-->

240 ساعة في الگرگارات .. الأيام العشرة العصيبة ..


" .. بعد أكثر من عام من ولوجي منطقة الخطر تلك إكتشفت أن التحقيق لا يزال ناقصا ولازلت أبحث عن نقاط عديدة غامضة .. الأمر أكثر تعقيدا من ما يتصور أي إنسان .. " ..
في ظروف إستثنائية وفي تلك البقعة التي تحبس أنفاس المنطقة والعالم في كل مرة تشهد توترا جديدا يلفت أنظار الإعلام الدولي والرأي العام في طرفي النزاع ودول الجوار .. الگرگارات كما لم ترونها او تسمعوا عنها من قبل بعيون مواطن حالفه الحظ بأن كان أول مواطن تتاح له فرصة التوغل داخل وحول النقطة الأكثر سخونة في جدار عازل طوله أكثر من 2700 كلم مقسما شعبا بأكمله ومصادرا الحق في التنقل ولم شمل العائلات في نفس الوقت الذي تعبر منه وتصدر وبكل سهولة السموم القاتلة العابرة للبلدان والقارات .. 
هذه قصة اول مواطن إستطاع الإقتراب من المناطق الأكثر تماسا وحساسية مخاطرا بحياته وسط حقول الألغام المزروعة في البر والبحر محاولا الوصول الى الحقيقة مهما كلفه ذلك من ثمن .. 
إنها الخطوة الأكثر جرأة لمواطن إستطاع التسلل أمام أعين الإستخبارات التي تملأ المنطقة الى كل نقاط التماس وكل مناطق الخطر الجاثم كالبركان في البؤرة التي هربت من إتفاقيات وقف إطلاق النار مهددة بعودة شبح الحرب في أية لحظة ما لم يتم حل إشكالياتها بإتفاق طرفي النزاع ..
لقد كان لي شرف مشاركة مجموعة صغيرة من الرجال الأشاوس حياتهم اليومية وسط ظروف صعبة جدا جدا في منطقة وعرة صغيرة تكاد تكون محاصرة برا وبحرا وجوا ومع ذلك لا يخشون الموت يواجهون المخاطر يوميا مقدمين مثالا في التضحية بالنفس في سبيل الوطن .. 
هذه التجربة غير المسبوقة ليست تحقيقا صحفيا بل معاينات وملاحظات وإستنتاجات مواطن هو واحد من ضحايا هذا النزاع ولأول مرة يرصد مخاوف دول الجوار من حرب محتملة تلوح في الأفق إذا إندلعت سوف لن تتوقف ولن تسلم من تداعياتها الخطيرة دول الإقليم والمنطقة بكاملها وخاصة الشعب والنظام المغربيين، هذا النظام الذي بالكاد إستطاع الصمود سنوات السلم وسط إقتصاد هش وديمقراطية مصطنعة وشعب أنهكه الجوع والفقر وقتله القمع يتظاهر يوميا في الشوارع بالآلاف لكنه سوف لن يستطيع الصمود يوما واحدا إذا أطلقت أول رصاصة معلنة عن حرب بكل تأكيد سيكون النظام الملكي المغربي أول من سيسقط فيها ومن دون شك فإن شعوب المنطقة برمتها ومستقبلها هم الضحية التالية .. 
"الگرگارات .. الأيام العصيبة .." لايزال التحقيق ناقصا ..
عبداتي لبات الرشيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *