-->

إسهامات مناضل في أفق المؤتمر الخامس عشر للجبهة


المساهمة الأولى : 

أهمية استحضار المرحلة :
لسنا بحاجة لتذكيركم بإننا اليوم وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا النضالي لمدعوين إلى استحضار المرحلة منذ وقف إطلاق النار إلى يومنا هذا ، بما فيها من إنجازات وإخفاقات ، وبما طبعها وميزها من متغيرات على مختلف الأصعدة وفي مختلف الساحات .
فبغض النظر على انها مرحلة شهدت الكثير من المتغيرات الاجتماعية والجيو سياسية والاقتصادية مست بعض دول الجوار ومعظم الدول العربية ، ودول أخرى في العالم ، وعرفت دوليا صراعات دولية حادة ، في ظل ظهور بؤر توتر عديدة في شتى أنحاء المعمورة بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والإنسانية والبيئية ، وما رافق ذلك من مخاطر أمنية واستمرار الانشغال الدولي بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة خاصة المخدرات ، وبانها فترة تميزت بتدعيم رصيدنا بمكاسب هامة على مستوى كل الجبهات في مختلف الساحات وعلى مختلف الأصعدة ،إلا انه يمكن القول بانها فترة تميزت بالنسبة لنا وبكل اختصار بـ :
1/انشغال مجلس الأمن بقضايا يعتبرها أولوية على حساب قضيتنا الوطنية التي مازال حلها يصطدم بسياسات القوى الدولية الضالعة في النزاع بشكل أو بآخر ، والتي تبرر فشلها في كل مرة في عدم تمكنها من إيجاد حل في الوقت الراهن لأسباب واهية من قبيل بأن النزاع في الصحراء الغربية نزاع غير ساخن ، وبانه ليست هناك معاناة إنسانية حقيقية بسببه ، وبأن أي حل للمشكل يتطلب أن يكون حلا مقبولا ومتفق عليه بين الطرفين ، .....
2/ تفاقم المعاناة في مخيمات اللاجئين بسبب تراجع الدعم الإنساني في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ، وتنامي الحاجة لمختلف متطلبات الحياة في الوقت الذي تقلصت فيه فرص عديدة كانت توفر لبعض العائلات نوع من الاكتفاء الذاتي ، رغم الحفاظ النسبي على وتيرة مختلف البرامج الاجتماعية والخدماتية .
4/ مواصلة النظام المغربي لتعنته وعدم احترامه للشرعية الدولية واستمرار انتهاكاته لحقوق الإنسان في المدن المحتلة من ترابنا الوطني ، واستغلاله اللا شرعي للموارد الطبيعية الصحراوية .
5/ وحدة وصمود الشعب الصحراوي ، وتمسكه بحقه في تقرير المصير والاستقلال ، والتفافه حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادي الذهب كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي في نضال وكفاحه من اجل الحرية والاستقلال .
6/مواصلة النقاش والتساءل على مختلف المستويات ، وفي مختلف تواجدات الجسم الصحراوي حول أسباب تمديد الأمم المتحدة في كل مرة لعهدة بعثتها لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية والمعروفة بالمينورصو ما دامت القرائن تؤكد بان المهمة التي أنشأت على أساسها أصبحت غاب قوسين أو أدنى ، وجدوائية المفاوضات بين طرفي النزاع في غياب وجود نية صادقة للنظام المغربي للبحث عن تسوية عادلة للنزاع .
مرحلة يمكن القول بأنه نتج عنها باختصار شديد حقيقتان واضحتان يدركهما القاصي والداني .
الحقيقة الاولى هي إن الدول العظمى بناء على مصالحها الإستراتيجية ــ رغم ما تدعيه بعض تلك الدول من حين لآخر من جديتها في البحث عن تسوية دائمة للنزاع تكفل للصحراويين حقهم في تقرير المصير ــ تخطط لأن يكون الحل هو الإبقاء على الوضع الحالي مع إعطاء هامش من الحريات وتسيير الموارد للصحراويين في المدن المحتلة ، وتمكين الصحراويين في مخيمات اللاجئين الصحراويين من خلال مدهم بمختلف المشاريع والبرامج في مختلف مناحي الحياة تحت عناوين ومبررات مختلفة . 
وهذه الحقيقة تدعونا إلى التأكيد بانه من غير المقبول أن نتسامح أكثر مع عدم جدية الأمم المتحدة في أيجاد تسوية عادلة للنزاع في الصحراء الغربية ، ومن غير المقبول ان نرى قضيتنا الوطنية تباع وتشترى في المحافل الدولية ، ونشعر بأن حقنا في تقرير المصير والحرية والكرامة والعودة لأرضنا أصبح قضية فيها وجهة نظر ، ونقف كشباب مكتوفي الأيدي دون تحريك ساكن ، ونحن عارفون بان للحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة بالدم يدق . 
وبالتالي فمن الهام أن نكون جادين في مطالبة المجتمع الدولي وكل الهيئات والمنظمات الدولية بأن تبذل قصارى جهدها لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الغير قابل للتصرف في تقرير المصير عن طريق استفتاء حر عادل ونزيه ، ومخاطبة الأمم المتحدة بكل حزم وصرامة بأن تعمل بجد لإنجاح مهمتها في الصحراء الغربية أو التخلي عن تلك المهمة والانسحاب من المنطقة ليتخذ الصحراويون الخيار الذي يرونه مناسبا لانتزاع حقهم المشروع في الحرية والاستقلال وهو ما سيهدد امن المنطقة من جديد ، ويعمق مأساة شعوبها .
أما الحقيقة الثانية فهي أن غالبيتنا العظمى قد ساهمت بقصد أو بغير قصد كل من جهته في تعميق الخطأ الشائع أمام الصحيح الضائع، الخطأ الشائع الذي هو أننا أصبحنا نظن أنفسنا في وضعية طبيعية ومستقرة ، وبأن لدينا دولة بمواصفات الدول الأخرى وما يترتب عن ذلك من حقوق وواجبات ، أما الصحيح الضائع فهو أننا حركة تحرير وطنية مطالبة بتحقيق الاهداف التي تأسست على أساسها ، وبأننا في حرب يومية مع الاحتلال المغربي ، مطالبين بالعمل الجاد ، والصمود والتضحية والابداع في أساليب المقاومة والكفاح من اجل انتزاع حقنا المشروع في الكرامة والحرية والاستقلال واستكمال السيادة الوطنية على كامل ترابنا الوطني .
وهذه الحقيقة تدعونا لأن ننادي وبكل قوة كل الشباب الصحراوي في كل التواجدات ، في مخيمات اللاجئين ، في المدن المحتلة وجنوب المغرب ، في الجاليات والريف والمهجر ، للوقوف بقوة وحزم في وجه المصاعب والتغلب على النسيان والاحتكام للعقل، والانتباه إلى كل ما من شأنه أن يدفعنا إلى أن ننساق إلى الوجهة التي يرسم معالمها النظام المغربي المحتل لتحقيق مآربه ومساعيه الخبيثة ، وللاستعداد لمواجهة التحديات القائمة التي تواجهنا كشباب والتي أبرزها كيف يمكننا أن نكون في مستوى يتيح لنا ويؤهلنا لأن نتحمل المسؤوليات التاريخية الملغاة على عواتقنا ، والاجتهاد والتجديد في الأساليب التي تدفع باتجاه تحقيق الأهداف الكبرى التي نعمل على تحقيقها منذ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ماي 1973 ، بغض النظر عن المعيقات والتحديات القائمة ، وبأننا كشباب سنناضل بكل ما أوتينا من قوة من أجل كرامة شعبنا ، وتحقيق تطلعاتنا الوطنية المشروعة في الاستقلال والعيش بكرامة في وطن يحتضن الجميع ، وطن قادر على استيعاب طموحات أبنائه و تحقيق أحلامهم ، وطن العدالة والمساواة، وطن الحرية والديمقراطية الصحيحة، وطن يشعر فيه المواطن بعمق انتمائه وإخلاصه لأرضه .


المساهمة الثانية : 
طبيعة الخطاب السياسي الذي نريد في هاته المرحلة :
من الهام التأكيد على أن الخطاب السياسي الذي نريده في هاته المرحلة يحب أن يكون منظومة معنوية من القيم والرؤى والأفكار والاتجاهات ، التي تتصل بنظامنا السياسي والممارسة التي يجب أن تؤثر فعلياً في توجيه سلوك أفراد المجتمع سواء كانوا حكاماً أم محكومين ، خطاب يؤدي إلى الارتقاء بالوعي السياسي وبالثقافة السياسية لدى أفراد مجتمعنا ،خطاب من جهة يعمل على تحصين الأفراد ضد المخاطر التي تحيط بهم ، ومن جهة أخرى يحصن المنظمة ضد ما قد يضرها .
المساهمة الثالثة :
اختيار الأداة القادرة على القيام بمختلف المهام التنظيمية :
مادمنا ندرك بأن قوتنا وقوة تنظيمنا الوطني تنبع من قوة وقدرة أدوات هذا التنظيم فمن الهام الاتفاق بانه لا يمكننا بتاتا أن نترك تطلعاتنا في اختيار الادوات التي تقود مختلف مناحي الفعل الوطني رهينة الصدفة والعشوائية ، تتحكم فيها حصيلة الاختيارات والقرارات الشخصية التي يتخذها البعض بشكل تلقائي وفق ما يمليه عليهم تقديرهم للمصلحة تحت وطأة إكراهات الواقع المعاش .
وبالتالي علينا أن نراعي في الأدوات التي سنختارها أن تكون أدوات تضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات ، قادرة على التواصل بكفاءة فيما بينها ، ثم التواصل مع أفراد المجتمع ، لها أدوار ووظائف متعددة تشمل جميع النواحي المتصلة بالحياة المجتمعية ، ادوات لها القدرة على الاستشراف والابداع في أساليب الإدارة والتسيير ، قادرة على تحريك المجتمع وتنشيطه، لها من القدرة ما يؤهلها لان تكون ملمة جيدا بفنون الوصول الى مصادر المعلومات، والتحقق من مصداقيتها ، أداة تجتهد في نشر القيم وتقديم الحقائق واقتراح الحلول وتنوير وتثقيف المجتمع وتنمية إمكاناته الثقافية والفكرية، قادرة على طرح تصورات حلول للمشكلات التي يعاني منها المجتمع ، ومعالجة الأمور الحياتية والإنسانية الضاغطة مثل محاربة الآفات الاجتماعية، والشائعات والنهوض بقضايا الصحة ، التعليم والبيئة ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، تساهم في ضمان الشفافية ، ونشر ثقافة احترام حقوق الإنسان ، وترسيخ مبادئ وثقافة وقيمة المشاركة الشعبية في صنع القرار ، أداة تروج لضرورة وأهمية الفهم الصحيح للحقوق والواجبات المختلفة . 
ولكن يجب اخذ في الحسبان بأن هذه الأدوات هي جزء كبير من المناضلين الصحراويين المخلصين بوصفهم أفراداً ومواطنين عليهم واجبات ومسؤوليات ، ولكن لديهم حقوق يجب مراعاتها وأخذها بمحمل الجد ، بما في ذلك الحق في التكوين والتأهيل السياسيين، والتحفيز ، والاستفادة من الموارد والإمكانيات التي تساعدهم في أداء المهمة الموكلة اليهم ، وإلا فإننا سنبقى نتطلع إلى المستحيل في زمن التغيرات الجيو سياسية والأمنية والاقتصادية التي تعرفها المنطقة والعالم اجمع ، ناهيك عن التغيرات في أنماط التفكير التي تشهدها البشرية على امتداد الأرض . 
المساهمة الرابعة : 
أهمية الاستثمار في الشباب :
قبل الحديث عن أي توجهات مستقبلية للنهوض بهذا القطاع من الضروري والهام جدا مراعاة واخذ في الحسبان بان الجيل الصحراوي الحالي المطالبين في الاستثمار فيه والذي يمكن ان نسميه الجيل الجديد يختلف نوعا ما في طباعه وسلوكاته وتصرفاته ومستواه العلمي والثقافي والسياسي وميوله ورغباته عن الأجيال السابقة . 
جيل يعاني من مشاكل مختلفة ، منها ما هي علمية تربوية بسبب ضعف بعض المناهج الدراسية ، وتراجع دور العائلة والمؤسسات الإجتماعية في التربية ، التوجيه ، التكوين وبناء المقدرات ، ومنها ما هي نفسية كالشعور بالضياع والغربة والإحباط بسبب التفاعلات السياسية المتباينة وضغوطات الحياة ، والهجمة النفسية للعدو و مجهوده نحو إستقطاب الشباب و التأثير في قناعاتهم ، بالإضافة إلى سطوة وسائل الإتصال و القنوات الفضائية ودورها كعنصر منافس للخطاب الوطني ، ومنها ما هي سياسية بسبب قلة الوعي وضعف الثقافة السياسية لدى البعض ، وضعف التحسيس بأهمية وقيمة المشاركة السياسية من طرف بعض السلطات والمؤسسات ذات العلاقة ، وعزوف البعض عن المشاركة السياسية ، ومنها ما هي أخلاقية ثقافية اجتماعية ناجمة عن التناقض القيمي بين جيل الشباب وجيل الآباء ، وعدم استغلال أوقات الفراغ ، صعوبات الزواج وبناء الأسرة ، التسرب المدرسي وإنقطاع المسار الدراسي ، الفراغ و الانحراف السلوكي وتهديدات الإدمان والجريمة المنظمة ، ومنها ما هي اقتصادية بسبب قلة فرص العمل المربح في ظل شح الامكانيات والموارد العمومية الموجهة للمشاريع والبرامج الشبانية ، وما نتج عن كل ذلك من فقدان القدرة على الحلم بالمستقبل .
جيل غالبيته العظمى إما ولدت وعاشت وترعرعت في الخيام في مخيمات اللاجئين الصحراويين في ظروف صعبة للغاية ، أو ولدت وعاشت وترعرت تحت سياط الاحتلال والممارسات البشعة اليومية للنظام المغربي التعسفي في المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، وما سببه كل ذلك من معاناة وآلام ، وتأثيرات على نفسيته وسلوكاته ونموه العقلي والجسدي . 
ورغم كل ذلك فإن هذا الجيل هو الجيل نفسه الذي استطاع أن يشكل رقما صعبا في معادلة الوجود والصراع مع المشروع التوسعي المغربي ، بعد أن برهن ومازال من يعيش منه في مخيمات اللاجئين على قدرتهم على الصمود والتحدي ، وفجر من يعيش منهم في المدن المحتلة من ترابنا المحتل بسواعدهم التي لا تحمل سوى العلم الوطني وريشة الكتابة على الجدران انتفاضة الاستقلال المباركة التي شكلت منعطفا جديدا في مسار كفاحنا الوطني. 
إن هذا الجيل بالمشاكل التي يعيشها وبالمعاناة التي يواجهها ، وقوة الإرادة والتحدي والعزيمة التي يمتلكها ، هو الجيل نفسه الذي على كل المؤسسات الوطنية أن تعمل على تأطيره وتوجيهه وتأهيله ، بغض النظر عن الصعوبات والعراقيل والعقبات من خلال تبني سياسات حكيمة واضحة ومتينة مبنية على دراسة واقعية ، وتجارب سابقة وبحث جاد وإرادة حقيقية في إيجاد آليات وبرامج فعلية تعيد للشباب الأمل والثقة بأن الغد سيكون أفضل .
ورغم أنه لا يمكننا نكران المجهودات التي بذلت في السنوات الاخيرة فيما يتعلق بملف الشباب والتي نعتبرها مجهودات معتبرة إذا ما نظرنا إلى واقعنا وظروفنا ووضعيتنا الخاصة من خلال السياسات الوطنية التي تم الشروع فيها منذ وقت ليس بالقصير اتجاه هذه الشريحة والتي أساسها إنشاء وزارة للشباب والرياضة ، وترقية اتحاد الطلبة إلى منظمة جماهيرية ، وإنشاء آلية وطنية تعنى بملف الشباب ، وفتح الكثير من فرص التكوين في الخارج والداخل ، وتوجيه بعض القروض المصغرة للشباب ، ومحاولة البحث عن فرص للتشغيل ، وإعطاء الأولوية في التوظيف للخريجين، وتحفيز الراغبين منهم للالتحاق بصفوف جيش التحرير الصحراوي .
إلا أنه لا يمكننا نكران بأن هذه السياسات مازالت تحتاج للكثير ، الشيء الذي يتطلب وبكل إلحاح أن نوحد تفكيرنا وجهدنا لمواجهة التحديات التي يطرحها هذا الموضوع من خلال سياسات وطنية شبه مستدامة بغض النظر عن الظروف و التحديات القائمة .
صحيح أن هناك معيقات منها ما هو موضوعي كصعوبة الحصول على مصادر تمويل ودعم معظم برنامج وأنشطة واحتياجات المؤسسات المعنية في ظل شح الإمكانيات والموارد ومحدودية التكاملية فيما بين المؤسسات الوطنية ذات العلاقة في معالجة الانشغالات الكبرى التي يطرحها هذا الملف ، ولكن ذلك لايمكنه ان يكون عائقا دون التفكير الجاد في البحث عن الآليات الأنسب لاحتضان هؤلاء الشبان ، وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم الخلاقة ، واستثمار أوقات فراغهم بما يخدم الأهداف الوطنية الكبرى ، والأخذ بيدهم إلى جادة الرشد والصواب من خلال سد أبواب وطرائق الفساد وسبل الانحراف ، والعمل على تزويدهم بالقيم التي تحافظ على دينهم الحنيف وأصالة شعبهم وتراثه الفكري والثقافي والحضاري ، وتوفير فرص العمل لهم ، وفتح أبواب المبادرة والإبداع أمامهم ليستطيعوا خدمة أنفسهم ومجتمعهم وقضيتهم الوطنية ، ومطالبة كل المؤسسات ذات العلاقة أن تعمل جاهدة من خلال كل أبجدياتها وأدبياتها على أن تضاعف جهدها وأن تبذل كل ما في وسعها من أجل تأطير وبالتالي توجيه ما يمكن تأطيره وتوجيهه من هذا الجيل في هذا الواقع الذي بات الشباب يشكل أبرز واهم دينامياته ، مع التأكيد على ان تكون اولى الاولويات دعم شباب الجيش من خلال دعم مختلف مؤسسات جيش التحرير الشعبي الصحراوي ببنى تحتية مواتية (مرافق ثقافية ، تكوينية ، تنشيطية ، ترفيهية) .


المساهمة الخامسة : 
أهمبة تفعيل دور المنظمات الجماهيرية والمجتمع المدني الصحراوي :


قبل التطرق إلى هذا الموضوع نرى بأنه من الهام التأكيد على ان أي حديث عن ضرورة البحث عن صيغ واليات جديدة لتفعيل دور المنظمات الجماهيرية واحتضان وتأطير مؤسسات المجتمع المدني الصحراوي ، تستجيب للانشغالات التي يطرحها هذا الملف و تتماشى مع المرحلة الحالية ، لابد ان ينطلق من التسليم بان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يجب أن تظل الإطار الجامع و المرجعية الفكرية والسياسية لأي توجه في هذا الاتجاه مع عدم الاختلاف على أهمية البحث الدائم عن سبل التقويم في السياسات والنموذجية في الاطر ومواكبة الخطاب للمتغيرات دون فقدان بوصلة الهدف الاساس ، وهو ما يعني بالضرورة التحكم المبدئي لمركزية التنظيم السياسي في عملها وتوجيه خطابها وضمان التكاملية والتنسيق فيما بينها بما يحقق الاهداف والغايات المطلوبة وفق اطر فكرية وأسس قانونية تخدم القضية الوطنية ولا تخرج عن ادوات الجبهة في التحرير ، وهي مسؤولية كبيرة يجب الا تتحول مع الوقت الى هاجس قد يقوض تواصل الاجيال و ويؤثر على ثبات التصورات بخصوص الهدف النهائي .
