خدعة المسيرة " الخضراء": الحسن الثاني غزا الصحراء بالمجرمين والمساجين
بشهرين قبل تنظيم مسيرة الغزو المغربي السوداء تفاجأ البسطاء والغلابى في مدن الجنوب المغريي بالبوليس يدخل عليهم في الليل ويُظهر لهم صور بطاقات الشرطة وينتزع منهم مبلغا من المال، ويأمرهم أن يستعدوا للمشاركة في المسيرةوإلا فإن ممتلكاتهم تلك لن تُرد لهم، وسيكون مصيرهم السجن والمتابعة القضائية.. البعض تم تهديدهم باعتقال أبنائهم إن هم لم يشاركوا في تلك المسيرة. في الاسواق تم تنظيم دوريات تفرض على الناس أن يشاركوا في المسيرة ويسجلوا أنفهسم في قوائم طويلة كمتطوعين، ومن يرفض يتم أنتزاع منه مبلغ 2000 ريال مغربي كغرامة. كان يتم تسجيل كل المارين في الشارع بالقوة، ويتم انتزاع منهم مبلغ من المال تحت تهديد السلاح، وحين يكون الشخص طاعنا في السن يتم طلب منه تسجيل أبنائهم كلهم للمشاركة في المسيرة.. حالة من الذعر أنتابت شوارع المدن المغربية لم تعرف لها مثيلا من قبل..
على واجهة أخرى تحركت قوات المخزن في شوارع الدار البيضاء والرباط والمدن الكبرى تبحث عن اللذين لا ملجأ ولا مأوى لهم، وتبحث عن الشفارين والسراق وقطاع الطرق والحناشين وعن من ضاقت بهم الشوارع لتحولهم إلى أبطال.. فهذه الفئات التي كانت الشرطة تطاردها أصبحت تتقرب منها وتسجلها في قوائم طويلة مع وعود بالسكن والعمل في الصحراء مقابل المشاركة في المسيرة، وتمت إقامة لهم أجتماعات مؤطرة، وقيل لهم أنهم لن يعودوا وانه سيجدون الجنة في طريقهم.. تم أيضا وبعفو ملكي إطلاق سراح كل المساجين والحناشين وقطاع الطرق بشرط أن يشاركوا في المسيرة..
حين بدأت الشرطة تجمع المشاركين في المسيرة، وترميهم خارج المدن في مخيمات أكتشف الكثيرون أنه لم يتم استدعائهم، وأن اللذين تم استدعاؤهم هم فقط المجرمون والسجناء والمتشردين، وان تسجيل الآخرين كان فقط خدعة حتى لا يتفظن الناس أن المخزن يريد فقط ان يشارك المجرمون في المسيرة " التحريرية".
وخلال ساعات تحول الملك المغربي إلى راقص في سرك كبير. أصبح وطنيا هو الذي كان أقرب المقربين منه يحيك ضد المؤامرات، وأصبح بطلا في أعين الرعاع والمساجين وقطاع الطرق الذين حولهم هو إلى ابطال ووطنيين والذين تم جمعهم للمشاركة في المسيرة..اوإذا أردنا قول الحقيقة فما فعل هذا الملك حين قام بتهييج الشعب المغربي ليس بشيء من الوطنية ولا من الثورية ولا من الغيرة على الوطن، وإنما وببساطة مطلقة هو نوع من الخداع التافه والتشويه الحقير لصورة الحقيقية للمغاربة. تم حشد المئات من الآلاف من المجرمين والسجناء وأصحاب السوابق في البراري تحرسهم الشرطة بالسلاح، تم استدعاء العشرات من الصحفيين ووسائل الإعلام ليغطون الحدث، لكن الصورة التي تناقلت وسائل الإعلام لتلك المسيرة السيئة السمعة لم تكن صورة مشرفة للشعب المغربي، بالقدر الذي أسأت له، وشوهت صورته في العالم. فهذه الصورة بقيت في الأرشيف لتشهرها كصورة رعاع تنطق في وجه المغاربة وتقول لهم " أنظروا هؤلاء هم أنتم، وهذه الأرض التي تتسابقون إليها ليست سبتة ومليلية المحتلتين إنما الصحراء الغربية التي استعمرتموها". وبالإضافة إلى ذلك فهذه الصورة محفوظة في الأرشيف العالمي لغرابتها.. تحولت تلك المسيرة في ذاكرة السينما العالمية إلى فيلم عنوانه "تراجيديا واقعية" . لقد أظهرت الصور تفاصيل دقيقة للحال المأسوي الذي حل بأولئك المغاربة الغزاة. فالصور أظهرتهم في شكل مجموعة من الرعاع والهمج غير المنظمين الذين يدمي منظرهم القلب ويجرح النفس، فهم في حالة يُبكى لها، لباسهم ممزق وبلا أحذية، يسيرون في صحراء من الظمأ والسراب، وفي بعض الصور ظهروا وهم يتدافعون بفوضى بعضهم يسقط والبعض يُغمى عليه، ومن يراهم لا يصدق أن هذا يمكن أن يحدث في القرن العشرين خاصة أنهم يمثلون صورة الغزاة وليست صورة الفاتحين.
تلك الصور لم تكن مشرفة للتاريخ ولا للشعب المغربين فهي صور مخزية لإنها حدث قذر في صورة قذرة سيخجل منها المغاربة ذات يوم ويطالبون بشرائها من كل العالم ليحرقونها.
الكاتب: السيد حمدي يحظيه