-->

الأسف على الحال والمآل ..


فيما يواصل العدو حشد الدعم لمواقفه .. يواصل تحركاته في كل مكان .. شراء الذمم .. شراء المساحات في الإعلام الدولي المؤثر .. كتابة المقالات حتى في أنتن صحيفة في أصغر بلد في العالم من أجل إقناع المجتمع الدولي بمواقفه من النزاع .. يواصل عقد الندوات الدولية وإستقبال كبار الضيوف .. يواصل حتى خرق وقف إطلاق النار وبناء المزيد من الجدران والتحصينات العسكرية .. 
فيما يحدث كل ذلك من حولنا وبالقرب منا نواصل نحن صناعة الفشل .. مشاكل داخلية لا تعد ولا تحصى .. نزاعات .. خصومات تافهة بين القياديين أنفسهم تغذيها الرغبة في السلطة والجلوس على الكراسى حتى الموت وحب التملك بغير وجه حق والقبلية وإرث الماضي التعيس والحاضر المقرف في غياب الفكر والنضج والتوجه نحو المستقبل وصنع السياسات وبناء الإنسان .. خصومات بين القيادين والشعب وبين أفراد الشعب أنفسهم يغذيها الظلم والحرمان والفوارق الإجتماعية وغياب السلطة والقانون والعدالة وتردي الظروف .. نزاعات تعيسة في مواقع التواصل الإفتراضي وجلسات آسواقة تغذيها الأحقاد والجهل والتعصب والتمييز والعنصرية والعقلية "الدونكيشوتية" والبطالة والفراغ القاتل وتكسار لصباع وطول الإنتظار .. 
يواصل المغرب خداع العالم وهو ينجح في ذلك .. ونواصل نحن خداع أنفسنا ونحن أيضا "ننجح" في ذلك ..
ويبقى السؤال الكبير .. هل نجح المغرب فعلا .. لا لا لم ينجح او على الأقل ليس بعد .. ولكن نحن ومع الوقت ننزف فشلا ولقد فشلنا .. هذا مؤكد .. !! .. 
قلت ذات مرة أنه وفي غياب صوت الرشاشات والمعارك الكبيرة والمشرفة في ساحات الوغى حضرت وأرتفعت الأصوات الفارغة والتافهة وكثرت بيننا المعارك الصغيرة والجبانة والمصطنعة، ووسط أجواء وظروف تعيسة كهذه يبقى العدو وعلى أرضنا متفرجا يرقص على أنغام ضعفنا وسذاجتنا وقلة حيلتنا، يقمع ويقطع الأرزاق ويسجن أبنائنا واحدا تلوى الآخر يسحل نساءنا ويعريهم في الشوارع والأزقة ضاربا عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية، ينهب الثروات ويكرس ويقوي إحتلاله للأرض والإنسان فيما نصبح نحن مادة للسخرية متوهمين عدوا يسكن بيننا، ولتصبح حكايتنا شيئا فشيئا مثيرة للشفقة كحكاية “الدون كيشوت” الذي مات وهو يصارع الطواحين الهوائية متوهما وجود عدو شرير يجب مقاتلته وليخوض معارك طاحنة دفعا لشر هذا العدو الوهمي ونصرة للحق والعدل الوهميين، نتجادل بشكل مثير للإشمئزاز وبكل كراهية وحقد وضقينة وقبلية .. 
لقد أصبحنا أضحوكة كل واحد منا عدوا للأخر بينما يمضي العمر مسرعا والتاريخ الذي لا يرحم يسجل ويكتب عن شعب خدع نفسه بنفسه فأخذ الزمن من أيامه وزاد من معاناته ومن آماله وزاد في تكسر أحلامه وأخشى أن يسطوا هذا الواقع التافه والسخيف والرديء على ما تبقى من أحلام جيل بأكمله المتوارية بعيدا في أذهانه عن وطن للجميع وقضية مقدسة أسمى من الأشخاص وحرية أكبر من كل الحواجز والمخاوف وهدف يعلوا عن أي تقزيم، وتغدوا يا وطني كابوسا بعد أن كنت أحلا وأجمل وانقى الأحلام منذ الصغر ..
ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق .. 
*عبداتي لبات الرشيد*

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *