم فخاطب الزعماء والرؤساء ،الأساتذة ،
الأكاديميين ،الطلبة ، الجماهير البسيطة ،واختار الطلبة أن يأخذوا نصيبهم من المواجهة ويتوجهوا الى النخبة السياسية والأكاديمية والطلاب من أبناء الجار الشمالي الذي يحتل أرضنا منذ 43 عاما ،والذي سنجد أنفسنا وإياهم نناقش ونبحث عن سبل التعايش والاحترام المتبادل بيننا بعد إنسحابه من أرضنا من أجل منفعة الشعوب والأمم القريبة منا والبعيدة.
لقد اكتسب الطلبة الصحراويون من خلال تشبثهم بفكر الولي الذي وصل إلى شغاف القلب والذاكرة وبقيت افكاره متجذرة سرمدية التأثير أي إلى منتهى الحياة ،إن قدرة الطالب الصحراوي على أن يكون سفيرا لشعبه وقضيته رهينة بالتأكيد بمدى تشبعه وطول نفسه وصبره من أجل ان يصل هدفه بسلاسة ووضوح وتركيز تام ،وكان لابد للطالب الصحراوي أن يخاطب النخبة لأن درجة الوعي أكثر قابلية لإمتصاص ماتتلقاه من مفاجآت يحترم فيها أولا الجرأة والشجاعة وقوة الطرح وصدق الكلمات والتي تشكل عناصر صنع المفاجأة التي ستزهر بعد ذلك بالنتائج التي حمل الطالب الصحراوي على عاتقه مسؤولية إيصال الهدف بإتقان ورزانة من اجل الحصول عليها ،يمتلك الطالب الصحراوي سلاحا مهما وهو قوة الحق وماعليه سوى صقل مواهبه في كيفية إستعمال هذا السلاح ،بشكل موجه ودقيق ليعطي ثمرة النجاح في الأخير على إختراق الحواجز، التي تضعها الأنظمة الاستعمارية، حتى لايتسلل نور الحق إلى شعوبهم، ونخبهم على وجه الخصوص لأن النظام الاستعماري يدرك جيدا أن النور يمحو ظلمة الجهل ويمهد الطريق لبزوغ شمس الحقيقة حتى يشعر بدفئها كل من يتوق لمعرفتها أو حتى من تملكته شكوك صحتها من العدم ،إذن يستطيع الطالب الصحراوي بفضل عناصر المفاجأة التي يخلقها في المواقع الجامعية وخط التماس مع النخب والتي ترتكز بالأساس على الشجاعة والجرأة وإمتلاك زمام المبادرة واخيرا الإستماتة في الدفاع عن الرأي بكل مايتطلبه ذلك من تضحية وثمن لكي ينجح ، يبقى في الاخير للطالب الصحراوي أن يدرك
أن النخب تقود الجماهير الى الفعل الوطني وعليها أن تكون في المقدمة لتحمل مشاعل النور في يدها تتقدم القافلة وتسير على النهج القويم ،فكما لفكر الطالب الصحراوي دور كبير في التوعية والتكوين السياسي للجماهير فإن إحتكاكه بها ونزوله للشارع لتجسيد فكر الشهيد الولي قولا وفعلا سيساهم بالتأكيد في رسم خطوات سريعة منظمة ومتناغمة ،خطوات حكيمة ومؤطرة ،خطوات جريئة هادفة ومركزة تصنع الفرق وتختصر المسافة بإتجاه الهدف المنشود . إن الأمثلة كثيرة في مختلف المواقع الجامعية وخصوصا المواقع التي كان لها النصيب الأكبر من الاحتكاك مع السلطات المغربية أكادير،مراكش والرباط وفي هذا الموقع انبرى بالأمس الطلبة الصحراويون ليكرروا نفس المعادلة في مجابهتهم لمختلف التيارات الفكرية والسياسية حيث ان الطلبة الذين يمتلكون الحس الوطني والوعي التام بقضيتهم وبأبعاد الصراع بينهم ومختلف المشارب التي تتعلق بأهداب نظام الاحتلال وتدافع عن فكره التوسعي ،في المداخلة حوصر الإحتلال المغربي وقدمت للجميع البراهين والحجج التي تدحض الاكاذيب وتفند الأطروحات في كلية من اعرق الكليات المغربية حيث يتواجد أساتذة كان لهم نصيب كبير في ولوج الدكاكين الحزبية والتيارات السياسية المختلفة فكان لابد للأذهان ان تستعيد شريط ذكريات من التحدي الذي جسده في سبعينيات القرن الماضي الطالب الولي مصطفى السيد ورفاقه ، مافعله محمد بالأمس ورفاقه دليل ساطع على أهمية التسلح بكل مامن شأنه أن يرسم معالم وحدود الأشياء، ويسميها بمسمياتها الصحيحة ،فلا يمكن ان يبقى إجترار أفكار الدعاية المخزنية مثل (الحكم الذاتي،الصحراء في مغربها ) حاضرا في حين ان الواقع هو شئ مغاير تماما ،فليست هناك دولة تعترف للمغرب بسيادته على أرض الصحراء الغربية ،وهناك أراضي محررة تخضع لسلطة الدولة الصحراوية، وليس من المنطقي أن يجلس المغرب جنبا الى جنب مع الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الافريقي، ويدعي انه لا يعترف بها بصورة ضمنية ،ثم إن الحديث عن المفاوضات، كان يجب ان ترسم خطوطه، ويسطر تحت مصطلحاته، بعناية فالمغرب لايفاوض الأمم المتحدة ولا الجزائر ولاموريتانيا، البلدين الملاحظين بحكم ارتباطهما بالصراع ،بل إنه يتفاوض مع جبهة البوليساريو ،كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي ومن يدعي غير ذلك فهو يكذب على نفسه ،حتى وان حاول المغرب التشويش على المشهد العام ، لقد نجح الطلبة الصحراويون في هذا الموقع العتيد، على وضع النقاط على الحروف، حتى يتجلى لمن يحاول تسخير وسائل دعايته الكاذبة، حجم وقوة البرهان المقرون ،بشجاعة الرأي لدى أبنائنا في الجامعات ومدى وعيهم بالدور المنوط بهم في قضيتنا العادلة .
موقع وزارة الارض المحتلة والجاليات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *