-->

في الليلة الظلماء يفتقد البدر الشهيدة تسلم الشيخ احمد رحيل نموذج


في صبيحة يوم الخميس السادس عشر من حزيران 2019، رحلت عن دنيانا الفانية إمراة ليست كالنساء ومناضلة لا يشق لها غبار، انخرطت مبكرا في النضال الثوري ضد الاستعمار الاسباني واذناب الرجعية الامبريالية في المنطقة، فكانت بحق مثالا للمرأة الصحراوية الثائرة، ترسم طريق الحرية ضمن اخواتها المناضلات في الخلايات الاولى للتنظيم السياسي للجبهة الشعبية منذ بداياته سنة 1974 وظلت تعمل بجد واخلاق في فروعه ولجانه قاهرة الظروف الصعبة والمراحل المريرة، بعزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر.

نقش اسم تسلم الشيخ احمد بدائرة لكويرة ولاية اوسرد بمخيمات اللاجئين الصحراويين كواحدة من المناضلات التي انتزعت احترامها وتقديرها من قبل الجميع فهي المدافعة الشرسة عن حقوق شعبها في الحرية والاستقلال وكرامة الشعب الصحراوي التي دفع في سبيلها الغالي والنفيس، وقد عرفت الشهيدة رحمها الله بجراتها ومواقفها الشجاعة في الدفاع عن تلك الحقوق، وهي تجتاز أكثر الظروف صعوبة فتتحول المحنة إلى منحة، مقمة المثال والنموذج للمراة المكافحة ... ولو كُنَّ النّساءُ كمَنْ فقدْنا لفضّلتُ النّساءَ على الرِّجَال فما التّأنيثُ لاسْمِ الشّمسِ عيْبًا ولا التّذكيرُ فخْرًا للهلالِ. 
فقد ظلت المناضلة تسلم نبراسا يضيء الطريق امام معاني الحرية، وهي تعمل بجد واخلاص خلال اربعة عقود من الزمن رغم الظروف الصعبة وفي خيمتها المتواضعة بمخيمات اللاجئين تقدم التوجيه والارشاد وتنتقد الاختلالات والنقائص وتوصي بالالتحام والوحدة والتمسك بارث الشهداء ومبادئ الثورة حتى اخر رمق من حياتها 
تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُنا ... ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ 
فالشهيدة تسلم ستبقى خالدة في قلوبنا جميعاً وذكرى تأبى النسيان فهي أيقونة المرأة الصحراوية المناضلة والمكافحة الثائرة اواللاجئة الصامدة، وسيبقى اسمها رمزاً للقضية الصحراوية في كل الازمان. 
رحم الله الشهيد تسلم الشيخ احمد وكل شهيدات وشهداء القضية الوطنية والمجد والخلود للشهداء الابرار والهزيمة والعار للاعداء الجبناء.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *