-->

الصحراء الغربية: ثروات هائلة وشعب يعاني


بقلم: با بوزيد محمد سعيد - ناشط صحراوي
تقع الصحراء الغربية في شمال غرب أفريقيا يحدها شمال المغرب وجنوبا موريتانيا وشرقا الجزائر وغربا المحيط الأطلسي وتتربع على مساحة قدرها 286000 كم مربع ما يجعلها تمتلك موقع استراتيجي هام جدا بحكم قربها من أوروبا وموقعها افريقيا . وتزخر بموارد طبيعية وثروات هائلة حيث تتوفر على شريط ساحلي يمتد لأكثر من 1000 كم مربع يتوفر على ثروات سمكية هائلة ومتنوعة.
كما يوجد في الصحراء الغربية احد اهم مناجم الفوسفاط(منجم بوكراع الذي يبعد حوالي 86 كم عن مدينة العيون) حيث تبلغ مساحته 800كم مربع وتتراوح نقاوته ما بين 73% إلى 92% ينتج 47% من فوسفاط العالم ويتوفر على كميات مهمة من اليورنيوم. تتوفر الصحراء الغربية على اكثر من 9 صباح ملح عالية الجودة وتتوفر كذلك على مساحات كبيرة من الرمل الصالحة للاستعمال كما تتوفر على أراضي صالحة للزراعة بمنطقة تورطا بضواحي الداخلة، وتتوفر الداخلة على شواطئ جذابة للسياح ما جعلها قبلة للعديد من سياح العالم بحكم تمتعها كذلك بطقس مستقر ومناسب لممارسة مجموعة من الرياضات أهمها ركوب الامواج.
وحسب الكثير من عمليات التنقيب التي قامت بها مجموعة شركات عالمية ثبت وجود النفط وكميات معتبرة من الغاز الطبيعي بضواحي بوجدور وطرفاية. كما تتوفر الصحراء الغربية على خزان مائي كبير يمكن أن يغطي حاجيات كل دول الجوار لمدة تتراوح ما بين 65 إلى 87 سنة.
يذكر أن عدد سكان الصحراء الغربية في الجزء الذي تسيطر عليه المغرب يقدر بحوالي 350000 على أكثر تقدير.
رغم كل ما تقدم، يعيش اغلب الصحراويين تحت خط الفقر ويختنق الشباب الصحراوي بالبطالة ويعيش الحرمان والتضييق وتعج شوارع المدن الصحراوية بالوقفات الاحتجاجية مطلبيين بحقوقهم من الجيل الاول اي الحقوق السياسية والمدنية وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية.

في الضفة الأخرى اي في مخيمات اللاجئين الصحراويين – مخيمات الفاريين من البطش والحرب في سبعينيات القرن المنصرم يعيش الصحراويين هناك واقع صعب بسبب الطبيعة القاسية للمناخ كما يعيشون على المساعدات الإنسانية التي تجود بيا المنظمات الانسانية ولكن على الاقل هناك هامش من الحرية وان كانت ظروف مخيمات اللجوء لا تخفى على أحد.
ولكن هناك وضع التغطية الصحية متقدم نوعا ما عن نظيره في الجزء الذي يسيطر عليه المغرب، الذي يعرف تهميش مقصود للصحة الصحراوية: مستشفيات كارثية وخدمة سيئة الذكر.
يعاني الصحراويين من ازمة حقيقة في المياه الصالحة للشرب حيث تبلغ نسبت الملوحة في المياه المتواجدة في كل تراب الصحراء الغربية 67% وتعرف تلوث خطير في اغلب الأوقات ما سبب في انشار امرض ابرزها الفشل الكلوي وهشاشة العظام والسكر التسوس وأمراض اللثت والكثير من الامراض الاخرى التي يعاني منها اغلب الصحراويين حيث لا يوجد صحراوي لا يعاني من نوع من هذه الأمراض.
لا توجد جامعة في المناطق التي يسيطر عليها المغرب إلى حدود الساعة حيث يتكبد الطلبة الصحراويين السفر إلى المدن المغربية واقرب هذه المدن التي توجد فيها جامعة هي مدينة اكادير والتي تبعد ب 600كم عن مدينة العيون المحتلة. ويتكبد الطلبة الصحراويين مصاريف السكن وهم محرومين اي حصة من السكن الجامعي والتغطية الصحية الجامعية والاطعام الجامعي ويعيشون في واقع متأزم بحيث تحرض السلطات بعض الطلبة المغاربة على نظرائهم الصحراويين من ما سبب مجموعة حالات اغتيال نذكر من بينها لا الحصر ( الحسين لكتيف وبابا خيا وعدنان الرحالي و شماد واخرهم عبد الرحيم بضري ) حيث تذكي اجهزة المخابرات المغربية الصراع داخل الجامعة بين الطلبة الصحراويين الذي يرفعون اصواتهم مطالبة بالحرية والاستقلال مع نظرائهم المغاربة.

Contact Form

Name

Email *

Message *