المنظمات الجماهيرية ، الحاجة إلى التفعيل والدور المطلوب :
إن الأشكال المطروح فيما يتعلق بالمنظمات الجماهيرية ليس في الاطار الهيكلي او المباديء أو القوانين الناظمة لعملها أو طبيعة برامجها ، بل في كيفية الحفاظ على الدور المحوري والاساسي لها كروافد أساسية للجبهة وترقية برامجها في معادلة تضمن مواكبة التطور والمتغيرات بنفس الحماس والاندفاعة وقوة الإرداة ودرجة التضحية التي ميزت الغالبية العظمى من المناضلين المنخرطين فيها خلال سنوات ماقبل وقف إطلاق النار مع التحفظ الكبير حول مدى دقة وصوابية هذه المقارنة في الأصل بسبب الخصوصية والظروف التي ميزت كل مرحلة عن اخرى ، ولكن على الأقل هناك قاسم مشترك ثابت بين الأمس واليوم وهو الإرادة والقناعة بحتمية الحرية والاستقلال وبناء وطن حر مستقل ، وهو ما يجب أن يظل المحفز والمحرك والمرجعية الأساسية التي يتحرك وفقها كل المناضلين الصحراويين المنضويين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
ومن كوننا مضطلعين على واقعها الحالي بكل تفاصيله ، ومتفقين على الدور الكبير والاساسي الذي يمكن ان تلعبه المنظمات الجماهيرية ـــ كفضاءات للتأطير ، التجنيد ، التوجيه ،التوعية والتحسيس ،النقاش الفكري والسياسي ، التربية على القيم ، وتنمية روح التطوع والتضامن والتكافل الاجتماعي ومحاربة مختلف أشكال التطرف والانحراف فكرا وعقيدة وسلوكا من خلال محتوى ومضامين أنشطتها وبرامج عملها المختلفة ـــ وواعين بانه لا يمكن الحديث عن تلك الأدوار من دون الحديث عن ضرورة تطوير بنى وهياكل ووسائل وآليات العمل لدى هاته المنظمات وإعطاءها المزيد من الصلاحيات وهامش المبادرة ومدها بالوسائل والموارد الكافية بما يمكنها من القيام بنجاعة و فعالية بالأدوار التي يجب أن تلعبها في ذلك الاتجاه ، فمن الهام والضروري أن ننسجم بل ونتفق على أن الواقع الحالي والظروف التي نمر بها في ظل جملة التحولات التي طرأت على مجتمعنا وخاصة ما يتعلق منها بانماط التفكير والتحديات القائمة يتطلب منا وبكل إلحاح مضاعفة الجهد لتفعيل دورها في المجتمع والرقي بتصوراتها وأنشطتها و إنجازاتها لمستوى الإنتظارات المأمولة منها في مختلف الميادين وعلى مختلق الأصعدة .
وفي هذا الإطار فإننا نرى بأن مرافقة المنظمات الجماهيرية التي ظلت دهرا من الزمن الخزان الذي أنتج الغالبية العظمى من أطر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يجب أن تكون الخطوة الأولى التي ينبغي أن تجسد الإرادة السياسية الحقيقية لتفعيل دورها وترقية اداءها ، تلك المرافقة التي يمكن بلورتها وتجسيدها ميدانيا من خلال جملة من الإجراءات والمواضيع يمكن إيجازها فيما يلي :
ـ إعادة النظر في هيكلة امانة التنظيم السياسي وايجاد الية عملية لخلق التكامل والانسجام فيما بين المنظمات الجماهيرية و الفروع الجهوية والمحلية والأساسية للتنظيم السياسي من كون مهامها تكاد تكون هي عينها فيما يتعلق بالتأطير والتوجيه والتحريض ، وهو ما قد يشكل روح جديدة لتنظيمنا السياسي ويساهم في توحيد الجهد وترشيد الامكانيات وتوظيفها بشكل افضل .
ــ ايجاد صيغة قانونية مرنة لأختيار الهيئات القيادية للمنظمات الجماهيرية تضمن إشراك الكفاءات القادرة على تسيير الملفات والمهام الأساسية لها ( المزاوجة بين الانتخاب والتعيين ) . 
ـ مطالبة المنظمات الجماهيرية التقيد بالقوانين الأساسية لها وبرامج عملها، وتطبيق وتفعيل النظم الداخلية الخاصة بها .
ـ توظيف تقنيين بإدارات المنظمات الجماهيرية يتم تعيينهم من طرف أمانة التنظيم السياسي بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية ومطالبتهم بالتقيد بالدليل الاداري الموحد ، ضمانا للاستمرارية والمتابعة والتقييم .
ـ ايجاد صيغة عملية واضحة تضمن التنسيق الدائم بين المنظمات الجماهيرية والمؤسسات التي تتقاطع معها في بعض البرامج كالمحافظة السياسية للجيش ، المجلس الوطني الصحراوي ، ووزارات الخارجية ، شؤون الأرض المحتلة والجاليات ، التعاون ،ترقية الأدارة ، التعليم ، الإعلام ، الصحة ، الشؤون الدينية ، المياه والبيئة ، الثقافة ، الشباب والرياضة ،التكوين،الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة ، قصد التكاملية وضمان تحقيق الاهداف المسطرة .
ـ تحديد مهام وصلاحيات كل جهة على حدا ، وازالة الخلط بين مهام وصلاحيات المؤسسات الحكومية من جهة والمنظمات الجماهيرية من جهة اخرى ،ودفع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة بعمل المنظمات الجماهيرية للمساهمة الفعلية في معالجة بعض الانشغالات ذات الاهتمام المشترك المعبر عنها من كون ذلك يعتبر ضرورة مرحلية واستراتيجية .
ـ تكثيف الزيارات ، واللقاءات ، والندوات ، والاجتماعات التحسيسية والتواصلية مع مختلف أمتدادات المنظمات الجماهيرية كصيغة للمتابعة والتقييم .
ـ إعادة بناء الذاكرة لدى الاجيال الصحراوية الجديدة من خلال برامج مدروسة وهادفة تتيح لها فرصة التواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال ، ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية وكل ما يتعلق بالقضية الوطنية الصحراوية ، وتمكينها من الوقوف على حقائق تاريخ المقاومة الوطنية ، وطبيعة وحقيقة المشروع المغربي الاستعماري التوسعي وأهدافه ، وهو ما يعني ضرورة إدراج برامج تكميلية في المنهج الدراسي الخاص بالمدارس الابتدائية والمتوسطات يمكنها ان تفي بهذا الغرض.
ـ التنسيق الدائم مع مركزية أمانة التنظيم السياسي فيما يخص طبيعة ومحتوى ومضامين المادة الإعلامية (مناشير ، وثائق تحسيسية ، مجلات ، أشرطة) التي تصدرها المنظمات الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني ، وتكثيف البرامج التوعوية والتحسيسية من خلال كل الوسائط الاعلامية المتاحة والأيام والحلقات الدراسية .
ـ مراجعة هيكلة اتحاد الطلبة بما يضمن الهادفية والتركيز على المهمة الأساسية للاتحاد والمتمثلة في تأطير الطلبة الصحراويين وتجنيدهم وتوجيههم وتعبئتهم ودفعهم لتوظيف مقدراتهم الثقافية والعلمية في خدمة القضية الوطنية . والارتقاء بأداء الحركة الطلابية في الجامعات لتكون أداة قادرة على المساهمة بشكل أكبر في عملية التحرر والبناء. 
ـ دفع منظمة الكشافة والطفولة الصحراوية لتلعب دورها الأساسي فيما يتعلق بالتربية على القيم وإعداد النشء وترقية العمل التطوعي .
ـ ايلاء عناية خاصة بالفروع التلاميذية في إطار اتحاد الشبيبة لما لها من دور في تربية النشء على القيم الاخلاقية والسياسية والوطنية ، وتمكينها من القيام بدورها كاملا فيما يخص التأطير والتوجيه والتحريض .
ـ تأهيل برلمان الطفل الصحراوي وتكوينه وتدريبه على ممارسة مهام الرقابة الشعبية في كل الجوانب المتعلقة بالطفل الصحراوي .
ـ ترقية دور منظمة المرأة الشابة لتتمكن من القيام بدورها فيما يتعلق بالبرامج والانشطة الموجهة للفتيات كالتأطير والتوجيه والتحسيس والتكوين والتأهيل .
ـ توسيع الاتحادات المهنية المنضوية تحت لواء منظمة اتحاد العمال ضمانا لشمولية التأطير لتشمل التجار والفنانين والطهاة وعمال النقل ، وتفعيل دورها وتشجيعها للمساهمة الأيجابية في الرفع من المستوى الثقافي والسياسي لمنتسبيها وتنمية مقدراتهم واستثمار خبراتهم لترقية وتطوير مختلف البرامج الخاصة بالمؤسسات الوطنية ذات العلاقة بميادين ومجالات عملهم .
ـ دفع الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية لمواصلة تجربة بناء المقدرات النسوية في مختلف المجالات وتوسيع وتطوير برامج محو الامية وتكثيف البرامج التحسيسية بكل القضايا التي تشكل اهتمام الشريحة المستهدفة .
المجتمع المدني الصحراوي والحاجة للتأطير والتوجيه :
بما أن المجتمع الصحراوي في الوقت الراهن ينتشر في ساحات مختلفة ولا تحكمه نفس الظروف بسبب وضعيته الخاصة التي نتجت عن الاحتلال المغربي لترابنا الوطني ، وبحكم وضعيتنا السياسية الخاصة التي تزاوج بين الحركة و الدولة فيما يتعلق بالتسيير و الممارسة فإن ذلك يجعل لمفهوم المجتمع الصحراوي دلالة و خاصية لا نجدها في تجارب الشعوب الأخرى .
ومن كون واقعنا الحالي لا ينتظر أن يكون نظامنا السياسي صورة طبق الأصل لما هو معروف في الدول الاخرى فلا يمكن إطلاقا تأسيس المطالب المختلفة للمجتمع المدني الصحراوي إلا بعقلانيتنا نحن وبإمكاناتنا الخاصة انطلاقا من خصوصيتنا واهدافنا و في اطار ثوابتنا الوطنية مع توخي الحذر مما قد يترتب عن ذلك من سليبات ، مع ضرورة أن يضع ضمن اولويات اهتماماته بلورة الاهداف السياسية والمبادئ العقائدية للجيهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وهو ما يعني بالضرورة بأنه في الحالة والظروف الخاصة التي تحكمنا حاليا يفترض بالمجتمع المدني الصحراوي أن يكون فضاء تتلاقى فيه الأفكار و المبادرات من اجل المساهمة والإبداع في أساليب التأطير والمقاومة بما يتماشى مع الواقع الحالي والرفع من مستوى أداء مختلف المؤسسات الوطنية وترقية الجوانب الحياتية المختلفة المتعلقة بالمجتمع الصحراوي بما في ذلك بناء الانسان من كل جوانبه والحفاظ على الهوية الوطنية الصحراوية وتفعيل وتخليق الحياة السياسية والثقافية والرياضية والادبية وغيرها ، وتشكيل قوة ضاغطة على دولة الاحتلال المغربي في المنتديات الدولية يمكنها أن تؤثر على مواقف الحركات الاجتماعية العالمية للتضامن مع كفاحنا المشروع ، بالإضافة إلى الوفاء بالتزاماتنا الدولية و القارية فيما يتعلق بترقية دور المجتمع المدني بما يتماشى مع مصلحتنا الوطنية التي يجب أن تبقى فوق كل الإعتبارات .
وبالتالي فإننا مطالبين ببلورة رؤية واضحة المعالم اتجاه المجتمع المدني الصحراوي وتحديد إطاره القانوني المتمثل في القوانين والنظم التي تحكم وتنظم عمله ، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من أنشطة وبرامج المجموعات والجمعيات التطوعية ، وخلق مبادرات من شأتها تفعيل دور المتطوعين في المجتمع .
ومن هذا المنطلق يمكن أن يتشكل المجتمع المدني الصحراوي في ظروفنا الحالية من المنظمات والجمعيات الموجودة والمعتمدة حاليا على قرار المنظمات الجماهيرية الاربعة (الشبيبة ، العمال ، النساء،الطلبة) ،والاتحادات المهنية التابعة للعمال (اتحاد الحقوقيين الصحراويين ، اتحاد الصحفيين و الكتاب الصحراويين،اتحاد الحرفيين الصحراويين ، اتحاد الاطباء الصحراويين ، اتحاد المزارعين،اتحاد المهندسين ، اتحاد عمال التعليم والتربية والتكوين ،اتحاد المحامين ، ...) ،
و الجمعيات والمنظمات (جمعية أولياء المعتقلين و المفقودين الصحراويين ،الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام ، الحملة الصحراوية للتحسيس بمخاطر الألغام ) بالإضافة إلى منظمة الكشافة والطفولة الصحراوية ، منظمة المرأة الشابة الصحراوية ، جمعية أولياء التلاميذ ، برلمان الطفل الصحراوي ، ومختلف الجمعيات والمنظمات الصحراوية بالمدن المحتلة والجاليات (مع مراعاة خصوصية ملف المدن المحتلة والجاليات) ، بالإضافة إلى الجمعيات والمؤسسات والمنظمات التي سيتم إعتمادها مستقيليا طبقا لشروط محددة بما في ذلك مختلف المجموعات التطوعية .
وفيما يتعلق بالمهام والأدوار الأساسية التي يمكن أن تقوم بها مختلف مكونات المجتمع المدني الصحراوي في واقعنا الحالي فيمكن إيجازها باختصار فيما يلي :
ـــ القيام بما يمكن من البرامج التحسيسية والتوعوية والتوجيهية والتنشيطية والخدماتية والأعمال التطوعية في مختلف المجالات التي تشكل اهتمام المجتمع الصحراوي كالهوية الوطنية والموروث الثقافي ، التربية على الاخلاق السمحة والقيم النبيلة ، أهمية المشاركة السياسية و المفهوم السليم للديمقراطية وحقوق الإنسان ، تاريخ المقاومة الصحراوية ، التعليم ، الصحة ، المياه والبيئة ، الرياضة ، التكافل والتضامن الاجتماعي بما في ذلك الطفولة والامومة والرعاية والخدمات الاجتماعية. 
ــ المرافعة عن القضية الوطنية في كل المحافل والنتديات والمنابر الدولية ، وتعزيز وتقوية الشراكة والتعاون مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك .
ــ إطلاق مبادرات في ما يخص تبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الجمعيات والمجموعات التطوعية والمؤسسات الوطنية ذات الاهتمام المشترك .
ـــ إعداد ما تيسر من بحوث ودراسات في الميادين التي تشكل انشغال لدي المجتمع وبعض المؤسسات الوطنية الصحراوية 
ـــ المساهمة في البحث عن المواهب وصقلها وتحفيزها من خلال المسابقات ومختلف البرامج الثقافية والتنشيطية .
وعموما من الواضح جدا إن الدور المحوري للمنظمات الجماهيرية و مكونات المجتمع المدني الصحراوي ــ في مواضيع التأطير والتوجيه والتحريض والتجنيد والتثقيف والتكوين والمرافعة عن القضية الوطنية والمساهمة في مختلف البرامج الاجتماعية والتطوعية ــ يعتبر دورا بالغ الأهمية في المرحلة الحالية لما يمكن أن يفضي إليه من مشاركة فعالة لعدد كبير من المناضلين وخاصة الشباب من الجنسين في إدارة الشأن العام ، وهو ما يتطلب الالتصاق بالجماهير الشعبية التي تشكل قواعد هاته المنظمات و التعامل معها على أساس أنها روح مشروعنا الوطني بدل ان تبقى مجرد وسيلة يتم اللجوء إليها عند الضرورة والحاجة فقط ، وجعلها تدرك دور الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في قيادة نضالاتها المطلبية المختلفة والتي أساسها الحرية والكرامة ، وهذا يدعونا إلى القول بإننا في حاجة ماسة إلى وعي ثوري حقيقي ونهضة ثورية ملموسة ، واستجماع القوة وخلق الانسجام والتكاملية بين المؤسسات فيما يخص البرامج التي تتشابه في اهدافها ومضامينها ، واستنهاض الذات وصد الباب أمام كل الممارسات التي قد تسيء إلى ثقافة وقيم شعبنا أو تمس من ثوابتنا الوطنية والتي أساسها وحدتنا الوطنية ، والوقوف بحزم في وجه كل من يحاول تقزيم المكاسب التي تحققت بفضل عطاءات ونضال وصمود الشعب الصحراوي خلال مسيرته النضالية الطويلة ضد الاستعمار الأحنبي والاحتلال المغربي لجزء من ترابنا الوطني .
المساهمة السادسة :
رسالة للشباب المشاركين في المؤتمر :
علينا أن نجعل من المؤتمر محطة لإبداء الرأي حول كل الوثائق وإثرائها من خلال النقاش المسؤول ،الواعي والبناء ، الهادف والمقنع ، وأن نجعل منه فرصة حقيقية لتعزيز قدرتنا كشباب على التفكير الواقعي المدرك لحقائق الأمور في مواقف الحياة المختلفة ، لأن التفكير الواقعي يجعلنا نتحلى بالنظرة الواقعية اتجاه مختلف القضايا ، ويساعدنا في نحدد أهدافنا المستقبلية الممكن تحقيقها على ضوء الإمكانيات والفرص المتاحة .
علينا أن نعلم بأن الحياة كما هي مليئة بالأشواك فهي أيضاً مليئة بالورود، ولكن الإرادة والتحلي بالصبر هما وحدهما الكفيلان بالوصول إلى المبتغى ، فليس العيب في ما وصلنا إليه ، ولكن العيب في أن نبقى نراوح أماكننا ، نمشي بعشوائية قاتلة في فراغ قاتل ممل ، الكل يهرب من الآخر، نعيش معًا تحت سقف واحد ولكننا لا نتشاطر ذات الهواء ، تجمعنا الجدران نفسها ولكننا لا نمتلك المشاعر نفسها ولكن وفي كل الأحوال أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبداً . 
وفي الاخير فليس لدينا أي شك بان قوافل الشهداء الذين أعطوا أرواحهم غرابين للحرية ، تاركين لنا من القيم والخصال والمبادئ إذا ما تمسكنا بها ، ما يمكننا من استخلاص عناصر القوة والتفوق والجدارة ، وما يقوي فينا إرادة التحدي والصمود والمقاومة ، وما يعيد لذاتنا الجمعية الجريحة الاعتبار ، وما يعزز لدينا رفض الهزيمة والاستسلام للواقع مهما كانت الظروف والمصاعب ، وبأن معاناة اللجوء والتشرد وجرائم الاحتلال الوحشية المتواصلة في المدن المحتلة من ترابنا الوطني ، قضايا وعوامل زرعت وستزرع في وعي وإدراك وذهنية الجيل الصحراوي الجديد أن لا شرعية للاحتلال ، وستزيد من قوة إصراره على السير على خطى الأجداد والآباء ، وتمسكه بحقه المشروع في الحرية والاستقلال. 
وهو ما يعني أنه لا خيار أمامنا من أن نبق منسجمين على أن يبقى تحرير الوطن هدف أساسي لنا وملتقى قيمنا ومعراج رسالتنا .
بقلم : موسى سلمى لعبيد

Contact Form

Name

Email *

Message *