-->

شهداء الثورة الصحراوية وضرورة كتابة التاريخ


اعادت انتقادات وزير شؤون الارض المحتلة والجاليات البشير مصطفى السيد للاجتماعات القبلية والحنين الى تاريخ ما قبل الثورة التحريرية في الصحراء الغربية وظهور الفكر الوطني على انقاض سطوة القبيلة وحكمها وحديثه عن شهداء الثورة الصحراوية اعادت الجدل حول كتابة التاريخ وضرورة توثيق الملاحم الوطنية ضد الاستعمار الاجنبي.
ووضع الاجيال امام تاريخ شعبهم وامتهم بما يعينهم على الاستفادة من دروسه وعبره وتمجيد رموزه وملاحمه ضد الاطماع الاستعمارية التي ظلت تتردد على الصحراء الغربية خلال القرون الماضية.
وإن كان السياق الذي جاءت من خلاله تصريحات البشير مصطفى السيد في رده على من يحن الى زمن الانتماء للقبيلة وتمجيدها والنفخ في وضعية الشتات قبل بلورة الفكر الوطني في صهر كل هذا التشرذم الذي جذره الاستعمار في كيان وطني، منقدا بشدة من يعيد الحنين الى تلك الازمنة. 
حيث قال انه منذ تأسيس الجبهة الشعبية اصبح هناك حلم واحد وهدف وحيد للشعب الصحراوي وهو بناء كيان وطني عصري كباقي شعوب الارض واصبح شعب بدلا من قبائل واصبح امة واعية لها مكانتها في التاريخ ولها اهدافها الاستراتيجية التي تضمن بقاءها ومكانتها وعزتها واحترامها كما قال الشهيد الولي مصطفى السيد خروج هذا العنصر من العدمية ليدخل في عمق التاريخ ويحتل مكانته ضمن موكب الامم برجاله ونسائه المؤمنين بالحق في الوجود لهم قدرتهم على تحقيق هذا الحق بين الامم بدون عقدة تخلف او نقص من اي شكل كان.
واضاف انه "منذ تأسيس الجبهة الشعبية واعلان الجمهورية الصحراوية لم يعد الفخر للقبيلة بل اصبح الفخر والاعتزاز بمعتقلي اكديم ازيك وشهداء القضية الوطنية من اجل الاستقلال ومن اجل كيان صحراوي وليسوا شهداء توفوا مع المغرب او موريتانيا او اسبانيا او فرنسا او تحت راية اخرى غير راية الشعب الصحراوي من اجل بناء كيانه المستقل"
منبها الى انه ليس من المصلحة الوطنية اعادة الحديث عن تلك الحقب التي كان الحكم فيها للقبيلة والفخر بامجادها يعد من اللغو ولهو عن ذكر الله وعن الوطن ومكاسبه والافاق التي فتحتها هذه المكاسب والاهتمام الدولي به والمصير الذي يعقد مجلس الامن الدولي حوله اربع اجتماعات خلال الشهر الجاري.
وتعتمد جبهة البوليساريو في ادبياتها ان اول شهيد في الثورة الصحراوية هو البشير لحلاوي الذي سقط شهيدا ضد الاستعمار الاسباني يوم 4 مارس 1974 وتخلد هذه المناسبة كيوم وطني لكن دون نفي تاريخ المقاومة الوطنية وشهدائها في كليب الفرتونة سنة 1912م ضد الاستعمار الفرنسي حيث سقط سبعة شهداء او شهداء انتفاضة الزملة التاريخية 1970 ضد الاستعمار الاسباني حيث سقط شهيدان وغيرهم من شهداء المقاومة الوطنية وقد سئل مسؤول امانة التنظيم السياسي حمة سلامة خلال تنشيطه ندوة صحفية بالارشيف الاعلامي عن سبب اختيار تاريخ استشهاد البشير لحلاوي كمناسبة لاول شهيد صحراوي في ظل وجود شهداء قبل هذا التاريخ فاحال الاجابة لسالم لبصير الذي اكد بدوره ان المناسبة تخص شهداء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب حيث يعتبر البشير لحلاوي اول شهيد في تاريخ الجبهة وليس في تاريخ الشعب الصحراوي وان القيادة السياسية للجبهة شكلت خلال المؤتمر العاشر لجنة لكتابة التاريخ لكن لم تستكمل إعداد ما كلفت به.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *