دعم دولي واسع للقضية الصحراوية من على منبر الجمعية العامة الاممية
وجه مسؤولون سامون من مختلف بقاع العالم بدعوات ملحة للأمم المتحدة من أجل لعب دورها وتنفيذ التزاماتها فيما يخص قضية الصحراء الغربية وحق شعبها في الحرية وتقرير المصير.
وحظيت القضية الصحراوية خلال اشغال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة بتأييد عالمي، و ذلك من خلال مداخلات العديد من وزراء الدول المشاركة و كذا اللقاءات الثنائية التي جمعتهم بوزير الشؤون الخارجية الصحراوي, محمد سالم ولد السالك, و الوفد المرافق له, في خطابها أمام الجمعية العامة، حيث دعت وزيرة الشؤون الخارجية الجنوب إفريقية، ناليدي باندور، الأمم المتحدة للوفاء بمسؤوليتها
ومبادئها فيما يخص قضية الصحراء الغربية ومصالح شعبها، مشددة على حق الصحراويين في الحرية وممارسة حق تقرير المصير وفق لما تنص عليه الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
وقالت رئيسة الدبلوماسية الجنوب إفريقية، أن توقعات وطموح شعوب إفريقيا من أجل قارة حقيقية بدون أي دولة مضطهدة أو خاضعة للسيطرة الإستعمارية لا تزال قائمة إلى اليوم.
وقالت ان بلادها على استعداد كامل للعمل مع جميع الدول الأعضاء من أجل تعزيز أهداف الأمم المتحدة في تحقيق السلام، الأمن والتنمية وحقوق الإنسان في القارة السمراء، والوصول إلى تحقيق هدف ضمان تمتع جميع شعوب العالم بالتنمية، الحرية والديمقراطية.
من ناحيته أكد رئيس وزراء أوغندا، روهاكانا روغوندا، في معرض خطابه أمس السبت أمام المشاركين في أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير وحرصها على مطالب شعب الصحراء الغربية المشروعة التي ينبغي أن يأخذها المجتمع الدولي بعين الاعتبار، من أجل التوصل إلى حل نهائي لقضية أخر مستعمرة في إفريقيا.
وشدد روهانا روغوندا على أن رئيس جمهورية أوغندا سيواصل دعم جهود الشعوب المستعمرة والأقاليم غير المتمتعة بالاستقلال لممارسة حقها في تقرير المصير كما الحال للشعب الصحراوي، مضيفا أن السبيل لإنهاء الاستعمار من الإقليم، سيتم فقط على أساس احترام مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، أي بالإنصات إلى شعب الصحراء الغربية، الإقليم الوحيد في إفريقيا الذي لا يزال تحت الاستعمار.
وفي سياق متصل، أبدى مجددا وزير الشؤون الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز باريا، تضامن بلاده الثابت مع الشعب الصحراوي وكفاحه المشروع الذي يخوضه من
أجل حقه في الحرية والاستقلال وبسط السيادة على أراضيه، والعيش بسلام شأنه شأن باقي شعوب العالم.
كما اكد الوزير الكوبي في خطابه مساء أمس خلال الجلسة العامة الثامنة من أشغال الدورة، مساندة بلاده للجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية يضمن لشعبها حقه في ممارسة تقرير المصير وفق ما تنص عليه كل قراراتها والميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
واعربت العديد من الدول المشاركة ومن بينها الجزائر عن دعمها لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية يضمن ممارسة حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.
الجزائر اعربت على لسان وزيرها للخارجية صبري بوقدوم عن أملها في أن “تسود روح الحوار بين الاشقاء في المملكة المغربية وجبهة البوليساريو من اجل التوصل الى الحل النهائي الذي يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير وفق مبادئ ميثاق الامم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ذات الصلة”.
روسيا، ليسوتو، جامايكا وإيسلندا كانت من بين البلدان التي اعربت عن دعمها لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية يضمن ممارسة حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.
أيضا وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية الـ74 ، أثار وزير خارجية إيسلندا، كولوكور ثور ثوردارسون، انشغال بلاده العميق بمجموعة من النزاعات والقضايا الدولية العالقة دون حل في الأفق، لا سيما في الصحراء الغربية، ليبيا وفلسطين، مؤكدا في السياق ذاته دعم بلاده لحل سياسي سلمي قائم على الحوار بين الأطراف المتنازعة وللجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وأبرز أن حجم النزاعات التي يشهدها العالم اليوم والفشل في إنهاءها بات يبعث على القلق الكبير، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية الرهيبة الناجمة عنها التي يعد أبرز ضحاياها مدنيون أبرياء، مستدلا في هذا الصدد بحالات لمجموعة من الشعوب الأكثر تأثرا.
تجدر الإشارة إلى أن أشغال الدورة العادية الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، انطلقت في الرابع والعشرين سبتمبر الجاري وتمتد إلى غاية الخامس أكتوبر المقبل، يناقش خلالها أزيد من 193 بلدا مجموعة من القضايا والنزاعات الدولية مثل الصحراء الغربية، اليمن، ليبيا وسوريا، إضافة إلى مسألة التغير المناخي وأزمة إيران وكذا عمليات حفظ السلام المنتشرة في إفريقيا.
و مع انتهاء النقاش العام على مستوى الجمعية العامة يوم الإثنين القادم ستشرع اللجان الستة في مناقشة جدول أعمال الدورة الحالية. و في هذا الإطار ستتناول اللجنة الرابعة المسؤولة عن القضايا السياسة الخاصة و تصفية الاستعمار، قضية الصحراء الغربية ضمن تطبيق الإعلان الخاص بمنح الإستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة.