تمويل المينورصو. احراج لبولتون
بدأت بعض المؤشرات تظهر في الصراع على تمويل المينورصو، وبدأ يظهر تراجع موقف جون بولتون. موقف جون بولتون البرغماتي يدعو إلى تقليص ميزانية بعثة المينورصو، ويدعو إلى وقف هذا التمويل العبثي لها، ويسخر من الاستمرار فيه، كان الكثيرون يظنون أو يراهنون أن التمويل سيتم تقليصه إن لم يتم توقيفه فعلا بناء على رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يرد أحد لها مطلب ما عدا إيران وكوريا الشمالية. هذا هو الذي كنا نتوقع بسبب ما سمعناه من جعجعة بولتون ورغائه في الصحافة والندوات. لكن الظاهر ان كل ما حصل هو مجرد جزء من معركة بين فرنسا والمغرب والاتحاد الأوروبي والامانة العامة للامم المتحدة من جهة وجون بولتون، وحده، من جهة أخرى. فالامانة العامة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمغرب يريدون استمرار البعثة، ويريدون مضاعفة تمويلها، ويريدون التمديد أن يتم مرة كل سنة وليس كل ستة أشهر, بينما بولتون يريد ستة أشهر أو يوقف تمويل دولته للبعثة.
إعلان الأمانة العامة انها زادت تمويل البعثة بدل تقليصه، وأن الزيادة وصلت إلى 2 بالمئة يوضح ما يلي:
- ان تمويل المينورصو ليس بالمبلغ الكبير، وأن فرنسا وحلفائها قادرين على سد اي نقص فيه، وحتى قادرين على مضاعفة التمويل.
- أن تمويل الولايات المتحدة للبعثة ليس بالحجم الذي نتصوره، وأنه حتى لو تم إيقافه فإن بلدان الخليج والاتحاد الأوروبي قادرة على التعويض.
- يظهر أيضا أن بولتون معزول في الإدارة الأمريكية، وأنه ليس بالقوة التي نتصورها عنه، وأن تهديده يكون قد اخفق أمام الابتزاز الذي مارسه المغرب فيما يخص تعاونه في قضية صفقة القرن.
بالتالي نحن أمام فرصة قد تكون أخيرة ليتضح المسار بعد انقضاء الستة أشهر المقبلة. في معالجة مجلس الأمن لقضية الصحراء الغربية في المرة القادمة اما ان ينفذ بولتون وعده بوقف تمويل دولته للبعثة كتحصيل حاصل لعدم إحراز تقدم، وهذا احتمال مهزوز، أو تنتصر إرادة الأطراف الشريرة الأخرى التي تريد أن تبقى المينورصو في مكانها، ويتم التجديد لها كل سنة كإجراء شكلي.
هذه اول مرة تتم فيها محاولة فرض أمر واقع خارج القانون وخارج الشرعية، وهو فرض بقاء بعثة تحرس الاحتلال والاستعمار، ولا تقوم بأي عمل. اول مرة أيضا تتأمر الأمانة العامة والاتحاد الأوروبي والمغرب لفرض هذا الأمر الواقع.
السيد حمدى يحظيه