لماذا الافراط في التحليل وربط قضيتنا برحيل جون بولتون او بقاءه ؟
↔ كلما كان لشخص موقف مؤيد لتقرير المصير ويصل الى موقع سياسي رسمي يعول الصحراويين بشكل عاطفي على قيام بدور فعال انسجاما مع موقفه الشخصي ويتجاهلون السياسة الخارجية للدول الغربية التي تعتمد على قواعد غير اخلاقية احيانا ، وتركز على المصالح الاستراتيجية ومع ذلك نؤكد ان المواقف السياسية الرسمية الامريكية من قضيتنا لم تخرج عن الموقف الشخصي لجون بولتون المدافع عن تقرير المصير والذي كثر الضجيج واللغط حول استقالته او اقالته بل ان بعض المحلبين المغاربة رقصو وهللو كما العادة واعتبروه نصرا مبينا ،ولا يقل عنهم اصحاب معاويل الهدم من الصحراويين الذين يندبون اليوم ويصطنعون ذرف الدموع ومظاهر الخزن وفاءا لخطهم القاضي باضعاف معنويات الصحراويين .
✅ رغم أن نزاع الصحراء الغريية المحتلة لا يحظى بالاهمية الكبيرة لدى البيت الأبيض، فالادارة الامريكية المتعاقبة تتبنى رؤية لا تدفع بحلها لكنها لا تتماشى مع بشكل كلي فرنسا والمغرب .
✅استعراضا لتاريخ الموقف الأمريكي من نزاع الصحراء الغربية المحتلة ، يتبين أن موقف واشنطن كان واضحا منذ البدء، وهو عدم الاعتراف بمغربية الصحراء، وبناء هذا الموقف على مبدأ حرية تقرير مصير الشعوب الذي يعتبر "مقدسا" لدىالأنجلوسكسونيين، لكن دائما تذهب الدبلوماسية المغريية في تأويل تصريحات لمسؤولين أمريكيين متعاطفين مع المغربي على أساس أنها اعتراف بمغربية الصحراء.
✅ مرت قضية الصحراء الغربية على طاولة سبع رؤساء أمريكيين، وهم جيمي كارتر الديمقراطي، ورونالد ريغان الجمهوري، وجورج بوش الأب الجمهوري، وبيل كلينتون الديمقراطي، وجورج بوش الإبن الجمهوري، وأخيرا باراك حسين أوباما الديمقراطي والجمهوري الحالي دونالد ترامب .
دافع كارتر وريغان وبوش الأب وكلينتون عن تقرير المصير بحكم أنه المقترح الوحيد الذي كان متفقا عليه، بل وكان المغرب يدافع عن الاستفتاء حلا لقضية الصحراء الغريية . وكان المغرب قد طرح مشروعه المشبوه الحكم الذاتي سنة 1987، ولكن دون تقديمه رسميا إلى الأمم المتحدة، وبالتالي لم تبد امريكا وقتها أي رأي فيه .
تعرض المغرب في فترة الرئيس الديمقراطي كارتر الى ضغط قوي ،بعد رفضه بيع السلاح للمغرب ، على الرغم انه كان حليفا للامريكيين في فترة الحرب الباردة .
تغير الوضع نسبيا مع رونالد ريغان، الذي قام بتسليح المغرب بعد الخسائر الكبيرة الذي مني بها على ايدي جيش التحرير الشعب الصحراوي .
تزامن وصول الجمهوري جورج بوش الأب مع نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، كما شهدت المرحلة نهاية الحرب في الصحراء الغربية المحتلة سنة 1991 وتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمملكة المغريية ومصادقة الامم المتحدة على مخطط التسوية من أجل إجراء الاستفتاء في الصحرا الغربية ، وهو المسلسل الذي يمتد إلى الوقت الراهن بين الرفض والقبول.
لم يغير الرئيس اللاحق، الديمقراطي كلينتون، من الموقف الأمريكي من الصحراء الغريية المحتلة ، ولكنه كان الأكثر تقربا للموقف المغربي .
في مرحلة الجمهوري جورج بوش الابن، أصبحت العلاقات بين واشنطن والرباط استراتيجية في مكافحة الإرهاب، وأشاد الرئيس الأمريكي بالمغرب على المستوى السياسي، وقدم المغرب خدمات كبيرة للبيت الأبيض، منها احتضان مشروع مؤتمر الشرق الكبير في الرباط سنة 2004، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة والانخراط الكلي في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك استقبال متهمين، وكان ذلك على حساب القوانين الدولية.
ورغم هذه الخدمات، فإن الضربة الموجعة للمغر صدرت عن البيت الأبيض تحت حكم بوش الإبن. فقد تقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الأمريكي جيمس بيكر بمشروع (1996-2004) إلى مجلس الأمن 2003 ينص على الحكم الذاتي لمدة أربع سنوات، وإجراء استفتاء تقرير مصير شعب الصحراء الغريية . وحاول السفير الأمريكي وقتها جون نيغروبونتي فرض مشروع جيمس بيكر رغم أن النزاع كان يتداول في إطار الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة وليس الفصل السابع. في السنة الموالية، رفضت واشنطن أن تشمل اتفاقية التبادل التجاري الحر الأمريكية-المغربية منطقة الصحراء الغربية المحتلة ، وكان هذا موقفا واضحا يزيل اللبس عن الموقف الامريكي الذي لا يعترف بمغربية الصحراء .
خلال سنة 2007، رحبت الخارجية الأمريكية بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب إلى مجلس الأمن، وعملت رفقة فرنسا على تضمينه في ديباجة القرار الصادر تلك السنة والقرارات اللاحقة وضمنتهم تقرير مصير شعب الصحراء الغربية الحق الذي لم يسقط كمبدا من مبادئ الامم المتحدة .
وفي عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، يتلقى المغرب مجددا ضربات قوية من "الحليف الأمريكي"، بعدما تقدمت السفيرة الأمريكية سوزان رايس خلال أبريل 2013 بمقترح ينص على مراقبة بعثة المينورسو لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة
خلال زيارة الملك محمد السادس إلى البيت الأبيض ولقائه بباراك أوباما 2013، اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ترجمة البيان المشترك للزيارة إلى اللغة العربية، بعدما لاحظت ما اعتبرته تلاعبا مغربيا في الألفاظ يوحي بدعم أمريكي لمقترح الحكم الذاتي. ومن المقارنة بين النص العربي الذي حرره المغاربة والنص
الأمريكي سيتبين الفارق الكبير في الجملة المتعلقة بالحكم الذاتي.
تحدث الملك المغربي بعد سنة في خطاب المسيرة السوداء 2014 عن غموض في الموقف الأمريكي، واتهام الولايات المتحدة بالتآمر على المغرب كما حدث في قمة الرياض 2016.
ومنذ تعيين السيد روس كمبعوث شخصي للامين العام الامم المتحدة بالصحراء الغربية والمغرب المدعوم فرنسيا يعاني من الضغوطات الدولية وزياراته المتكررة للارض المحتلة والاراضي المحررة التي ازعجت سلطات الاحتلال المغربي وارهقته ولو التدخل الفرنسي وتقديمهم لخدمات للامريكيين في الشرق الاوسط لما صمد المغرب .
منذ مجيء الرئيس دونالد ترامب للبيت الابيض نهاية سنة 2016 حتى اللحظة لم يقدم على تعيين سفير له بالرباط .
ولم يقبل باستقبال الملك المغربي الذي زار كوبا وانتقل الى ميامي واقام فيها من اجل لفاء ترامب الذي كان يقوم بزيارة لها واقتصر نشاطه في ميامي على لقاء مجموعة من مساعديه ومعارفه ثم لقاء الرئيسين السابقين لكولومبيا باسترانا وأوروبي لبحث تطورات مفاوضات السلام في كولومبيا .
خلال فترته الرئاسية زار وفد امريكي رفيع المستوى مخيمات العزة والكرامة ،كما اعترضت مرتين الولايات المتحدة على تمديد مهمة المينورسو لسنة ، كما قلصت ميزانية البعثة اسوة مع باقي البعثتات في العالم .
ان قضية اتخاذ قرار سياسي معين تتجاوز الرئيس الأمريكي نفسه وبالاحرى جون بولتون وتدخل ضمن نطاق الأمن القومي للبلاد وتخضع لحسابات عسكرية ودبلوماسية على المدى البعيد، إذ لا يمكن لأي رئيس اتخاذ قرارات ذات طابع استراتيجي دون العودة إلى مختلف الهيئات التي تشارك بشكل كبير في صنع القرار الاستراتيجي. فكل رئيس أمريكي يترك منصبه بعد أربع أو ثماني سنوات على أكثر تقدير، ولهذا لا يمكنه نهائيا اتخاذ قرارات قد تؤثر على البلاد مستقبلا.
متى نفهم انفسنا ونعرف ماذا نريد واين وجهتنا حتى نفهم الاخرين ؟ اصبحنا كفئة تعمل على " التشرميل " السياسي ان صح التعبير بمنطق تمزيق الشخص لجسمه وهو فاقد لوعيه نتيجة لتناوله الحبوب المهلوسة بالة حادة الحادة والاعتقاد ان ذلك عملا بطوليا، وانه سيجعل الاخر يتعاطف معه وانه من منطلقات اخلاقية فضل اذاء نفسه رغم قدرته على اذاء الاخر ، وبعد ان يستفيق من مرحلة التخذير يبدا في البكاء نتيجة الالم الذي يعاني منه .
حمادي محمدلمين الجيد (الناصري )