القدس العربي هل تعوزوها صور التطبيع حتى تستنجد بالرئيس الصحراوي؟

في خطوة غريبة نشرت جريدة القدس العربي المقربة من الدوائر الرسمية القطرية صورة للرئيس الصحراوي كواجهة لموضوع عن التطبيع العربي مع اسرائيل في تناقض مفضوح بين العنوان والصورة المرفقة له، وكأن الجريدة تنقصها صور التطبيع السري والعلني لامراء وملوك دول الخليج والمغرب وفي مقدمتهم قطر والمملكة المغربية، والذين تربطهم علاقات قوية مع الكيان الصهيوني ويقدمون مساهمات معتبرة في تقويته وضرب مشروع المقاومة في فلسطين والعالم العربي والاسلامي.

الكاتب الصحراوي لحسن بولسان نبه الجريدة الى الخطأ الفادح الذي وقعت فيه والذي يضر بسمعتها لدى القراء ويضع مصداقيتها على المحك، وقال ان تنشر اي جريدة صورا ذات علاقة بالموضوع فذاك مقبول، اما ان تنشر صورا لأشخاص بخلفية التشويه فهذا مرفوض اخلاقيا ومهنيا وتترتب عليه مسؤوليات ومعرض صاحبه للقضاء.. فمثلا جريدة (دي فولكسكرانت) الهولندية تعلمت هذا الدرس بعد تجربةٍ قاسية عندما نشرت مقالاً عن الإرهاب. فعلى صفحتها الأولى وضعت الجريدة صورةً لرجلٍ بملامح شرق أوسطية في سيارته وقد أوقفته الشرطة العسكرية في مطار شيفول. وكانت العبارة المرفقة بالصورة تحمل العنوان “هل ما تزال مدينة شيفول آمنة؟” وحصل أن الرجل الذي ظهر بالصورة رآها على صفحة الجريدة وادعى أنه تعرض للظلم عن طريق الربط بينه وبين الإرهاب دونما وجه حق. وهكذا اشتكى لهيئة التحرير ورفع دعوى قضائية على الجريدة ودفعت ثمن تصرفها.
ما نشرته اليوم جريدة القدس العربي غير برئ ونشر صورة الرئيس الصحراوي بعيد عن سياق الموضوع المعنون بأيوب قرا يكشف «خبايا التطبيع»: لقاء بن سلمان بنتنياهو… والعلاقة مع أبو ظبي «تاريخية».

واعتبر الكاتب ان هذا التصرف شنيع ان لم تكن أيادي خفية عميلة. على جميع الصحراويين مراسلة الجريدة حتى تبرر فعلتها او تقديمها للعدالة.
وبعد مراسلته الجريدة بهذا الاحتجاج والتنبيه بادرت الى تغيير الصور وتقديم إعتذار من السيد مدير تحرير جريدة القدس العربي السيد حسام الدين محمد والذي جاء فيه:

تأسف صحيفة "القدس العربي" لورود صورة الرئيس الصحراوي في موضوع "خفايا التطبيع"، وتشكركم على ملاحظتكم التي تتوخى الدقة والمهنية.

مع الاحترام والمودة