كلمة محبوبة عند رجالنا مكروهة عند بعض نسائنا....
*بقلم : الشيخ لكبير / محمد الخاري.*
- ﻻ أعتقد أن هذا المقال سينال إعجاب نسائنا بالدرجة الأولى إﻻ من ألقى السمع من هن، لكن دعت الضرورة إلى ذكره و الاشادة به في مجتمعنا الصغير ، لتعم الفائدة فيه و ربما يكون خير مفتاح و خير عصا يتكئ عليه البعض ، فقلمي يكتب عن كل ما يراه عاهة في هذا المجتمع لمعالجتها و التصدي لها بشتى الطرق ، فهو كغيره من المجتمعات يعاني من مشاكل عدة فموضوع *((كلمة محبوبة عند رجالنا ومكروهة عند بعض نسائنا))* لهو موضوع شيق و حساس في آن واحد ، بإعتبارها كلمة أصبح التلفظ بها منعدم بعض الشيء في مجتمعنا و صاحبها مذموم و ﻻ يعرف قيمة للإنسانية حتى أن البعض يصفه بالجنون ، فهي كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الاستعمال مع النساء أﻻ وهي كلمة *" التعدد"*. لقد أباح الإسلام الزواج بأكثر من زوجة مراعاةً لمصلحة كل من الرجال و النساء على حد سواء ، *فما حكم التعدّد في الإسلام ؟ وهل أنّ الأصل في الزواج التعدّد أم الواحدة ؟* *و ماذا يترتّب من فوائد للتعدّد في مجتمعنا ؟* و لمعرفة اﻹجابة عن هذه الأسئلة السابقة الذكر لا بدا لك -أخي أو ختي - أن تقرأ هذه السطور بتأني لتعرف ..
لقد أبان العلماء الربانيون في الشريعة اﻹسلامية على أنّ الأصل في حكم تعدّد الزّوجات الجواز أي يجوز بمعنى مقبول حلالا و ليس حراما ، في حين اختلف العلماءُ في أصل مسألة التعدّد في الشريعة، فمنهم من يرى أنّ الأصل في الزواج الإفراد، ويرى آخرون أنّ الأصل فيه التعدّد، فكل من الفرقين مرفوق بدليل شرعي ، يرى أصحاب الفريق الأول أنّ الأصل في النكاح التعدّد، وحجتهم في ذلك قول الله تعالى: *((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّاتَعُولُوا)،[النساء٧]* وقال أصحاب هذا الرأي إنّ دلالة النص تشير إلى أن الأصل الذي هو التعدد، ويظهر ذلك في قوله تعالى: (مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) ثم انتقل إلى الفرع وهو الواحدة فقال: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)؛ فدلَّ النص على أنّ الإفراد لا يكون إلا لمن خَشي أن لا يعدل بين زوجاته إن عدَّد، فيكون الأصل التعدد.
أما الفريق الثاني: يرى أنّ الأصل في الزّواج الإفراد، وأنّ التعدّد لا يكون إلا في حالة الاضطرار أو الحاجة إليه ضمن شروط وأحوال خاصة، وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى قال: *((وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ))*،[النساء١٠*فدلَّ مفهوم الآية أن العدل يستحيل تحققه بين الزوجات ولو مع الحرص عليه. و يترتب على هذا التعدد فوائد كثيرة ترجع لمجتمعنا و للأمة الإسلامية كلها ﻻ يمكن حصرها في سطور ، منها تكاثر النسل - البعد عن ما حرم الله - تآخي النساء فيما بينهن تحت سقف واحد - التقليل من ظاهرة العنوسة عند النساء - حل مشكلة الزنا و الفواحش - كما أن التعدّد يعتبر باباً لتكثير سواد الأمة الإسلامية.
إن المجتمع الصحراوي في حاجة ماسة لتفعيل شرعية التعدد التي شرعها الله على عباده من ذي قبل ، فعلى الجميع تكثيف الجهود في ذلك ﻻ سيما أننا محرومون من وطننا مما يستلزم علينا جميعا الخوض في ظاهرة التعدد مع أخذ شروطه المشروعة فيه ، فليس اﻷمر لكل من دب و هب ، خير لنا من انتشار الرذيلة و الفواحش التي نراها في بعض المجتمعات العربية .... نسأل الله العظيم أن يجعلنا عبادا صالحين و يجمع كلمتنا و يوحد صفوفنا و أن يجعل التكاثر هدفنا من خلال التعدد.