-->

الى اولئك الذين يرون المناضلين بعين الاحتلال .


قتلنا حب الذات، و لم يبق لنا شيئا جميلا إلا أفسده، وما يزال البعض يتساءل عن سبب الإخفاق الذي نعاني منه جميعا.
ليس حب الذات وحده، بل الحقد والاستئثار، ومحاولة التقدم على الآخرين وخطف الأضواء وتهميش المخالفين وتضخيم الافعال الميكروسكوبية وتصويرها كأنها بطولات قل نظيرها ، فالبعض يظهر زيارته لجريح، أو استقبال مفرج عنه، أو حتى التصفيق لعمل قام به شخص آخر، يصوره ويبهرجه وينشره على صفحات الفيس والتويتر والواتس والانستغرام وغيرها مما لا أعرف أسماءها، وتنهال عليه اعجابات القاعدين بشكل مزمن على وسائط التواصل الاجتماعي، وممن يرون ما قام به هذا الشخص عملا جبارا، اذا ما قورن بقعودهم الممل على الهواتف وشاشات الحواسيب ،البعض الآخر يكتب ويحلل ولا يقرأ لأحد آخر سوى نفسه، وينتحل الأفكار والآراء والطروحات ساخنة من غيره دون أن يرف له جفن، وينسبها لنفسه أو يوحي بأنها من بنات أفكاره،، وهكذا تمضي مسيرة النضال ضد احتلال يبتلع الارض والوطن وينتهك الاعراض ويقتل البشر ويحرق الارض والشجر ...، ويحشد العالم طوعا واغراءا ليقفوا الى جانبه، ومع ذلك لا يعرض في الاعلام من جرائمه التي يرى أنها بطولات الا القليل وبما يخدم أغراضه الاجرامية فقط.
البعض الاخر يتحايل على الناس والقضية ، ورضي بأضعف الايمان وأقل النضال كلفة، وظن أنه بعمله هذا سبق الاولين والآخرين، ويريد من الجميع أن ينظروا اليه والى بطولاته، ويا ويل من لا ينظر ولا يرى بطولاته، وليستعد لهجوم كاسر لا يبقي ولا يذر، ولو حرص هذا المناضل على مهاجمة الاحتلال بهذه الشراسة لسجل إنجازات عظيمة الشأن، ولكنه لا يفعل لأن طبيعة النضال لا تتقبل هذه الشراسة مع الاحتلال .
ويحاول هذا وذاك ان يبتعد عن خط التماس مع الاحتلال ،لان الخوف على مصالحه وعلى ابنائه اكبر واعظم من الخوف على الوطن، ويسوق عن نفسه انه صاحب النظرة المتبصرة والفكر الثاقب ،وان الاخرين الذين يدفعون الثمن بقناعة اشخاص متهورين وبسطاء فكريا .
الى اولئك الذين يجتهدون لاضافة بعض الاوصاف الى القاموس .من منكم اليوم يحس بما تعانيه والدة المناضل "عبد الرحمان زيو" الذي ابعدته سلطات الاحتلال ونفته الى قلعة السراغنة بالمغرب نتيجة نضاله .الام الوقورة التي انهكها المرض ، هل تبقى وحيدة بالعيون ام تنضاف الى عملية التهجير القسري ؟ وهل يحس اولئك بحجم المعاناة النفسية والقطيعة مع الوطن والاهل والاحباب ؟ هل يحس اولئك المزايدون ، بالمناضلين والمناضلات الذين قطعت سلطات الاحتلال مصادر عيشهم مؤخرا انتقاما منهم ، والاشد مضاضة من ذلك هي الحرب النفسية التي يقودها امثالهم من المتخادلين "شزات الكم الجبهة -شزاو لكم ذوك اللي يدفعوكم ويكبظو اعلى ظهركم الدعم ... " 
كيف لنا ان ننجح و ونحقق الافضل ونحن نرى كل شيء بعين الاحتلال .؟
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم
ويعظم في عين الصغير صغيرها **وتصغر في عين العظيم العظائم.
بقلم : حمادي محمد لمين الجيد (الناصري)

Contact Form

Name

Email *

Message *