-->

تواتر الأكاذيب: البترول، انبوب الغاز من نيجيريا، والقمر الصناعي و طرد الدولة الصحراوية


حتى تحافظ المملكة المغربية على توازنها السياسي في الداخل تعمد، منذ مجيء الملك محمد السادس إلى الحكم سنة 199م، إلى استراتيجية تنويم المغاربة بانجازات هي في الحقيقة أوهام. وحتى لا يتمكن الشعب المغربي من الوقوف على حقيقة هذه الانجازات التي هي في الأصل وهمية، تلجأ المملكة، عادة، إلى مشاريع لا يمكن ملامستها ولا مشاهدتها ولا الاستفادة منها ولا الوقوف عليها. يتم بناء تصور هذه المشاريع الوهمية بالعزف على نفسية المواطن المغربي. فمن اولويات واحلام المواطن المغربي أن يتم اكتشاف البترول، والغاز وأن يتم القضاء على الجمهورية الصحراوية وهزيمة الجزائر، وان يتم ربط المغرب بإفريقيا وتتم العودة الى الاتحاد الافريقي وتحقيق العدالة. إذن، كل المشاريع الوهمية التي ابتكرها النظام المغربي تصب في هذا الاتجاه، لكنها غير حسية وغير ملموسة. فحين تم الكذب على المغاربة باكتشاف البترول سنة 2000م، والغاز سنة 2007م، واكتشاف البترول في بحر بجدور سنة 2013م، خرج المغاربة إلى الشارع يحتفلون بهذه الاكتشافات غير الموجود أصلا. وحين أعلنت المملكة في كل أنها وقَّعت عقد شراكة مع نيجيريا لمد أنبوب الغاز، وأنها أعادت العلاقات مع جنوب إفريقيا، ومع كوبا وأنها طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الافريقي خرج المغاربة يحتفلون، لكن في الأخير أكتشفوا أن كل هذا وهم. لنعرج على جملة المشاريع الوهمية المغربية التي لا يمكن للمواطن المغربي التأكد منها:
كذبة القمر الصناعي المغربي:
حتى بعد أن بدأت الاشياء تتضح أكثر في الشارع المغربي، وبدأ الوعي يدب في امخاخ المغاربة، واصلت المملكة سياسة الهروب إلى الأمام في الكذب وتنويم الشعب المغربي بمشاريع لا يستطيع المغاربة ملامستها، إنما يسمعون بها ويشمون رائحتها ليفرحوا بتقدم هو في الخيال فقط. الكذبة الجديدة التي طبلت عليها المملكة مؤخرا هي كذبة القمر الصناعي الفضائي محمد السادس المزدوج الذي لا أصل له في الحقيقة، إنما هو عبارة عن كذبة إعلامية.فحقيقة القمر الصناعي المغربي انه هو مجرد بالون هوائي لا وجود له في السماء ولا في الأرض ولا بينهما. فالمغرب غير قادر ماليا ولا أمنيا على القيام بإرسال قمر صناعي للتجسس، وقضية انه قمر مخصص للتجسس على تحركات البوليساريو والجزائر هي كذبة أخرى من الحجم الكبير. إذن، القمر لا وجود له وهو نصر وهمي مثله مثل "نصر" طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الافريقي أو مثل "انتصار" تغيير مواقف جنوب افريقيا وكوبا ونيجيريا، او مثل اكتشاف البترول ومد انبوب الغاز وو.
2- كذبة طرد طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الإفريقي
حين لم ولن يتم اكتشاف البترول في المغرب، ولم ولن يتم مد الانبوب الاسطوري السحري من نيجيريا، هربت المملكة إلى انجاز أخر وهمي: بدأت بتحضير الشعب المغربي لمعركة "مصيرية" وهي طرد الجمهورية الصحراوية من منظمة الاتحاد الإفريقي في غضون شهرين، وحمل جنوب إفريقيا على سحب اعترافها بالدولة الصحراوية. فحتى يتم تحقيق ما وعدت به المملكة المغاربة "بطرد" الدولة الصحراوية من الساحة الإفريقية قامت بتبذير ملايين الدولارات على الدول الإفريقية كي تقف معها لكن كل ذلك تحول إلى سخرية. الآن المغاربة يتساءلون عن مصير الملايين التي يتم صرفها على الدول الإفريقية التي تأكل الغلة وتبصق على الملة.
الواقع غير ذلك ويبدد الضباب السياسي المغربي: جنوب إفريقيا أصبحت هي الدولة القوية المدافعة عن قضية الشعب الصحراوي العادلة في المحافل الدولية، وتغيرت المعادلة بعد أن أصبحت الأمم المتحدة تستمع إلى دولة جنوب إفريقيا في الاتحاد الافريقي مثلما تستمع إلى المانيا في الاتحاد الاوروبي وتستمع إلى البرازيل في امريكا اللاتينية، أما نيجيريا فكل المعطيات تؤكد أنها فسخت عقد توصيل الغاز الى المغرب بعد أن ظهر أن أمكانية التعويل على أنبوب الجزائر هي أكثر جدية من التعويل على انبوب خيالي لن يمر من المغرب.
3- مشروع وكذبة أكتشاف البترول
في الواقع المغرب الملكي ظامي ظمأ نوق البيداء للبترول، وأول حلم وآخر حلم للمواطن المغربي المطحون هو أن يستيقظ يوما ويجد بلاده أصبحت بلدا منتجا ومصدرا للبترول ولما لا الغاز. فهذا الظمأ للبترول استغلته مملكة المخزن ووظفته توظيفا بارعا باللجوء إلى إعلان أكتشاف البترول على الملأ وفي أكثر من مناسبة. ففي سنة 2000م، سنة تقريبا بعد تولي محمد السادس زمام الأمور، خطب هذا الأخير في شعبه بمناسبة عيد العرش، ووعده أنه سيفاجئه بأكتشاف سيغير حياته تماما ويغير من واقعه، وهو أكتشاف البترول. خرج الشعب إلى الشوارع يحتفل ويحتفي بأكتشاف البترول ويصدح نكاية بالجزائر "العدوة"، ويتوعدها أنه لن يسرق ولن يُهرب البترول مرة أخرى من حدودها، لكن لم يتغير أي شيء، وبقي المغربي على الحدود الجزائرية يساير حماره كل يوم محاولا سرقة لترات من بترول الجارة الغنية. مضت سبع سنوات والمغاربة ينتظرون أن يحفر لهم ملكهم آبار النفط التي وعدهم بها ليتفجر البترول ويعم الأرض، لكن بقيت تلك الأرض ظمأ مثلما خلقها الله مثلما بقى المغاربة عطشى. في سنة 2005م، أعلن الملك المغربي من جديد، وهو يقف في صحراء على الحدود الشرقية أنه يقف على فوهة البئر التي وعدهم بها منذ سبع سنوات.. ورغم خروج الشعب المغربي ابتهاجا بالاكتشاف الذي سيغير وجه المغرب إلإ أن شيئا من هذا لم يحصل، وعاد المغربي إلى حماره يسرق ويُهرِّب لترات البترول من الحدود الجزائرية.. في سنة 2017م وقع المغرب وشركة كوسموس اتفاقا يقضي بالتنقيب عن البترول في بحر مدينة بوجدور، لكن كل ذلك كان سراب ولم يعد أحد يسمع بشركة كوسموس في بحر بوجدور.
-2) كذبة أنبوب خط فزفاز الغاز من نيجيرريا
بعد أن لجأت المملكة إلى عامل الوقت والنسيان للتخلص من كذبة أكتشاف البترول في المغرب، وكذبة تحويل المغرب إلى بلد بترولي، عادت لتكذب من جديد وتستعمل هذه المرة الغاز كعنوان للكذبة الجديدة التي هي أشبه باسطورة . فالظاهر أن مملكة المخزن تعرف جيدا هوس المغاربة بمادة البترول والغاز وحلمهم بها وموتهم وراء رائحتها ووراء البحث عنها. في سنة 2017م أعلن الملك لشعبه أن سيجلب له البترول والغاز ولو من الأرض التي يَبْيَضْ فيها الغراب- يصبح أبيضا-. الأرض الموعودة التي سيتم جلب البترول منها هي أرض نيجيريا. ونيجيريا هي دولة عدوة بالنسبة للمغرب بسبب أنها، مع الجزائر وجنوب إفريقيا، تشكل نواة دول محور دعم قضية تقرير الشعب الصحراوي. المسافة بين المغرب ونيجيريا هي تعد بالآلاف، ولنتصور- فقط نتصور- أنه سيتم مد الأنبوب مرورا بثلاث دول حتى يصل إلى المغرب. هل يوجد شخص على وجه الأرض يمكن أن يصدق أن البترول سيصل يوميا من نيجيريا إلى المغرب عبر الصحاري.؟ فروسيا العملاقة في ميدان البترول عجرت عن مد أنبوب طول 500كلم إلى اوروبا فكيف سيتمكن المغرب ونيجيريا من فعل ذلك.ورغم أن المغاربة المهوسين بالحلم بالبترول خرجوا إلى الشارع احتفاء بجلبه عبر انبوب اسطورري من نيجيريا إلا أنهم سيكتشفون، بعد مرور سنوات، أن ملكهم كان يكذب عليهم فقط ويمزح. تم الإعلان في نيجيريا أن انبوب الغاز المار من المغرب ليس عمليا، وتم توجيهه إلى الجزائر.
-3) كذبة الجهوية الموسعة
حين أشتد الخناق على المملكة في الداخل والخارج أعلنت للمغاربة سنة 2007م أنه سيتم تنفيذ مشروع ديمقراطي كبير هو الجهوية الموسعة، وأنه سيمنح للجهات شبه حكم ذاتي تكون لها فيه الكلمة الأولى والأخيرة، وأن المركزية انتهى عهدها، وبدأ عهد الحرية والديمقراطية والانفتاح التسيير الذاتي، لكن إلى حد الآن- مضت الآن عشر سنوات- لم يتم لا تطبيق ولا تنزيل الجهوية الموسعة ونساها المغاربة مثلما نسوا قضية أكتشاف البترول التي تحولت إلى كذبة من العيار الثقيل..
4) كذبة من طنجة إلى لكويرة
منذ 1975م والمملكة تكذب على شعبها وتوهمه أنها تسيطر على الصحراء كاملة بما في ذلك مدينة لكويرة أقصى نقطة في الصحراء الغربية جنوبا. في الصيف الماضي بعد اندلاع أزمة الكركارات استيقظ المغاربة على هول وحقيقة الكذبة: مدينة لكويرة التي تم إدراجها في الاناشيد الوطنية المغربية على أساس أنها رمز السيطرة على كامل الصحراء الغربية تقع تحت سيطرة جبهة البوليساريو، ورئيس هذه الأخيرة يتجول فيها محاطا بجيش مسلح متأهب للحرب.
بعد أربعين سنة يستيقظ المغاربة أن لكويرة هي أرض تابعة للجمهورية الصحراوية ويسيطر عليها الجيش الصحراوي.
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *