السلطات المغربية تواصل تعذيب و اعتقال و محاكمة و منع تنقل المدنيين الصحراويين في ظل الحصار المشدد على مدن الصحراء الغربية
في تطور خطير عقب استقالة الرئيس الألماني السابق " هورست كولر " المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ، تواصل الدولة المغربية استهدافها للمدنيين و المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و المعتقلين السياسيين الصحراويين من خلال ممارسة التعذيب ضدهم و شنها لحملة من الاعتقالات و المحاكمات السياسية المصحوبة بمصادرة الحق في التنقل و قطع الأرزاق في ظل الحصار العسكري و البوليسي و الإعلامي و الحقوقي المضروب على الإقليم بكامله .
ـ السلطات المغربية تقوم بتعذيب و اعتقال مجموعة من المواطنين الصحراويين بمدينة السمارة / الصحراء الغربية :
مباشرة بعد الإفراج عن المدون و الإعلامي الصحراوي " صلاح الدين لبصير " بتاريخ 07 حزيران / يونيو 2019 من السجن المحلي ببوزكارن / المغرب بعد أن قضى 04 سنوات رهن الاعتقال السياسي ، أقدمت مختلف الأجهزة القمعية المغربية على التشديد من مراقبته في الطريق الرابطة بين المدينة المتواجد بها السجن المذكور إلى مدينة السمارة / الصحراء الغربية ، التي شهدت هي الأخرى حصارا بوليسيا مشددا شمل جميع الطرق و المداخل المؤدية إلى منزل عائلته الكائن بحي السلام بهدف منع المواطنين الصحراويين من إقامة حفل استقبال للمعتقل المفرج عنه تشارك فيه فعاليات حقوقية و سياسية من المجتمع المدني الصحراوي .
و بحسب ما أفادت به عائلة المدون و الإعلامي الصحراوي" صلاح الدين لبصير " المفرج عنه بعد هذه العقوبة الظالمة ، أنها تعرضت لضغط شديد من السلطات المغربية قصد التخلي عن هذا الاستقبال ، هذا الضغط ذهب إلى حدود ممارسة سياسة قطع الأرزاق ضد والدته " نظيرة ميلد " و أخوه " عبد الله لبصير " إلى جانب المواطنين الصحراويين " كبل بناه دحا جودا " و " اغليجيلها الولي يوسف الإدريسي " و " بوجمعة الإدريسي " ، الذين راسلوا المفوض السامي لمنظمة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لطلب الحصول على اللجوء الإنساني ، احتجاجا على هذا الإجراء التعسفي و الانتقامي .
و قد جاء ضغط السلطات المغربية على العائلة بسبب الاستعدادات التي بدلتها إلى جانب مجموعة من المواطنات و المواطنين الصحراويين للتحضير لاستقبال المدون و الإعلامي الصحراوي" صلاح الدين لبصير " داخل منزل عائلته ، الذي تعرض لقطع التيار الكهربائي عنه و للرشق بالحجارة من قبل عناصر من الشرطة المغربية قاموا بمنع جميع المتضامنين الصحراويين من الوصول إلى مكان هذا الاستقبال و بالاعتداء الجسدي و اللفظي عليهم ، كحالات كل من : " محمد فاضل جابر " و " الخليل المحفوظ البوساتي " و " الخليل خطاري لموحد " و " محمد سالم سلوك " و " البشير محمود كروم " و " حمزة بركة أجود " و " اغليجيلها الولي داحا " و " بيا محمد أحمد عبد الودود " و " سيدي إبراهيم لبصير " و " محمد سالم سيدة " و " بشر حمادي " و " علي السلوكي " ، الذي تعرض للتوقيف التعسفي قبل أن يتم نقله وسط حراسة مشددة إلى المستشفى المحلي بسبب جروح أصيب بها على مستوى الركبة اليمنى و قبل أن يتم إرجاعه إلى مفوضية الشرطة مع تقديمه أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ، الذي قرر إحالته على السجن المحلي بمدينة السمارة / الصحراء الغربية في انتظار محاكمته بتهم ملفقة ذات طابع جنحي ـ تلبسي.
و لم تتوقف عناصر الشرطة المغربية عند هذا الحد ، بل اعتدت باستعمال القوة و بوحشية ضد مجموعة من المواطنين الصحراويين كانوا على متن سيارة ذات الدفع الرباعي ، و التي تعرض راكبوها حسب شريط فيديو مصور إلى اعتداءات جسدية بالعصي و الهراوات و الحجارة و إلى اعتداءات أخرى لفظية ، و هو ما أدى إلى اعتقال 03 شبان صحراويين ، تم نقلهم وسط حراسة مشددة إلى المستشفى المحلي بسبب إصابتهم بجروح وصفت بالخطيرة ، و يتعلق الأمر بسائق السيارة " السالك حماد " و المدون الصحراوي " وليد البطل " و الشاب الصحراوي " يحظيه عينيً لغزال " ، الذي تم إخلاء سبيله ، في حين ظل كل من " السالك حماد " و " وليد البطل " يخضعان للحراسة النظرية قبل أن يحيلهما بداية هذا الأسبوع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالعيون / الصحراء الغربية على سجنها المحلي في انتظار محاكمتهما بتهم مفبركة ذات طابع جنائي .
https://www.youtube.com/watch?v=It3OBgc8imU
ـ منع مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان من التنقل بحرية :
ارتباطا بتطورات الإفراج عن المدون و الإعلامي الصحراوي " صلاح الدين لبصير " ، منعت السلطات المغربية بتاريخ 08 حزيران / يونيو 2019 بسد المراقبة المتواجد شرق مدينة العيون / الصحراء الغربية مجموعة من المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان من السفر إلى مدينة السمارة / الصحراء الغربية ، و يتعلق الأمر بكل من : " سيدي محمد ددش " و " الغالية الدجيمي " و " عبد الحي التوبالي " و " دافا أحمد بابو " و " لحسن دليل " و " حسنة الدويهي " و " محمد حالي " و " و " عبد العزيز بياي " و " محمد ديدا " ، كما منعت مدافعين عن حقوق الإنسان و مدونين و إعلاميين صحراويين من الوصول إلى منزل عائلة المدون و الإعلامي الصحراوي " صلاح الدين لبصير " قصد المشاركة في استقباله بمناسبة الإفراج عنه من السجن .
ـ السلطات المغربية تعتقل الشاب الصحراوي " أيوب علي بوجمعة الغن " و تمنعه من السفر إلى الجزائر :
منعت السلطات المغربية بتاريخ 11 حزيران / يونيو 2019 الشاب الصحراوي " أيوب علي بوجمعة الغن " من السفر إلى الجزائر بعد أن أقدمت أجهزة الشرطة المغربية على توقيفه بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء / المغرب بمبرر وجود مذكرة بحث صادرة في حقه من النيابة العامة بمدينة العيون / الصحراء الغربية ـ حسب ما أفاد به ضباط تابعين للشرطة المغربية لوالدته التي كانت سترافقه إلى الجزائر
و أفادت المواطنة الصحراوية الأم " سعادو أمهيت " أنها فوجئت بعناصر من شرطة المطار توقف ابنها " أيوب علي بوجمعة الغن " و تمنعه من مواصلة سفره عبر طائرة كانت متوجهة إلى الجزائر ، و حين سؤالها عن سبب هذا التوقيف ، تم اخبارها أن أبنها صادرة في حقه مذكرة توقيف يعود تاريخها إلى سنة 2016 و أنه سيتم توقيفه إلى حين ترحيله إلى مدينة العيون / الصحراء الغربية .
و في اليوم الموالي ، عادت الأم " سعادو أمهيت " عبر الطائرة إلى مدينة العيون / الصحراء الغربية ، لتفاجئ مجددا بإخلاء سبيل ابنها " أيوب علي بوجمعة الغن " من طرف مسؤولي الشرطة بالدار البيضاء / المغرب دون إخبارها و دون تأمين الظروف الملائمة لعودة ابنها إليها ، الذي لم يكن يملك مالا و لا أية وسيلة للاتصال قصد إخبار عائلته بمصيره النهائي عقب هذا التوقيف التعسفي ، الشيء الذي دفع بأمه و أفراد من عائلته تتكلف بالاتصال بمواطنين صحراويين قصد تقديم المساعدة لابنها ، الذي ظل لساعات متوقفا بجانب مفوضية الشرطة بالمدينة المذكورة .
و تأكدت عائلة الضحية الصحراوي " أيوب علي بوجمعة الغن " أن هذه الإجراءات المتخذة ضد ابنها ما هي إلا إدعاءات مفبركة قصد منعه من مواصلة العلاج خارج المغرب بعد أن كان قد تعرض بتاريخ 28 حزيران / يونيو 2018 للدهس بواسطة سيارة تابعة للشرطة بسبب مشاركته في مظاهرة سلمية مطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بمدينة العيون / الصحراء الغربية ، تزامنا مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية " هورست كولر " .
https://www.youtube.com/watch?v=dE_ReAx7sn0
https://www.youtube.com/watch?v=cgAOqJ_LBTk
ـ المحاكمات السياسية :
و في إطار المحاكمات السياسية التي بات المواطنون و المدافعون عن حقوق الإنسان و المدونون و الطلبة و المعطلين الصحراويين عرضة لها بسب قناعتهم السياسية و الحقوقية المرتبطة بقضية الصحراء الغربية :
+ أرجأت بتاريخ 11 حزيران / يونيو 2019 و للمرة الثانية على التوالي ، هيئة المحكمة بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش / المغرب ، محاكمة الطالب و السجين السياسي الصحراوي " الحسين إبراهيم البشير " الملقب ب " أمعضور " إلى غاية 25 حزيران / يونيو 2019 بعد أن كان قد مثل أمام نفس الهيئة لأول مرة بتاريخ 16 نيسان / أبريل 2019 .
و يبقى التذكير إلى أن الطالب الصحراوي " الحسين إبراهيم البشير " قد باشرت السلطات المغربية إجراءات اعتقاله منذ تاريخ 19 كانون ثاني / يناير 2019 بمبرر وجود مذكرة بحث صادرة في حقه مرتبطة باعتقال و محاكمة مجموعة من الطلبة الصحراويين بأحكام جائرة تتراوح ما بين 03 و 10 سنوات سجنا نافذة ، و الذين هم معروفون بأنشطتهم المطالبة باستقلال الصحراء الغربية داخل الجامعات المغربية ، و جاء هذا الاعتقال التعسفي بتنسيق مباشرة مع السلطات الإسبانية ، التي سلمته للسلطات المغربية بعد تمكنه من الفرار عن طريق الهجرة غير النظامية إلى الديار الاسبانية هربا من الاضطهاد السياسي و بعد تقديمه لطلب اللجوء السياسي .
+ أصدرت بتاريخ 13 حزيران / يونيو 2019 ، هيئة المحكمة الاستئنافية بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالعيون / الصحراء الغربية حكما قضائيا ابتدائيا جائرا مدته 05 أشهر سجنا نافذة في حق المعتقل السياسي الصحراوي " علي بوجمعة السعدوني " ، الذي مثل أمام الهيئة المذكورة و هو في حالة اعتقال .
و قد انتهت هذه المحاكمة السياسية بتخفيض الحكم الصادر في حق المعتقل السياسي الصحراوي " علي بوجمعة السعدوني " من 07 أشهر سجنا نافذة إلى 05 أشهر سجنا نافذة ، بالرغم من أن " علي بوجمعة السعدوني " دافع على براءته ، نافيا جميع التهم المنسوبة ضده مع إقراره بتعرضه للتعذيب الجسدي في غرفة مظلمة بإشراف مباشر من ولي الأمن بمدينة العيون / الصحراء الغربية ، و بالرغم من مرافعات هيئة دفاعه التي ركزت على عدة خروقات مسطرية و قانونية شابت محاضر الضابطة القضائية المغربية ، التي لم يتم توقيعها إطلاقا من طرف المعتقل " علي بوجمعة السعدوني " و على انعدام حالة التلبس و امتناع هيئة المحكمة على استدعاء شهود أو مصرحين للإدلاء بإفاداتهم حول ظروف و ملابسات اعتقاله و ما إن كان قد قاوم و اعتدى على عناصر الشرطة أثناء هذا التوقيف ، كما هو متضمن في محاضر الشرطة .
و كانت السلطات المغربية قد اعتقلت بتاريخ 10 نيسان / أبريل 2019 المعتقل السياسي الصحراوي " علي بوجمعة السعدوني " بمدينة العيون / الصحراء الغربية و عرضته للتعنيف و الضرب بالشارع العام و داخل سيارة الشرطة قبل أن يخضع للتعذيب الجسدي و مجموعة من الممارسات المهينة بمخفر الشرطة بإشراف من عمداء و ضباط الشرطة المغربية .
ـ استنتاج عام :
إن استمرار الدولة المغربية في ارتكاب مجموعة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق المدنيين و المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين الصحراويين يمس من القانون الدولي الإنساني و من القانون الدولي لحقوق الإنسان ، و هو ما يفرض على المجتمع الدولي التحرك العاجل ليس فقط في وضع حد نهائي لهذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، بل في ضمان الحق المشروع و العادل لتقرير مصير الشعب الصحراوي ، طبقا للشرعية الدولية و لقرارات مجلس الأمر الدولي حول الصحراء الغربية .
تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان
CODESA
العيون / الصحراء الغربية : 15 حزيران / يونيو 2019