النظام المغربي وكذبة المناطق العازلة !
نزل الطير على رأس السلطة في المغرب ، وطال صمت القبور وسائل إعلامها ، بعدما أعلنت جبهة البوليساريو بصفة رسمية عن إنعقاد مؤتمرها الشعبي العام الخامس عشر ببلدة التفاريتي المحررة .
كلنا نتذكر كذبة المناطق العازلة التي أعد لها الإحتلال المغربي بهرجة إعلامية ، أقام لها الدنيا ولم يقعدها تزامنا وصدور قرار مجلس الأمن ما قبل الأخير ، بشأن القضية الصحراوية .
في ذلك الوقت خرج علينا وزير خارجية الإحتلال المغربي بوريطة ممططا مسافة الخمسة كيلومترات التي حددتها بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كمناطق عازلة شرق وغرب الجدران الدفاعية ، وهو الاتفاق الذي بني على أساسه وقف إطلاق النار بين الطرفين ، وبالتالي فالمناطق الخارجة عن هذا النطاق شرقا هي مناطق محررة وليست عازلة وتسيطر عليها جبهة البوليساريو وتقيم عليها كافة أنشطتها العسكرية والمدنية ، ومن ضمنها بلدة التفاريتي ، التي ستفضح مغالطات الإحتلال المغربي بإحتضانها شهر ديسمبر المقبل أكبر إستحقاق في الحياة السياسية للشعب الصحراوي ، وهو ما سيعزز مصداقية جبهة البوليساريو وواقعيتها في التعاطي من أجل الحل ، وفي المقابل سينسف اوهام النظام المغربي المزمنة ومغالطاته الهادفة إلى تضلبل الرأي العام المغربي والدولي وإبعادهما عن صلب الحقيقة .
المغرب بلد المشاكل والأزمات كما هو معروف ، وتكثر فيه الشعوذة والخرافات ، والمتاجرة بالقيم والمبادئ ، وترد فيه المقولة العربية القائلة " إن أرضا تأكل جرذانها الحديد ليس بمستكبر لها من أن تختطف بزاتها الفيلة " فالنظام المغربي معروف بالزور والبهتان ، والإفتراء على شعبه وعلى الآخرين ، ففي ظل هذا النظام الطاغي عانى المغاربة الويلات والمآسي حتى ملوا الوعود الفارغة ، وكرهوا الحياة في ظل الدولة البوليسية القاهرة ، أما عن تضليل الدول والمنظمات والهيئات والتآمر معها مقابل فوائد وإمتيازات تسلب من جيوب المغاربة خلسة وإكراها ، فلقد خاب سعيها هي الأخرى وسقطت في فخ الخيانة وسوء التدبير ، ولا ننس في هذا المقام كمثال لا الحصر ، تعهد النظام المغربي ببناء عاصمة جمهورية جنوب السودان المستقلة حديثا ، مقابل سحب إعترافها بالدولة الصحراوية ، ومنافسته للجزائر على الغاز النيجيري ، ودعايته لمشروع أنبوب غاز يمتد في الأحلام من نيجيريا إلى المغرب في رحلة طويلة تبدو خيالية لعبورها للعديد من البلدان من بينها الصحراء الغربية المتنازع عليها ، وليس هذا وحسب ، بل هناك إدعاءات النظام المغربي الكاذبة بخصوص المساعدة في تنمية القارة الأفريقية ورفاهها ، وكان أن تجلى ذلك فقط في العمل على إغراقها بالمخدرات وعصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالأفارقة في سوق الهجرة غير الشرعية .
هذا ونأت إلى أكبر الكبائر التي إغترفها النظام المغربي أيضا بتوقيعه المخادع على القانون التأسيسي للإتحاد الإفريقي ، الذي مازال يتلاعب ببنوده وأهدافه ، إضافة إلى تسلله إلى مراكز القرار في الأمم المتحدة وإنتشار عملائه في مفاصلها ، والتمكن من تحوير دورها لصالحه بمساعدة فرنسا ، بحيث لا يعترف بالإتحاد الأفريقي كشريك لهذه المنظمة العالمية في عملية التسوية للمشكل الصحراوي القائم منذ ما يربو على أربعة عقود .
على أي لائحة الكذب والخيانة في تاريخ المغرب طويلة ، وعملية شرائه للذمم وللمواقف لا حصر لها ، وإن خفيت نواياه حينا فستبديها الأيام يوما لكل من يؤمن بأن حبل الكذب قصير ، وبأن غدا لناظره قريب .
بقلم : محمد حسنة