الشهيد لمن...مسيرة زاخرة بالعطاء
هو الشهيد محمد لمين(لمن) ولد أجدعي ولد ابريه، الملقب من طرف رفاقه في سوح الوغى ب "لمّن"، من مواليد سنة 1965 بشمال الصحراء الغربية وتحديدا بمنطقة وادي الساقية، مقاتل في صفوف الناحية العسكرية الثالثة، أنضم لخطوط الجبهة الامامية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي سنة 1984، منتسبا للناحية العسكرية الثالثة، مختصا في سلاح الهندسة العسكرية.
ولتفانيه في العمل وخبرته الميدانية، تدرج بالرتب إلى أن رُقي إلى قائد كتيبة، شارك في معارك عسكرية عديدة وبمختلف المناطق ضد الغزاة المحتلين، فكان مقاتلا مقداما يتسابق للصفوف الاولى شجاعة وتضحية، وتمرس في صولاته وجولاته الميدانية على إحداث ثغرات الاختراق جدار الذل والعار المغربي، ضمن وحدات الاستطلاع والهندسة، والتي يسبق عملها عادة كل عبور للمقاتلين الصحراويين ومعاركهم وعملياتهم العسكرية ضد قوات الغزو المغربية المتمركزة على مستوى الجدار العسكري المغربي، وكذا في عمق قواعد النجدة والإسناد مابعد الجدار.
الشهيد متزوج، وله عائلة تقطن بدائرة أجديرية ولاية السمارة، بمخيمات العزة والكرامة، تتكون أسرته من بنت وطفلين( أبة وسيد أحمد).
وبعد فترة قضائها بالقطاع العملياتي للناحية العسكرية الثالثة ( ميجك) أصبح من المولعين حبا وعلما بمنطقة ميجك، وأكثر العارفين بخبايا منطقة تيرس الشامخة، تيرس أرض الجهاد والإباء، وتحديدا منطقة ميجك المحررة وما جاورها، والتي خبرها ومدها حبا وشغفا، عارفا بجبالها (گلابة)، وميحطا علما بشعاب ووديان وتلال وكثبان تلك الارض الطاهرة العصية على المستعمرين الغزاة عبر التاريخ، كما اشتهر بمعرفته الجيدة بتحصينات جيش الاحتلال المغربي وقواعداه وتمركزاته على مستوى جدار الذل العار المغربي وما خلف الجدار من قواعد اسناد ودعم ونجدة، مع تمرس عسكري كبير وخبرة مشهودة في كيفية إختراق تلك التحصينات وأساليب تجاوزها.
ولخبرته في القطاع العملياتي للناحية العسكرية الثالثة ومعرفته بمعالم الارض، رافق الشهيد محمد لمين( لمن ) الوفود الصحفية وبعثات التنقيب عن المعادن والثروات الباطنية والمياه، كما رافق علماء وخبراء الاثار، وكانت خبرته في الميدان سببا في جعله من ضمن الذين يقدمون دروسا للمتخرجين الجدد المنضميين حديثا لقطاعه العسكري، دروسا في شعاب وتضاريس وتلال المنطقة، اضافة لإشرافه على تقديم تدريبات ودروس ميدانية وعملياتية عن القواعد المغربية المتواجدة بمحاذاة منطقة ميجك والمناطق المجاورة لها.
الشهادات المتواترة من الرفاق تقر بإن الشهيد عرف بالشجاعة والاقدام ونكران الذات، بالوفاء والاخلاص لوطنه، كما عرف بالتواضع وبالهدوء الذي لايفارقه، وبرزانة وحسن معاملة، مكنته من اكتساب حب وتقدير كل الذين عرفوه، وبحسن أخلاق وكياسة، والتعامل اللبق مع كل الذين تعاملوا معه أو عرفوه أو أحتكوا به ولو لوهلة، فكان الشهيد مقدرا للصغار ومحترما للكبار موقرا لكل من كبره سنا، كما أن تواضع الشهيد زاده رفعة ومقاما ومحبة عند كل عارفيه.
وبعد سنوات من العمل في سوح الصد الاولى، بالناحية العسكرية الثالثة، سبعة منها في أتون الحرب و28 سنة اخرى في مرحلة اللاسلم واللا حرب، في مجمل يزيد عن 35 سنة في مهام مختلفة بالجبهات وخطوط الأمام والثغور وسوح التصدي، هي زهرة شبابه وعطائه، زف الشهيد محمد لمين(لمّن) ولد أجدعي شهيدا يوم السبت 01 جوان 2019، بعدما انفجر لغم ارضي مضاد للدروع من مخلفات الإحتلال المغربي بسيارة عسكرية رباعية الدفع، كانت تقله رفقة مجموعة من عناصر مفرزة متقدمة، كانت تقوم بدورية إعتيادية قرب جدار الذل والعار المغربي، وذلك بمنطقة واد النص قرب طارف عبدا بمنطقة ميجك المحررة، وبالمنطقة التي أحب وسكنت وجدانه دفن بها في نفس يوم استشهاده.
رحم الله الشهيد لمن ولد اجدعي ولد ابريه واسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
بقلم: عالي محمد لمين