وتبقى مآثر الرجال خالدة!
من كان يظن انها آخر لحظة للفقيد الشهيد البخاري احمد وهو يمسك قلمه و وثائقه التي طالما صال وجال بهم في اروقة الأمم، اتذكر ذلك اليوم جيداً يوم الـ 18من اكتوبر 2017 كنت من بين الصحفيين بالتلفزيون الوطني المعنيين بتغطية زيارة المبعوث الأممي الأسبق هورست كوهلر.
كان يوم ليس كالأيام وبولاية اوسرد بالتحديد كنت خارج القاعة و إذا بالبخاري يخرج منها وعلى وجهه ملامح التعب و امانة الشعب، اقتربت منه قلت له السلام عليكم فأجابني وعليكم بالسلام محمدلمين اشكيفك مع الشغلة و الوقت و إياك ما اتعبتو امعانا، اجبته لا فما نقوم به هو واجبنا الوطني فقط، وبدأ الحديث بيني وبينه عن آخر مستجدات القضية الوطنية و خبر الساعة زيارة كوهلر.
سألت الرجل ماهي توقعاته عن كوهلر قال بأنه رجل محنك إذا لم يتلقى ضغوطات و مؤمرات من شأنها ان تجعله يقدم إستقالته مثل سابقيه، هنا قاطعت الرجل المحنك الذي ينظر للأشياء بنظرة الحكمة و التأني و المستقبل قلت له الا ترى بأن الحرب هي الحل قال في ذلك كلام اخر.
ثم هممنا بالدخول وفي الطريق القصير قال لي وكأنها النصيحة الأخيرة لتكن القضية و الوطن هما خطواتنا و قرارتنا و اهدافنا فالعدو يلعب من كل حذب وصوب فقلت له لا خوف على الوطن وله رجال مثلك قال لي وما نحن إلا مرحلة و وقت سيمضي القضية قضية اجيال، وعند باب القاعة افترقنا وقال الرقم اراهو عندك يقصد رقم هاتفه.
لم اكن اظنه آخر لقاء بيني مع الرجل الذي قل نظيره و الذي لم يُخون احد ولم يسب احد ولم يدخل صراعات مع احد بل كان يُشجعنا على المُضي قُدماً نحو هدفنا و مشروعنا الوطني، ولا يزال البعض اليوم يسألني عن سر وضعي صورتي رفقة البخاري احمد على غلاف صفحتي في فيس بوك، لأنه بكل بساطة و تواضع كان رجل و اب و اخ و رفيق خلوق متواضع قل نظيره وضع مصلحة الوطن فوق كل إعتبار.
بقلم: #محمدلمين_حمدي