-->

الحسم اليوم قبل الغد...


في رمشة عين عندما توفرت الإرادة السياسية الصادقة لذلك، أغلقت الثغرات الأمنية التي أحدثتها المجموعات المدعومة من العدو بمنطقة بوقربة وهي التي كان يمر عبرها مايقارب ب 80% (رقم تقريبي) من المخدرات المغربية كما تمت السيطرة بالكامل على أشرقان، وذلك عبر أوامر صارمة وواضحة لوحدات النخبة المختصة في مكافحة المخدرات، فما الذي يمنع تكرار التجربة مع أمهيريز ووين ترقت ولخشيبي وبن زكة وديرت ومناطق قرب ميجك واغوينيت والدوكج وغيرها...؟.
إن فاتورة التصدي اليوم للمرتزقة المرتبطين بأجهزة معادية قد تكون بسيطة مقارنة مع تركهم يتغولون ويزدادون قوة وطيشا وعبثا، ويتوسعون نفوذا وقدرة وسطوة وطغيانا، فعندها قد يضطر الشعب الصحراوي كما دولته لدفع فاتورة كبرى قد تفوق طاقتهما، فاتورة بشرية ومادية فاتورة في صورة شعبنا لدى العالم، وفاتورة اعظم في وحدة شعبنا وتماسك نسيجه الإجتماعي، وفاتورة اضخم في أمنه وإستقراره.
لقد اضحى حسم الحرب على المخدرات اليوم وإخراج الورقة من دائرة الإستغلال المغربي واجبا دينيا ووطنيا وأخلاقيا ملحا بل مقدسا لا مناص عنه، وقد يوصف كل من يعطله أو يتأمر عليه بخدمة أجندات ومرامي تعادي شعبنا، وأي تأخير أو تقاعس أو تماطل في إتخاذ الإجراءات اللازمة ستكون له تبعات وخيمة على مستقبل شعبنا ومشروعه الوطني المستهدف من تلك العصابات المدعومة من اجهزة مغربية، وأي تماهي مع المعضلة أو تأجيل لضربة الحسم هو كاللعب بالنار التي إن أشتعلت وتصاعدت أدخنتها قد تحرق الكل وتردنا عقودا الى الوراء ونكوصا نحو عهود ماقبل الدولة.
إغلاق الثغرات الأمنية في المناطق المذكورة، وضرب المرتزقة بقوة القانون الرادعة، وإصدار لوائح للمطلوبين ورميهم في السجون وتغليظ العقوبات، ورفع الحماية الإجتماعية على أباطرة المخدرات، وتطهير مؤسسات الدولة من المتأمرين مع المرتزقة وتنظيف القضاء من المرتشين، وتفعيل دولة القانون والمؤسسات وإلغاء الصلح القبلي الذي يحمي المجرمين وتجريم تدخل ملوك الطوائف (الشيوخ) في الحياة العامة، والبحث عن بدائل إقتصادية للشباب وخلق فرص كسب العيش ودعم ركائز الشفافية في إستقطاب الشباب للعمل بالمؤسسات ونيل مشاريع التشغيل، كما التوعية بخطر الظاهرة، خطوات عملية واضحة إذا توفرت الإرادة السياسية الجادة لتطبيقها قد تحسم الحرب على الظاهرة في غضون اسابيع معدودة دون تكاليف كبيرة، وتنهئ غي العابثين والمتأمرين على إستقرار شعبنا، وتسدد الضربة القاضية للمجاميع الخارجة عن القانون وأعمالهم الإجرامية التي تستغلها المخابرات المغربية لتشويه كفاحنا ومحاولة تدمير شعبنا من الداخل، فقد حان الوقت الان وفورا لأن ينتهي هذا الكابوس المغربي المستمر منذ حوالي عشرة سنوات، وقد أعذر من أنذر، فهل من مستجيب؟.
بقلم: عالي محمد لمين

Contact Form

Name

Email *

Message *