-->

(وثائقي التزييف ) .. الدروس ؟


تابعت كباقي الصحراويين الوثائقي الذي نشرته قناة ميدي 1 المغربية و الذي أشرفت عليه " صحفية " إسبانية , حيث حاولت من خلال عملها هذا وضع مقارنة مزيفة بين مخيمات اللاجئين الصحراويين و المناطق المحتلة . صراحة لن أتحدث عن الأخلاق , لأن هذه هي الحرب لا وجود لشيء إسمه الأخلاق أو مبادئ المهنة في إعلام يدافع عن دوله و أنظمته مهما كانت مواقفها . حتى الان لا وجود لأي ردة فعل غير بعض الردود الكتابية أو المصورة مع احترامنا لهذه المبادرات الوطنية . 
ولكن لو كان لنا فعلا إعلام صحراوي قوي إذا ضرب الحائط جعله حطاما لما مر " وثائقي التزييف " هكذا مرور الكرام , ولتم فعل عمل إعلامي صحراوي مقاوم مؤثر يستهدف نقاط الضعف المغربية الكثيرة , خصوصا أن الإعلام الصحراوي المقاوم لن يلجأ للتزييف أو قلب الحقائق في تناوله لمواضع المغرب الداخلية أو تلك التي لها علاقة بالصحراء الغربية لأنه أين ما ذهبت في تناول مواضيع المغرب ستجد نقاط كثيرة يمكن فضحها , ولكن للأسف يجب أن نقول أن إعلامنا لازال " واحل " في صياغة خبر من فقرتين ! 
الإعلام الصحراوي المقاوم يعيش اليوم بين العديد من الإشكاليات: الإشكال الأول غياب استراتيجية واضحة تحدد خارطة الطريق ,و انعدام خلق أي علاقة تنظيمية بين عمق الدولة الصحراوية و هذا الإعلام لتوفير قاعدة بيانات ( تاريخية - مرحلية ) ضخمة يمكن استغلالها في أي عمل كبير , وهذا يحتاج توفر الثقة بين السلطة و الإعلام . و الإشكال الثاني أنه حتى الان لا يمكن اعتبار الإعلام الصحراوي أولوية في سياسات الدولة , لإنه لو كان فعلا لوفرت له أبسط الأساسيات على الأقل , و الدليل البسيط أن أصبح إعلام كوردستان وبعض الكيانات التي تعتبر ضعيفة متفوقة على إعلامنا الرسمي و الموازي للأسف . 
وبالعودة " لوثائقي التزييف " الذي أنتجته القناة المغربية السالفة الذكر , فيجب أن نفهم أن المستهدف من تلك الأعمال ليس " العارف " بل المستهدف هو " الغير عارف " , بتالي منطق ( ذا ماهو حك و "الرجلي" راهو عارف ) هو منطق ما مسول عنو حد فهندسة الوثائقيات الموجهة بشكل يظهر لنا كصحراويين وبعض العالم أنه تزييف , ولكن بعض العالم الاخر _ الي معلوماته عنا قليلة _ يمكنه التأثر به وهذا بحد ذاته خسارة إعلامية لنا جميعا . 
يجب على الجميع أن يفهم أنه مهما كان نضالنا قوي , ومهما حققنا من الإنتصارات ... بدون إعلام لن تكون الهجمة النضالية متكاملة خصوصا في هذا العصر, لهذا نعاني من غياب كتائب إعلامية حقيقية مرافقة للإنتصارات التي تحقق ديبلوماسيا و وعلى الارض , وهو ما جعلنا نلجأ أحيانا كثيرة للقنوات الدولية أو المواقع العالمية لتناول تلك الإنتصارات لعل المرافقة الإعلامية تكون أفضل و أشمل من تلك التي يقوم بها إعلامنا بجيمع أشكاله .
ختاما هناك معادلة علاقة بالاعلام إذا لم نطبقها فلن نحقق شيء , و المعدالة تقوم على ( تكوينات من خبراء + ملايين فوق ملايين + تعاون في المعلومات و الوثائق بين السلطة و الإعلام = كتائب إعلامية قوية ) , وأي شيء غير هذا يساوي البقاء في معادلة ( نص و خبر + أيتها الجماهير = الروتين و التراجع للخلف ) .
مبارك سيدي أحمد مامين .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *