-->

ذكرى نجم سطع في سماء المقاومة الزاخرة بالبطولات والامجاد

في ذكراه يصعب الحديث عن مناقب رجل شهم خاض غمار القيادة من منافذ عدة، فهناك محمد الخطيب الذي نهل من معين الثورة الزلال ومحمد الفاضل الذي تشبع بقيم واخلاق شعبه، وهناك محمد المواطن البسيط المتواضع، ومحمد المقاتل، محمد الرئيس، محمد القائد، لكن الثابت في كل تلك الصفات والمنافذ والمجالات ان الراحل كان نبراس عصره وبرحيله أفل نجم سطع في سماء المقاومة الزاخرة بالبطولات والامجاد. 
ترعرع كشجر الطلح العنيد بين صخور وبطحاء زمور وتيرس، مقاتلا صلبا تهابه القذئف والرصاص، راكم التجارب وخاض المعارك وحصد المكاسب من عمق المحافل وساحات الوغى، ملهما الرفاق والأجيال والحليف والاصدقاء.
عاش حياة الحرب مقاتلا شجاعا لا يشق له غبار، مقداماً لايهاب المنايا، بطلا محبوبا بين الرفاق، حتى شاع صيته.
وأمسك دفة الحكم في زمن السلم قائدا محنكا ومرشدا منيرا ومعينا متدفقا لاينضب من العطاء ومورد عذب زلال لينابيع الحكمة وفقه المجتمع، تنهل الاطر من صنيعه كل معاني الوطنية والوفاء. 
قاد الحركة والدولة بمركزية شكلت مصدر استقرار للنظام السياسي وعززت اركان الحركة والدولة في شخص الفرد وغضت الطرف عن روح المبادرة في الفرد الى حين، فانتجت مفهوما للقيادة غير الذي كان، وساد بعض الفتور في جوانب عدة واتخذت القبلية سلالم للصعود ورفض النزول، واجبر الراحل على اتخاذ المرونة وغض الطرف حتى لا يكسر الاجماع، فشاع عدم المحاسبة في التسيير. 
ان اعظم ما ميز الراحل الكبير بقدرته، ترفعه عن العواطف واعتماد الحكمة، فأبدع في دروب السياسية مستكشفا وفاتحا جموع الروافد التي شكلت الدولة والحركة، بفلسفة شاملة تنطلق من التضحية والعطاء بالصبر والعزم الصادق في البناء والتحرير. 
ان المنجزات التي تقف شاهدة على ذكراه ستبقى عصيت على النسيان وفي كل سنة ذكرى وفي كل عين مشهد وكلمات يتردد صداها بين الأجيال. 
كان رجل دولة من طراز وطني رفيع يقدس القضية بتغليب المصلحة العامة في ساعة الحسم بدرجة عالية من الحكمة والمسؤولية وصون منزلته بالتسامي عن صغائر الأمور، وظل يؤمن بأن الذين يسعون في جمع المادة واللهث وراء تحصيل الثروة من المكاسب وعرق التضحيات، لايصلحون لحكم الدولة، فكان الأمين والقائد والرئيس. 
حرص على الوحدة بروح قوامها الصبر والثبات وطرز مكانته رغم المحن كشامة عز في ذاكرة الشعب. إنتزع بفضل صبره وصموده ايقونة المشروع الخالدة، تسكن صوره كل القلوب وتشع دروب العطاء والنضال وفي كل خيمة انين حزن. ستذكرك ميادين الوغى ومحافل السلم وازقة المخيمات، زعيما مؤمنا بحتمية النصر والاستقلال.
وسيذكر الاجيال وصيتك بأن الثورة طويلة الأمد والكفاح مستمر وسنبقى على عهدك وعهد الشهداء، نجدد العطاء في سبيل شعارنا الخالد الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل. 
الكاتب والاعلامي / الصالح ابراهيم الصالح.

Contact Form

Name

Email *

Message *