إلى ملك "الكارطيات" حمدي ولد الرشيد.
بقلم : سعيد زروال.
تابعت تصريحاتك التي تم تداولها مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبغض النظر عن توقيتها وأسباب تسريبها في هذا الوقت، إلا أنه من المؤكد أن هذه التصريحات لن تتم إذاعتها عبر قناة "الرحيبة" لأنها تصريحات خاصة بفئة +18 بسبب عباراتها غير الأخلاقية والوقحة والتي لا تتناسب مع بعض الفئات العمرية
سيد الكارطيات ...
أحدثك من السويد كأحد أفراد الجالية الصحراوية التي إنتقدت طريقة عملها ببلاد "النصارة" في تصريحاتك الأخيرة دون أن تعرف واقعها ولم تجرب معاناتها بسبب مقدرتك على التكيف مع ما كانت تطلبه سلطة الإستعمار الإسباني زمن فرانكو وما تطلبه اليوم سلطة الاحتلال المغربي زمن المخزن، هذا التكيف جعلك و أمثالك من أثرياء الأزمة بعيدين عن واقع شعبكم الذي يعاني في صمت، ويفضل ركوب قوارب الهجرة هربا من سياساتكم وسياسة أسيادكم في الرباط، وخير دليل هي المظاهرات المستمرة للعاطلين عن العمل وحاملي الشهادات العليا، ناهيك عن المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال المغربي الذين رفضوا الخضوع لواقع الاحتلال والتهميش والحقرة المستمرة في أرض الصحراء الغربية منذ إحتلالها قبل 44 سنة، وهو واقع فرض على الكثير من الشبان التفكير في الهجرة أو تم تهجيرهم في ظروف غامضة كما حدث لمجموعة الشهيد سعيد الليلي مؤخرا، ومن هاجروا قبلهم تركوا مكانهم لقاعدتك الانتخابية من الحمالة في حي دوار لمخازنية و بحي تكساس ، وبدل تقديم التعزية لأسر الضحايا في المصاب الجلل قمت هذه الأيام بتجهيز منصة للحفلات بساحة المشور بالعيون المحتلة، وهو ما يتناقض و تقاليد مجتمعنا العريقة التي تمنع كافة أشكال الفرح عندما تصل أجواء الحزن لإحدى العائلات الصحراوية.
سيد الكارطيات..
إن سبب هجرة الآلاف من الصحراويين هو وجود فئة متمصلحة أكلت الأخضر واليابس دون أدنى مراعاة للواقع الإقتصادي الصعب بالمناطق الصحراوية المحتلة، وخير دليل هي أملاكك التي لا حصر لها حتى أصبحت قارون العصر الحديث بامتلاكك لفنادق إيميليو ومحطات المحروقات وإحتكار توزيع الكارطيات ولكريمات، ناهيك عن تمويلك لشبكات تهريب المخدرات حيث تحولت العيون المحتلة قبل مدة إلى مسرح لتصفية الحسابات بين عصابتك وعصابة أحد زملائك من أباطرة تجارة المخدرات، وتم نقل أحد المصابين المحسوبين عليك في طائرة خاصة لتلقي العلاج بينما يقطع الانسان الصحراوي البسيط الآف الكيلومترات من اجل تلقي العلاج بالمستشفيات المغربية بسبب افتقار المدن الصحراوية للمرافق الصحية الضرورية، ومن المفارقات أن الفقراء في المجتمع الصحراوي أصبح حلمهم هو الحصول على "كريمة" طاكسي بينما أمثالك لا يرضيهم إلا رخص تشغيل الحافلات وصولا إلى "اكريمات" تصدير السمك والرمال ، ولا مجال هنا للمقارنة بين الفئة التي تتناول وجبة "أفشاي" على مائدة الفطور بصفة روتينية وهي الفئة التي تنتمي إليها ياسيد الكارطيات ، وبين الفئة التي تتناول "الكومير وزيت لعبار والمحراش" وهذه هي الفئة التي ينتمي إليها الغالبية العظمى من الشعب الصحراوي
سيد الكارطيات..
إن العمل في مجال الرعاية الاجتماعية والذي وصفته بكلامك غير المهذب بعبارة "تسرويل النصارة" هو أشرف ألف مرة من الإهانة التي تعرضت لها أثناء إنتظارك لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل تقديم البيعة لسيدكم في الرباط، كما أنك تجهل يا سيد الكارطيات أن مهنة الرعاية الاجتماعية هنا في السويد مثلا يتقاضى صاحبها راتبا قد يصل إلى 27 الف كرون أي ما يعادل 27 الف درهم بعملة الاحتلال المغربي، ما يعني بعملية حسابية بسيطة أن عامل الرعاية الاجتماعية يتقاضى راتبا شهرياً أكثر من أفضل عامل ببلدية العيون المحتلة، وأفضل خمسة مرات من موظفي الدرجة الثانية الذين يتقاضون رواتب تصل إلى 5 الاف درهم، والفرق بين الإثنين هو أن عامل الرعاية الاجتماعية في أوروبا يمارس عمله بكل كرامة بخلاف عمال بلديتكم المرغمين على تقديم فروض الولاء والطاعة لرئيس البلدية والباشا ووالي الأمن وصولا إلى أخر موظف في تسلسل هرم السلطات المخزنية.
سيد الكارطيات..
في بلاد الغربة يعمل الإنسان الصحراوي في الحقول الزراعية والبناء والرعاية الإجتماعية أو كما وصفتها "بتسرويل النصارة" لكن هذا الإنسان لا يعمل في النفاق وتقديم فروض الولاء والطاعة لنظام المخزن ولا للمستفدين من معاناة الشعب الصحراوي، كما أن الدخول إلى سوق العمل في البلدان الاوروبية يتطلب شروط خاصة تختلف عن الشروط المعمول بها في توزيع "الكارطيات" ببلدية العيون المحتلة حيث يمكنك توزيع آلاف الكارطيات دون حسيب ولارقيب ، ففي أوروبا يجب عليك تحضير ملف لسيرتك الذاتية يتضمن كل تجاربك العملية السابقة وشهاداتك التعليمية بالإضافة إلي أرقام مرجعية أي وسيلة إتصال بشركات أو مؤسسات أو حتى شخصيات سبق لك العمل معها ويفضل أن تكون اوروبية، ينضاف إلى هذا وجود العقلية العنصرية لدى الكثير من أرباب العمل حيث يفضلون توظيف أسماء أوروبية قبل الأسماء الأجنبية خاصة العربية، وهي نفس العقلية التي تعمل بها أثناء توزيعك للكارطيات بمدينة العيون المحتلة وإن كنت تشكك في كلامي أنصحك بإلقاء نظرة على لوائح المستفيدين من الكارطيات وسترى أن حرف "الشين" تم تكراره أكثر من الحروف الأبجدية الأخرى.