لوموند: النظام الإيراني يتصرف على أنه في مواجهة وجودية في الداخل والخارج
قالت صحيفة لوموند الفرنسية ، في تقرير اليوم، إن الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها إيران بسبب ارتفاع سعر البنزين والمطالب التي تهدد النظام؛ تم تكميمها في بضعة أيام، بالدم والترهيب ومن دون شهود، بعد قطع الانترنت.
قالت الصحيفة إن الحكام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ينظرون بقلق كبير إلى انشار بؤر الاحتجاجات في محيطهم القريب جداً. ففي بيروت، وباقي المناطق اللبنانية،
يتحدى الحراك الشعبي غير المسبوق الذي اندلع منذ منذ منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر النظام الطائفي الذي يصب في مصلحة جماعة حزب الله الموالية لطهران، والتي تعد التشكيل
السياسي والعسكري الشيعي الأقوى الذي يدافع عن مصالح إيران في البلاد في المنطقة المجاورة لإسرائيل.
علاوة على ذلك ، بات الآلاف من المتظاهرين في بغداد وفي جنوب العراق الشيعي، يرفضون قبضة طهران الخانقة على بلادهم. فمعظم هؤلاء المتظاهرين الذين سقط منهم نحو
340 شخصا على الأقل جراء رصاص الميليشيات الموالية لإيران، وقوات الأمن التي معظمهم من الشيعة الذين أضحوا يرفضون وصاية إيران.
وتنقل لوموند عن سعيد جولكار، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، قوله إن إيران ترى بالفعل أن ما يحدث في بيروت وبغداد هو جزء من محاولة من الأعداء لزعزعة استقرارها. وعليه قامت بنشر بعض الوحدات المسؤولة عن الأمن الداخلي على الأراضي السورية لدعم بشار الأسد. وفي هذا السياق الإقليمي، قرر قادتهم تطبيق منطق الحرب؛ ويعتبرون أنهم انتصروا؛ فيما يعتبرونها اليوم مواجهة وجودية تقف فيها كافة طبقتها السياسية من كل الاتجاهات ككتلة واحدة خلف المرشد الأعلى علي خامنئي.
ورأت لوموند أنه هذه التطورات الأخيرة في إيران والدول المجاور لها؛ من شأنها أن تعصف بالجهود التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ شهر أغسطس /آب من أجل التخفيف من حدة التوترات الإقليمية.
فبينما يفسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة الاحتجاج على أنها نجاح لسياسة الضغط القصوى التي تقوم بها إدارته على طهران؛ ترى هذه الأخيرة، من جانبها، أو الحفاظ على خط متشدد قد نجح في مواجهة ما تعتبره فعلاً محاولة للتمرد واثارة الفتنة يقف خلفها الخارج