لم يكلف المخزن المغربي نفسه عناء الالتفات إلى الخلف ومراجعة سجل مواقفه في حالات مشابهة، بدله حمَّل تونس الشقيقة فشله الذريع وجعل من موقفها المطية التي يُنفس بها عن آلام الهزائم التي كبله اياها الشعب الصحراوي في حرب فرض الوجود لارادته التي لا رجعة فيها "الجمهورية الصحراوية". ولا يمكن الا ان نعذر المخزن فالصدمة قوية ووقعها على مركز التفكير وصنع القرار المخزني قد أغنته عن كؤوس الخمر الباريسي. فيما مضى وفي حالة مشابهة، سٌئل السياسي الاسباني المخضرم "خوليو أنغيتا" عن تفسير موقف الحكومات الإسبانية المتعاقبة من الصحراء الغربية فرد أن "إسبانيا ضعيفة مع الأقوياء، قوية على الضعفاء" ويبدو ان المخزن ذاك هو دأبه والطيور على أشكالها تقع. والحاصل هنا أنه من فرط تأثير الموقف الطبيعي لتونس السيّدة ارتبك المخزن ولم يجد من شيء سوى محاولة تأسُّد فاشلة على تونس التي ظنها في لحظة سكر باريسي ضعيفة وسترتجف من ردة فعله، ولكن على من يتأسّد المخزن فتونس لم تتوهم قوة ليست لديها وكان ردها رد الواثق من نفسه وبفخر من يشعر بشعبه واقف خلفه، رد من يؤمن بقوة الحق والقانون وليس رد من يستقو...
أخبار الصحراء الغربية والعالم