-->

الفساد يطيح يقيادات الصف الاول في موريتانيا والجزائر متى يصل سيف العدل الى الهنتاتة؟


منذ خروج المظاهرات الشعبية المطالبة باصلاحات بالجزائر الشقيقة ووكالة الانباء الرسمية تتابع باهتمام حراك الشارع الجزائري وتنقل تطلعاته بامانة وتذيع بيانات تتعلق باستدعاء قيادات من الصف الاول للاستجواب والمساءلة حول ملفات الفساد، وهي الخطوة التي لقيت استحسانا داخل الشارع وبعثت الامل في انتقال سياسي تتقلص فيه دائرة الفساد، وتسود فيه قيم العدالة والقانون، وكان للجيش الجزائري الفضل الكبير في هذه الخطوة الايجابية.
هذه الخطوة ربما كانت مشجعة للجارة موريتانيا التي وجدت نفسها امام تحديات انتقال سياسي من حكم العسكر الى اول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وهو التحول العسير الذي لم ترضى به المعارضة حتى الساعة، ما دفع بالرئيس الموريتاني  
خلال اجتماع الحكومة الى اصدار امر بفتح كل ملفات الفساد في البلاد، واستدعاء المسؤولين فيها للمثول أمام سلطات التحقيق، والعدالة.لتطيح ملفات الفساد ولاول مرة يقيادات الصف الاول في موريتانيا والجزائر، مايطرح السؤال متى يصل سيف العدل الى الهنتاتة؟ في حركة التحرير التي تقود الشعب الصحراوي نحو الاستقلال وبناء كيانه الوطني؟ وهي الحركة التي اعلن امينها لعام بعيد انتخابه بقطع دابر الفساد والمفسدين الذين وصفهم بـ "الهنتاتة" لكن ظروف وتعقيدات حالت دون الوفاء بذلك الوعد والالتزام الذي هللت له الجماهير واصبح حلم يراود كل صحراوي فقد الامل في قيادة تنتشل القضية من حالة الجمود والضعف الى واجهة الاحداث لتحرك مكامن الخلل وتحدث التقدم المنشود الذي يقرب ساعة النصر.
فكم من وزير وقيادي واكب الثورة من بداياتها او استغل تلك المواكبة لمراكمة الثروة دون حساب او عقاب وكم منهم استغل نفوذه والمسؤوليات التي تولاها لتجميع الثروة في تناقض مع دستور وقانون الثورة، وكم منهم يمارس الفساد في رابعة النهار مستهترا بتضحيات الجماهير ومستفزا لمشاعرهم، وكم من قوافل دعم انسانية ومشاريع كان للمسؤول فيها نصيب وكم وكم كلها تساؤلات مشروعة تستوجب سيف العدالة والاستفادة من تجارب الجوار قبل فوات الاوان.
فظاهرة الفساد التي رهنت معظم المشاريع التنموية والاقتصادية في دول العالم الثالث  للفشل، بدأت الشعوب تستيقظ من غفلتها وتضع حدا لسياسة اللا مبالاة واللا حساب التي تنتهجها بعض الانظمة لتقوية نفوذها وبقاء حكمها، فمتى تستيقظ ضمائر الثوار الى ان الفساد هو اكبر عدو للثورة وعامل هدم وتدمير لمعنويات الجماهير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *