رسالة مفتوحة لكل العقلاء للمساهمة في مواجهة الفتن والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان الى يوم الدين وبعد/
قال الله تبارك وتعالى/
"لاخير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما" النساء114.
وقال جل من قائل :
" وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " التوبة 105.
" وقال تعالى /
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، إدفع بالتى هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " فصلت.34.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:.
" الدين النصيحة " قلت لمن ، قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:.
" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " أخرجه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:.
إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا" أخرجه مسلم.
الى الأخوة الأشقاء:.
تحية طيبة ملؤها التقدير والإحترام ، وسلام من إخوتكم وأهلكم وذويكم ، الذين يحبون لكم كل الخير، ويحفظون لكم مكانتكم وقدركم بكل صدق وإخلاص وأمانة وعرفان .
أخوتنا الميامين:
كانت البداية للأحداث المؤسفة عبارة عن شرارة ضعيفة محدودة الزمان والمكان ، أشعلها أناس سفهاء الأحلام .حدثاء الأسنان من كلا الجانبين تعرفون جميعا أسبابها، لكن تم النفخ فيها من هنا وهناك ، فتطاير الشرر ليوقظ الفتنة ويهيجها . فتنزلق الأحداث ، لتخرج عن السيطرة ، أمام حيرة ودهشة الجميع ، وهكذا دأب الفتن ، يوقدها الأشرار ، ويعجز الحكماء عن إطفائها .
إخوتنا الأعزاء:.
إن هذه الأزمة ليست نهاية العالم ـــ سموها إن شئتم وعكة صحية ألمت بجسدنا ، سرعان ما تعافى وبرأ منها والحمدلله ـــ ففينا من روابط الأخوة والقربى والمصير المشترك ، والنسيج ألإجتماعي الضارب بجذوره فى أعماق التاريخ ، ومن النبل والنخوة والشهامة ومكارم الأخلاق وتجليات الدين الحنيف كإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ، ورد كيد الظالم وسنتصدى كلنا جميعا ، أمام كل من تسول له نفسه تدنيس سمعتنا أو تقطيع لحمتنا أو زرع بذور الشقاق.
إخوتنا الكرام:.
إننا نحذر وبشدة من مغبة أن يستغل أحد ، هذه الأحداث وماجرى فيها من أخطاء وهفوات ليتخذها مطية ينخر بها كالسوس جسدنا الواحد،أو المتاجرة بها، لينكأ الجراح و يسمم الأجواء ويعكر صفو المزاج العام، أو مادة دسمة للشماتة والتندر فى المجالس الخاصة ، للنيل من الكبرياء والمكانة المرموقة التي يحتلها هذا المكون الإجتماعي الوطني الأصيل وعليه أيها الأخوة الأشقاء ، فإننا ننبهكم الى حجم المؤمرات التى تحاك من طرف الحاقدين والحاسدين فهم أشبه بالدبابير التى تعيش فى القمامة ، أو كالذباب الذي لايقع الاعلى القاذورات ، أولائك المتربصون الذين يصبون الزيت على النار مراهنين على الفوضى والصدام والتناحر ، فلنقف بكل حزم وصرامة ، لنفوت الفرصة على أولائك ، بصفاء النفوس وجلاء كدرها، ورص الصف وتوثيق عرى المصالحة ، وطي صفحة ماحدث ورميها فى مزبلة التاريخ والى الابد.
أيها الصحراويون الأفاضل:
إن مجتمعنا وكافة قواه الحية فى كل مكان ، ما فتأ يشجب ويندد ويتبرأ من كل فعل إجرامي قذر هدفه المس من وحدتنا الوطنية ، أو إثارة الفتن والقلاقل داخل أوساطنا الإجتماعية المترابطة عبر تعاقب الحقب كالأعمال التخريبية العدائية التى ينتهجها الغازي المحتل ، وأساليبها المتنوعة ، والتى من ضمنها تجارة المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، والتى مافتئت تروع الآمنين وتغرر بشبابنا ، لتجره الى الفساد ومهاوي الرذيلة و الكسب الغير مشروع فيسري سمها داخل المجتمع ، لتفتك به ، وبقيمه وأخلاقه، وتجعله عرضة لامراض العصر وآفاته الإجتماعية التى هوت ببعض بلدان العالم الى الحضيض.
أيها الغيورون على وطنهم:.
إننا نوجه نداء عاجلا وملحا ، وصرخة مدوية فى عنان السماء ، الى كافة المواطنين والهيئات والشخصيات الاعتبارية كل من موقعه ، وحسب جهده ومايمليه عليه ضميره ، للمساهمة وبفعالية لإيجاد الترياق المناسب والأمصال الفعالة لنداوي جسمنا الوطني من الأمراض ،ونقيه من الأوبئة التي تحاول تدمير مناعته ، مطالبين أجهزة الدولة لعب الدور المنوط بها ،وأن لا تظل تقف على خط التماس تتفرج على الناس يسلخ بعضهم بعضا ، متعللة بأعذار من قبيل النعرات القبلية وعدم تعاون أفراد المجتمع وتجاوبه ، وتقاعس بعض الهيئات الوطنية .
أيها الشعب الأبي:.
إننا ندق ناقوس الخطر حول مصير شبابنا ، وندعوكم وأنتم مقبلين على الأستحقاق الوطني-المؤتمر- الى نهج سياسة مسؤولة وواعية تجاه شريحة الشباب ، ومايتطلب ذلك من تدابير إحترازية وعناية خاصة للرفع من مستواهم المهني والإجتماعي لملء الفراغ الذي يعانون منه وتحصينهم من اللجوء الى السلوك الطائش ، والممارسات الدنيئة فيعرضون مجتمعهم ونظامهم لكافة الأخطار المحدقة به من كل جانب ، وخاصة العدو المتمترس والذي لايلو جهدا لتفتيت وحدتنا والنيل من صمودنا.
أيها الشعب الفاضل:.
إننا نهيب بكافة الصحراويين للحفاظ على مكاسبنا التى حققناها بالدم والعرق والدموع ، والعمل على تقويتها وتمتينها وحراستها من كل جانب ، والذب عنها ومهما كلف ذلك من ثمن ، حتى ينعم شعبنا بالحرية ، ويعيش في كنف ربوع وطنه ودولته المستقلة.
كما أننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى الى التحلي بالقيم الدينية السامية وبالأخلاق الرفيعة الفاضلة ، وذلك بنشر ثقافة التقارب والتكافل والتكامل والإنسجام والمحبة والخير ونبذ الفرقة والإختلاف ودعاوي الجاهلية من تباغض وتحاسد وتدابر وتنافر، والبعد عن النفاق والخطاب المزدوج ، الذي ظاهره عسلا صافيا وباطنه سما زعافا.
أيها الشعب الصامد:.
إن تسارع دوران عجلة الزمن ، والطريق الذي مازال شاقا وصعبا ، وبه تعرجات وعرة وأنفاق مظلمة يتطلب سياسة حكامة راشدة ، أساسها العدل والإنصاف ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، دون إقصاء أو تهميش أو تقزيم أو تحقير ، فعلى مر الزمان ما وجدت حاضنة جمعت كل الصحراويين فى كل مكان ، على قلب رجل واحد ونحو هدف واحد، وصوب قضية واحدة غير مشروعنا الوطني ، لأن أساسه ودعائمه ولبنه الذي بني به تم تكوينه وإنتاجه من دم ولحم وعرق ودموع كل الصحراويين ثم تم طحنه وخلطه وعجنه فى إناء جامع إسمه الوحدة الوطنية ليصبح مادة جاهزة شيد بها ذلك الصرح الوطني العملاق الشامخ ، فدخله كل الصحراويين على حد سواء ، كبيرهم وصغيرهم ، شيوخهم ونسائهم وشبابهم وأطفالهم متساوون فى الحقوق والواجبات ، لا منة ولا كرامة لأحد على أحد فيما تم إنجازه وتحقيقه ، ويجب أن يظلوا هكذا حتى تحقيق الهدف المنشود وتطهير الارض من دنس الاحتلال الغاشم .
وفي الختام لايفوتنا أن نحيي وبحرارة كل الأصوات الداعية للعدل والإنصاف ونبذ الخلاف والمطالبة بالتسامح والتكافل كما نشكر ونشد على أيدي أولائك الساعين الى تضميد الجراح ووأد الفتن وردم الهوة بين الناس ، بصدق وإخلاص وأمانة ، فجزاهم الله عنا خيرا وعن أمتنا ونتوسل الى الله بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ، أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعلنا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وأن يستعملنا لما فيه صلاح ورشاد المجتمع ، وأن يوحد كلمتنا ويرص صفنا ، وأن يجعل ثأرنا على من ظلمنا وهم الغزاة المغاربة وأن يصلح ذات بيننا ويجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين .
وصدق ربنا القائل على لسان نبيه شعيب:. " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب "هود"88.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن جماعة الخير والإصلاح