-->

وصية مؤثرة لاحد الاباء واعيان المجتمع تحث على جعل الوحدة الوطنية وقيم العدالة والانصاف والحكم الرشيد عنوان المرحلة القادمة


بسم الله الرحمن الرحيم 
قال تعالي: ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)). 
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) 
لقد مرت اربعون عاما على ذكرى الوحدة الوطنية، ذلك الحدث التاريخي الهام، في مسيرة شعبنا التحريرية، والذي شكل منعرجا حاسما، وأسس لمرحلة جديدة من تاريخنا الوطني، عنوانها أننا شعب واحد، وطننا واحد، ومصيرنا واحد، ثم تعاهدنا على ذلك، وأنطلقنا لتجسيده والعمل به. 
إنني وكأحد أعيان هذا المجتمع عاصرت تلك الحقبة التاريخية وكنت من شهودها ومؤسسيها لا يفوتني ان انحني اجلالا وإكبارا لاولئك الشيوخ والرجال الذين تخلوا عن كبريائهم ومصالحهم الخاصة، وعملوا على توفير الاجواء المناسبة لنجاح ذلك الحدث الوطن التاريخي، رغم المناورات التي تحبك هنا وهناك، ورغم دقة المرحلة، وصعوباتها واختلاف الرؤى، وتباينها احيانا، إلا انها تصب في مصب واحد، ألا وهو المصلحة العليا لهذه الامة، وأسال الله العظيم ان يتغمد برحمته الواسعة من قضى نحبه منهم وان يطيل عمر من بقي ويديم عليه موفور الصحة والعافية. 
إن وحدتنا الوطنية هي صمام الامان لهذا الشعب، وسنظل ان شاء الله من العاملين على تقويتها وتمتينها، كي تظل السفينة التي يعبر عليها كافة الصحراويين الى شاطئ الامان منتصرين، ينعمون بالحرية والاستقلال على ربوع وطنهم الحر ويعيشون في كنفه امنين مطمئنين، رغم جور الطغاة وكيد الحاسدين. 

لقد منعني الضعف والمرض من الحضور، للاحتفال بالذكرى الاربعين لهذا الحدث الهام، لكن رأيي معروف، ومنذ القدم على نبذ التفرقة والاختلاف، والتشبث بتقوية اللحمة الوطنية والائتلاف، ثم انني ضد كل الممارسات والتصرفات غير المسؤولة التي حاول البعض تدنيس وحدتنا الوطنية بها، واستغلالها لاغراضه الدنيئة، وجعلها محطة للمزايدة وتشويه الحقائق وتزويرها، من غير وازع ديني أو اخلاقي، وعليه فإنني احذر اولئك من مغبة السير في هذا الاتجاه الخاطئ، لانهم ببساطة يسبحون عكس التيار، وسيجرفهم الى هوة سحيقة ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ). 
وفي الاخير ادعو الجميع الى رص الصفوف وتوثيق وشائج المحبة بين كافة افراد المجتمع، وتبرئة الذمة من كل ما من شأنه المساس بهذا الصرح الوطني الشامخ، وان نضع نصب اعيننا قيم العدالة والانصاف والحكم الرشيد ديدن مرحلتنا القادمة. 
والله المستعان والموفق للصواب.
وتقبلوا أجل عبارات التقدير والاحترام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 
التوقيع : الشيخ / المامي سيد أعلي 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *