-->

أهم ملاحظات وتوصيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس المقدم لمجلس الامن الدولي حول الوضع في الصحراء الغربية


هذه أهم الملاحظات والتوصيات التي تضمنها تقرير الامين العام الاممي انطونيو غوتيريس المقدم لمجلس الامن الدولي حول الوضع في الصحراء الغربية :
*ما زلت مقتنعا بأن التوصل إلى حل لمسألة الصحراء الغربية هو أمر ممكن. غير أن التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقا للقرارين 2440 (2018) و 2468 (2019) سيتطلب إرادة سياسية قوية من الطرفين ومن المجتمع الدولي أيضا. وقد تمكن مبعوثي الشخصي، هورست كولر، من إعادة إحياء الدينامية والزخم اللذين تشتد الحاجة إليهما للعملية السياسية، بسبل من بينها عملية اجتماعات المائدة المستديرة التي أطلقها والتي جمعت المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا. ولذلك، فمن الضروري الحفاظ على الاستمرارية والزخم في هذه العملية السياسية. وأدعو أعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء الغربية والجهات الفاعلة المعنية الأخرى ذات الصلة إلى تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على الانخراط بحسن نية ودون شروط مسبقة في العملية السياسية حالما يتم تعيين المبعوث الشخصي الجديد.
*ولا يزال هناك نقص في الثقة بين الطرفين. فعلى الرغم من تصريحات كل منهما، لا يبدو أن لدى المغرب ولا لدى جبهة البوليساريو ثقة في رغبة الطرف الآخر في الانخراط بجدية وتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. ومع ذلك، أعتقد أن لدى الطرفين الكثير من المصالح المشتركة التي ينبغي أن تشجعهما على العمل معًا. ولذلك، فإنني أحث الطرفين على أن يبديا بجدية ما يدل على حسن النية ويثبت استعدادهما لإحراز تقدم نحو التوصل إلى حل سياسي للنزاع، وأن يمتنعا عن الخطاب الذي يؤثر سلبا في جهود التوصل إلى هذا الحل.
*وقد واصلت البعثة الاضطلاع بدور قيِّم، على الرغم من التحديات التي نوقشت أعلاه، في رصد تنفيذ الاتفاقات العسكرية والإبلاغ عنها، وفي التواصل مع الطرفين لمنع التوترات أو الحد منها. وهذا الدور لا يزال حاسما للحفاظ على بيئة تفضي إلى نجاح العملية السياسية. ويعكس حل الانتهاكات المهمة المشار إليها في تقريري السابق، وعدم وقوع انتهاكات جديدة كبيرة خلال الفترة المشمولة بهذا التقرير، قيمة هذا الجهد المبذول لمنع نشوب النزاع، وكذلك فوائد التواصل الفعال، الذي يحتاج إلى فتح المزيد من القنوات. وواصلت البعثة القيام بهذا العمل بنزاهة وفعالية، مع تحقيق نتائج واضحة. وعلى النحو المفصل في هذا التقرير، اتخذت البعثة أيضًا خطوات هامة لتحسين فعاليتها وكفاءتها.
*وتتوقف قدرة البعثة على مواصلة القيام بهذا الدور إلى حد كبير على التزام الطرفين بدعم وتيسير تنفيذ ولاية البعثة، وقبول وتنفيذ نتائجها، واحترام استقلالها وحيادها. وبالتالي، فإنني أحث الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما في جميع هذه المجالات الثلاثة.
*وتحقيقا لمصلحة الجميع، أناشد جميع الأطراف مرة أخرى أن تظل ملتزمة وأن تحافظ على اتصالات منتظمة مع قيادة البعثة، المدنية والعسكرية على حد سواء. وإن تمكّن ممثلي الخاص من الاجتماع بأي من الطرفين دون عوائق، حسب الاقتضاء، أمرٌ أساسي لأداء دوره بصفته ممثلي الخاص في الإقليم.
*وأرحب بتعاون المغرب في معالجة الانتهاكات المحددة في تقريري السابق إلى مجلس الأمن، وأحث الطرفين على التعاون الكامل مع البعثة، في إطار احترام الطابع المحايد لنتائجها، في حل جميع الانتهاكات المعلقة.
*وكما ذكرت بالتفصيل في هذا التقرير، فإنني أشعر بالقلق إزاء الاتجاهات الأخيرة في الكركرات. فقد أدت الحركة التجارية المتزايدة عبر المنطقة العازلة والأنشطة المدنية المتنامية لإعاقتها إلى خلق توترات في تلك المنطقة الحساسة. وإنني أدعو إلى عدم عرقلة حركة المرور المدني والتجاري العادي. وأحث بقوة كلا الجانبين على الامتناع عن القيام بأي أعمال متعمدة في الكركرات، أو في أي مكان آخر في المنطقة العازلة. كما أحث الطرفين على المجاهرة بشجب كل من يعمل على إثارة هذه التوترات. ويجب أن يلتزم الجانبان التزاما دقيقا بشروط اتفاقات وقف إطلاق النار، وأؤكد أن أي تدخل – عسكري أو مدني – في المنطقة العازلة سيُعتبر بمثابة تصعيد قد يؤدي إلى أزمة أخرى في الإقليم.
*ويبذل الطرفان جهودا لمكافحة تزايد أنشطة تهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة الإجرامية في الإقليم. وإذ أسلم بأن هذا الوضع يشكل مصدر قلق حقيقي، أُذكّر الطرفين بأن التصدي لهذه التحديات بالوسائل العسكرية على نحو يتعارض مع الاتفاق العسكري رقم 1 يقوض وقف إطلاق النار وبالتالي لا يمكن تبريره.
*وتواجه مفوضية شؤون اللاجئين والجهات الفاعلة الإنسانية في مخيمات تندوف تحديات متزايدة في تلبية احتياجات اللاجئين الصحراويين الضعفاء. وقد بلغت مؤشرات الصحة والتغذية معدلات تنذر بالخطر، كما أن خدمات توفير مياه الشرب لا تزال أدنى بكثير من مستوى المعايير الدولية. وتعزى هذه التحديات إلى عدة أمور من بينها النقص المزمن في تمويل العمليات الإنسانية في مخيمات تندوف، مما تسبب في توقف الجهات المانحة عن تقديم الدعم على إثر تشكيكها في قاعدة الأدلة الخاصة بالبرامج. وإنني أشدد على أن الأرقام المتعلقة باللاجئين في مخيمات تندوف مخصصة حصرياً لأغراض المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية، ولا تشكل بأي شكل من الأشكال أساسا يُستند إليه في التسوية السياسية أو لأغراض الاستفتاء.
*وأحث الطرفين على احترام حقوق الإنسان وحمايتها وتعزيزها، ومعالجة مسائل حقوق الإنسان العالقة وتعزيز التعاون مع مفوضية حقوق الإنسان وآليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وتيسير البعثات التي توفدها. ومن الضروري رصد حالة حقوق الإنسان على نحو مستقل ونزيه وشامل ومطرد من أجل كفالة حماية جميع الناس في الصحراء الغربية.
*وأود أن أثني على البلدان المساهمة بقوات في البعثة على إسهاماتها وعلى نشر عدد أكبر من النساء في صفوف المراقبين العسكريين. وزيادة وجود النساء يؤثر تأثيرا إيجابيا على عمل البعثة، ويدعم جهودي الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في الأمم المتحدة. وأود أيضا أن أشكر جميع الدول الأعضاء على دعمها في الجهود الرامية إلى تأمين الموارد الكافية اللازمة للحفاظ على العمليات الحالية للبعثة وفعاليتها.
*والبعثة هي المصدر الرئيسي، والوحيد في معظم الأحيان، الذي أعوّل عليه ويعوّل عليه كل من مجلس الأمن والدول الأعضاء والأمانة العامة ومبعوثي الشخصي للحصول على المعلومات والمشورة غير المتحيزة بشأن التطورات المستجدة في الإقليم. وفي هذا الصدد، تضطلع البعثة بدور رئيسي في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين للنزاع في الصحراء الغربية وفقًا للقرارين 2440 (2018) و 2468 (2019). وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية هي آلية حيوية للإنذار المبكر يمكنها أن تمنع وقوع تطورات يمكن أن تؤثر على المناخ اللازم لاستئناف العملية السياسية. ولذلك، أوصي بأن يمدد المجلس ولاية البعثة.
*وأود مرة أخرى أن أشكر هورست كولر على جهوده الدؤوبة بصفته مبعوثي الشخصي، وعلى تنشيط العملية السياسية، وإحياء الأمل، الذي تمس الحاجة إليه، في إمكانية التوصل إلى حل سياسي لمسألة الصحراء الغربية. وأشكر أيضا ممثلي الخاص للصحراء الغربية ورئيس البعثة، كولن ستيوارت، لما أبداه من تفان في قيادة البعثة. وأخيرا، أشكر قائد القوة، اللواء ضياء الرحمان، ورجال ونساء البعثة على التزامهم المستمر بإنجاز ولاية البعثة في ظل ظروف صعبة ومحفوفة بالتحديات.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *