كيف ينجح المؤتمر ؟
يعتبر المؤتمر السلطة الأولى حيث يتم خلاله رسم الخطط المصيرية و الأهداف المستقبلية و الاستراتيجيات المناسبة للقضية الوطنية بالإضافة لإختيار الأمين العام للجبهة و أعضاء الأمانة الوطنية الذين سيقودون المرحلة التي تفصل بين المؤتمر و الذي يليه عبر تنفيذ مخرجاته و احترام توصياته...، و كل هذا يجعل من المؤتمر الشعبي العام محطة مهمة و مفصلية.
هذه الأهمية تجعل المؤتمر الشعبي للجبهة محطة اهتمام من طرف الجميع فالأعداء يحاولون التشويش على الحدث و خلق أكبر عدد من العراقيل الممكنة و الأصدقاء يحاولون إنجاح الحدث رغم كل التحديات. لكن السؤال المطروح ماذا نقصد بنجاح المؤتمر ؟ هل نقصد المؤتمر كحدث أم نقصد المؤتمر كسلطة تعبر عن مرحلة ما بين مؤتمرين؟
تم تداول عبارة"المؤتمر ناجح" من طرف الكثيرين بل من طرف من هم في أعلى الهرم و لم يشرح لنا أي كان ماذا يقصدون بهذا النجاح، و كيف كان سيكون الفشل في حالة فشل المؤتمر ؟
إن كان من يكررون العبارة يقصدون المؤتمر كحدث من خلال الجانب التنظيمي و البروتكولي و كذلك الشكلي من خلال اختيار الأمين العام للجبهة و أعضاء الأمانة الوطنية فلا بأس فنحن نوافقهم الرأي ـ رغم الإختلاف معهم حول أمور بسيطة في هذا الإطار ـ و نحن كذلك من هذا المنطلق نقول بأن المؤتمر ناجح كحدث.
لكن بالحديث عن المؤتمر كسلطة تحدد خيارات الشعب لأربع سنوات قادمة فالتقييم سابق لأوانه فلا يمكن الحديث عن النجاح إلا بتنفيذ المقررات و التوصيات و المخرجات التي تم الإتفاق عليها و لا يمكن الحديث عنه إلا ببرهنة من تم اختيارهم أنهم الخيار السليم من خلال العمل الميداني الذي ينعكس على واقع المواطن بشكل ملحوظ و على القضية الوطنية بشكل ملموس بعيدا عن الخطابات الرنانة التي تحاول تجميل الواقع المرفوض كالذي يلمع حذاءه و جواربه مثقوبة.
إننا نعلم جميعا أن المؤتمر الخامس عشر للجبهة جاء في ظرفية صعبة بسبب عدة متغيرات محلية و إقليمية و نجاحه كحدث كان أمر إيجابي مع أن فشل المؤتمر أمر لا يفكر به ثوار الجبهة البتة إنطلاقا من الإيمان الراسخ بحتمية ديمومة الإطار السياسي الممثل للصحراويين إلى حين تقرير الشعب الصحراوي لمصيره، لكن هذا النجاح اللحظي و المرحلي لا يجب أن نجعله شماعة نرفعها على طول الطريق بل يجب العمل على جعله بداية لإنتصارات حقيقية على الميدان يكون المواطن الصحراوي محورها من خلال إقناعه و طرحه في الصورة بالشكل السليم و الإستعداد لمحاسبة المتخاذلين و المتمصلحين و الإنتهازيين و هزهم ـ كما قال عريس الشهداء ـ بالقانون و الأجهزة الوطنية القضائية و الرقابية.
إن المختارين في هذا الإستحقاق الوطني كأعضاء أمانة وطنية و كذا الأمين العام ينتظرهم تحدي صعب جدا فالمواطن الصحراوي أصابه الملل من طول أمد الإحتلال و ويلات اللجوء و الشتات و أي مسار غير مرضي سيجعله ينفجر لا محال عكس ما يشتهي من يستفيد من الوضع، و كذلك على مستوى مقارعة العدو فهذا الأخير بسبب الضغوطات التي يتعرض لها على كل المستويات جعلته يصاب بهستيريا حولها رفقة أصدقاء السوء فرنسا و من يحذو حذوها إلى مخططات خبيثة نتنة تستهدف المشروع الوطني و تستهدف بالخصوص تماسك الشعب بما في ذلك تماسك القاعدة و القمة لذلك وجب رفع التحدي و تحمل المسؤولية و تغيير الأساليب التي لم تعد تجدي نفعا و الصهر على المصالحة مع القواعد الشعبية عبر الفعل الوطني الجلي الذي يلامس كل مواطن صحراوي أينما كان.
بقلم: حمادي جامع